هيرودس يتحرك ليقتل المسيح

[لقد فدى أطفال بيت لحم فادي البشرية،
وقدموا دماءهم شركة في دم الصليب ]
بابيني

كانت العلاقات بين هيرودس واليهود مضطربة، وكانت له عيون وآذان تتسمع وتتلصص على أخبار الشعب وأعماله. وأخيراً وصلت أخبار هؤلاء المجوس، وأثاره موضوع “ميلاد ملك الملوك”، فجمع رؤساء الكهنة وسألهم أين يُولد المسيح؟ فأخبروه أنه يكون في بيت لحم بحسب نبوة ميخا: « أما أنت يا بيت لحم إفراتة وأنت صغيرة أن تكوني بين ألوف يهوذا فمنك يخرج لي الذي يكون متسلّطاً على إسرائيل» (مي 2:5). «حينئذ دعا هيرودس المجوس سرا وتحقق منهم زمان النجم الذي ظهر» (مت 7:2). وطبعاً من سؤاله الخبيث يُفهم أنه أراد أن يعرف زمان ميلاد الصبي ليخطط لقتله والأطفال الذين في حدود هذا السن. ولكن بمجرد أن تحرَّك الشرير تحركت السماء وأرسل الملاك ليوسف في الحلم: «قم وخذ الصبي وأمه واهرب إلى مصر.» (مت 13:2)

وأرسل هيرودس المجوس في طريقهم على أن يعودوا ويخبروه متى وجدوه ليذهب هـو أيضاً ويسجد له. ولما أخلوا بوعدهم ورجعوا من طريق أخرى بحسب إرشاد الله لهم، جُنَّ جنون الملك وأرسل وذبح أطفال بيت لحم وما حواليها من ابن سنتين فما دون. ولكن لئلا يدخل الشك قل القارئ نعطيه وصفاً لأخلاق هيرودس الملك ومنه يستطيع أن يتأكد أنه قتال. والكلام للعالم فارار صاحب كتاب حياة المسيح:
[لقد اصطبغت أيام حكمه بدم القتلى، لقد ذبح كهنة ونبلاء، وأفنى السنهدرين وتسبب في إغراق كبير الكهنة والنبيل أرسطو بولس وأمر بخنق زوجته الحشمونية المحبوبة الأميرة الجميلة مريمن مع أنها كانت أحب الناس إليه، وقتل أولاده إسكندر وأرسطوبولس وأنتيباتر، وعمه يوسف، وعم زوجته أنتيجونس وأبوها إسكندر، وحماته إسكندرة وقريبه كورتوبانس. وقد نجا ابنه أرخيلاوس من الموت الذي دبَّره له أبوه بأعجوبة وامتاز هذا السفاح بالخنق، وتمزيق الجسد نصفين والقتل الخفي وانتزاع الاعترافات بالتعذيب وموبقات أخلاقية أخرى يعف
عنها القلم.].

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى