بولينوس أسقف نولا
أسقف نولا ، ربما ولد في Bordeaux .
و كان أوسونيوس كما ذكرنا أستاذا له ، وكان يقدره جدا كتلميذ ويحمل له مشاعر حارة ، ووجه له عديد من رسائله الشعرية كما مر.
ومهما كان التقدير الذي تستحقه مؤلفاته اللاتينية ، ولكنه باعترافه هو شخصيا لم يكن متمكنا من اللغة اليونانية .
دخل الحياة العامة مبكرا ، فقد سافر إلى روما وعمره ۲۰ سنة ، وصار عضوا في المجلس الأعلى خلفا لوالده .
في ۳۷۹ م صار بمساعدة أوسونيوس ، حاكما على كامبانيا . و ما بين ۳۷۹ و ۳۸۹ م بدأ اتجاهه الديني يأخذ عمقا جديدا حتى نال مع أخيه نعمة المعمودية في المدينة التي ولد بها على يد ديلفينوس أسقفها في ۳۸۹ م . ربما تأثر بموت أخيه ، وبالأخطار التي تعرض لها هو نفسه ، و أيضا بالموت المبكر لابنه الصغير كلسس ، وربما أيضا لتأثره ببعض الشخصيات مثل ديلفينوس وأماندوس أسقف Bordeaux ومارتن أسقف تورز وفيكتريكيوس أسقف روين وأمبروسيوس أسقف ميلان ، فقرر أن يهجر العالم ، ورحل ومعه جزء كبير من ثروته وثروة زوجته . وقد أنفق بعض ماله على تحرير الأسري وفك ديون المديونين وما شابه .
ونزولا على رغبة شعبية مفاجئة سيم كاهنا ، بواسطة الامبيوس أسقف برشلونه في عيد الميلاد ۳۹۳ أو ٣٩٤ م على شرط أن يكون حرًا في تحديد مكان إقامته.
في ٣٩٤ م ، قرر الاعتزال في نولا حيث كانت له هناك ممتلكات : ومنها منزلا . وفي نولا دخل هو وزوجته في حياة متميزة وأسس ديرا في موقع مقبرة القديس فيلكس وذلك في ۳۹۰ م .
وقد ذكر القديسون أمبروسيوس وأغسطينوس وجيروم تضحيته الشخصية هو وزوجته باحترام وتقدير شدیدین .
توفيت زوجته تيريزيا Therasia ربما في الجزء الأخير من ٤٠٨ م . أصبح بولينوس أسقفا لنولا قبل خريف ٤١٠ م .
بعد أن أقام في عزلة في نولا لمدة 36 سنة كرس فيها حياته ، وأيضا زوجته أثناء حياتها كرست نفسها في حياة مقدسة ملؤها إنكار الذات الشديد مع ممارسات تقوية وأعمال رحمة بغير حدود ، توفي في ۲۲ يونيو ٤٣١ م عن عمر ۷۷ أو ۷۸ سنة .
في ترتيلة ۱۰ : ٥٧-٦٤ كتب بولينوس ردا على أوسونیوس : عندما يلقي المسيح بنوره من السماء إلى قلوبنا ، فهو يطهر جسدنا الكسلان من بلادته المؤلمة ويجدد میل العقل ، ويقضي على كل ما أعطى مرة مسرة بدلا من الأفراح العفيفة . وهو كسيد عادل يستحق منا كل حياتنا ، أن نهبه كل قلبنا ولساننا ووقتنا .
كتاباته
تحوي كتاباته حوالي ٥٠ رسالة و ٣٦ قصيدة . ويذكر جيروم أيضا مديحا في صورة نثر تكريما للإمبراطور ثيئودوسيوس ولكنه فقد ويتحدث القديس أغسطينوس ( 31,8.Ep ) عن عمل جدلي كتبه بولينوس ضد الوثنيين لكن ليس معروفا إن كان قد أكمله أم لا .
الرسائل : ٥٠ رسالة مازالت باقية : منها ؛ وجهها للقديسين جيروم وأغسطينوس يطلب شرحا لبعض فقرات الكتاب المقدس أو بعض الإيضاحات العقائدية .
إلى ديلفينوس 5 رسائل وفيها يعبر عن عرفانه بجميل ديلفينوس الذي قام بعماده ، ويعتذر عن طلبه أن يكتب أعمالا لها عمق أكثر وهو ما يعتبره صديقه شيئا في مقدوره القيام به .
إلى أماندوس ٦ رسائل يتناول فيها موضوعات لاهوتية مثل التجسد .
إلى سلبيسيوس ساويرس ۱۳ رسالة تناول فيها أحداثا هامة في حياته مثل متاعب رسامته کاهنا ، المرارة التي أحسها من عداوة إكليروس روما والبرودة التي لأسقفها سيريكيوس ، والاستقبال الحار الذي قابله به أساقفة كامبانيا . ويوجه بولينوس حديثه إلى ساويرس قائلا : ” أنت الآن بالحقيقة أب ، أخ ، قريب لي … أنت صديقي في محبة المسيح ، وأخي في الميلاد الجديد ” .
القصائد : ثلاث منها تعود إلى الفترة ما قبل ۳۸۹ م السنة التي تعتمد فيها . تحتوي القصيدة السادسة على ۳۳۰ بیتا على الوزن السداسي ، تكريما للقديس يوحنا المعمدان ، معتمدا فيها على رواية الإنجيل ليذكر أهم الأحداث في حياة القديس يوحنا .
القصائد السابعة والثامنة والتاسعة هي إعادة صياغة للمزامير على التوالي الأول والثاني و ١٣٤ .
القصيدة العاشرة والحادية عشرة هي شعرية موجهة إلى أوسونيوس ردا على رسائله التي يطلب منه فيها العودة . لكن بولينوس أكد ثباته على رغبته في النسك وعدم العودة وتمسكه بالمسيح .
القصيدة ۳۱ كتبها عند وفاة الصبي كلسس . وتصل عواطفه إلى قمتها عندما يذكره تکرار اسم كلسس بابنه هو الصغير والذي يحمل نفس الإسم والذي عاش لفترة قصيرة .
والقصيدة ۱۷ كتبت في ۳۹۸ م من أجل نيكيتاس أسقف ريميسيانا في داسيا الذي كان صديقا لبولينوس . وهي في ٣٤٠ سطر .
Carmina natalicia : وهي ١٤ قصيدة كتبها من أجل عيد القديس فيلكس ، في الرابعة منها يحكي سيرة فيلكس ومعجزاته . كتبها في الفترة ما بين ٣٩٥ و ٤٠٨ م .
تألقت كو هبة بولينوس الفنية والأدبية في وصفه لمشاهد شعبية تقدم شهادة على العادات والتقوى التي كانت سائدة في عصره.