أطلب إليكم أن تسلكوا بكل تواضع ووداعة
“أطلب إليكم… أن تسلكوا… بكل تواضع ووداعة” (أف4 :2)
التواضع في الحياة المسيحية فضيلة لا يمكن أن يحل بدلاً منها فضيلة أخرى ولا عشر فضائل معاً توازنها ، وهي وحدها شهادة عبور على مستوى الصليب .
التواضع هو شعور يقيني داخلي بما هو للإنسان . فالمتواضع يشعر بتواضعه الشخصي الذاتي بكل اقتناع ورضى . لذلك إن أنت وضعته وسط العظماء يبقى متواضعاً كما هو ، وإذا دعوته ليجلس مع الصعاليك ، فهو هو المتواضع الصادق في ذاته .
وعكس التواضع هو الكبرياء ويكشفه الاعتداد بالذات . فبينما المتواضع إنسان يتكل على الله بكل إيمانه وثقته ورجائه ويرجع إليه دائماً أبدأ طالباً العون وشاكراً على كل حال ، نجد المعتد بذاته يتكل على ذراع نفسه ويستند على ما له .
الوداعة : تأتي الوداعة دائما تابعة للتواضع ، فهي منه تتبع ، فكل متواضع وديع . فإن كان التواضع هو فضيلة الداخل في العمق ؛ تكون الوداعة هي الفضيلة التي تنكشف بالتعامل مع الناس والله . وتتثبت ويشهد لها حينما تستظهر على الظلم بالرضى ، وعلى الذم بالشكر ، وعلى التهديد بالمسالمة . وهي لا تستثقل السخرة فهي صاحبة الميل الثاني والخد الآخر ، تذعن للطرد بلا تردد أو مقاومة بالحمد والشكر معاً.
من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين