يو27:4 وكانوا يتعجبون انه يتكلم مع امرأة
“وَعِنْدَ ذلِكَ جَاءَ تَلاَمِيذُهُ، وَكَانُوا يَتَعَجَّبُونَ أَنَّهُ يَتَكَلَّمُ مَعَ امْرَأَةٍ. وَلكِنْ لَمْ يَقُلْ أَحَدٌ: «مَاذَا تَطْلُبُ؟» أَوْ «لِمَاذَا تَتَكَلَّمُ مَعَهَا؟»”(يو27:4)
+++
تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي
“وعند ذلك جاء تلاميذه،
وكانوا يتعجبون أنه يتكلم مع امرأة،
ولكن لم يقل أحد ماذا تطلب؟
أو لماذا تتكلم معها؟” (27)
لم يكن في ذهن التلاميذ أن معلمهم الذي كانوا يترقبون ملكوته العظيم على الأرض يتحدث مع امرأة فقيرة سامرية. إنها ليست من قطيع إسرائيل الضال، وفي ذهنهم لا يمكن أن يكون لها دور في ملكوته، فلماذا يتحدث معها؟
هذا ومن جانب آخر فإنه لم يكن من عادة الرجال أن يتحدثوا مع نساء في الطريق، حتى وإن كانت زوجاتهم، وقد وجدت قوانين كثيرة سنها الحاخامات في هذا الشأن.
v أجاز المسيح لنفسه أن يخاطب امرأة سامرية فقيرة، إلا أن تلاميذه مع انذهالهم من ذلك لم يسألوه عن سبب مخاطبته إياها، لأنهم كانوا بهذه الصفة متأدبين بحفظ ترتيب التلاميذ، وبهذه الصورة تهيبوه واستحيوا منه واحتشموه كاحتشامهم صاحبًا عجيبًا.
v ترى ممَ تعجب التلاميذ؟ من تواضعه الشديد وبُعده عن الكبرياء، إذ تبادل الحديث مع امرأة فقيرة بل وسامرية أيضًا.
تفسير الأب متى المسكين
27:4- وَعِنْدَ ذَلِكَ جَاءَ تلاَمِيذُهُ وَكَانُوا يَتَعَجَّبُونَ أَنَّهُ يَتَكَلَّمُ مَعَ امْرَأَةٍ. وَلَكِنْ لَمْ يَقُلْ أَحَدٌ: مَاذَا تَطْلُبُ أَوْ لِمَاذَا تَتَكَلَّمُ مَعَهَا.
+ إحدى بركات الخدمة اليومية في المجامع: (أشكرك أنت الرب الذي لم تخلقني امرأة).
+ إنذار الحكماء اليهود: (الرجل لا يتكلم مع امرأة في مكان عام حتى ولو كانت زوجته).
+ قول للربانيين اليهود: (إنه خير لكلمات التوراة أن تُحرق من أن تُلقى على مسامع امرأة.)
+ سأل جليلي امرأة يهودية في الطريق أين الطريق إلى لدة؟ أجابت أيها الجليلي الأحمق ألم تسمع أنه ليس للرجل أن يتكلم مع امرأة في الطريق وأنت تسأل الطريق إلى لدة؟. (رابي يوسا)
+ أي رجل يعطي ابنته أي معرفة عن التوراة يكون هذا بمثابة أنه يعلمها الدعارة ؟؟؟ (رابى إلعزرا).
+ بولس الرسول: (ليس ذكر وأنثى لأنكم جيعاً واحداً في المسيح) (غل28:3).
عند هذا الحد من الحوار الذي انتهى باستعلان المسيح لذاته، وصل التلاميذ، ومن بعيد رأوا المعلم والسامرية فتعجبوا متحشمين أن يتكلموا، لأن من عادة حكماء اليهود والرابيين والمعلمين عموماً أن لا يتحادثوا مع امرأة في الطريق مهما كان الأمر.
ولكن هذا التعجب بحد ذاته يكشف أن التلاميذ كانوا لا يزالون بعيدين جداً عن فكر المسيح والمسيحية. وهذا يوضح مدى التغير الهائل الذي حدث للمجتمع اليهودي بالنسبة للمرأة بالذات, لما أمن بالمسيح واعتمد لوصاياه وقبل استعلان الحق الإلهي، الذي أضاء ذهن الإنسان وحياته.
ويقول العالم «ليون موريس» في كتابه لشرح إنجيل يوحنا في هذا الموضع إنه حتى إلى الأن حينها يُلقى السؤال في المجتمع اليهودي عن وضع المرأة يُقال لهم: (إذا كنا الآن نحس أن المرأة قد حازت على أفضل التغيير في وضعها، فهذا في المجتمع المسيحي وليس بحسب الرؤية اليهودية القديمة.
«ولكن لم يقل أحد ماذا تطلب أو لماذا تتكلم معها»: هذان السؤالان اللذان لم يخرجا إلى حيز الوجود, يوضحان العلاقة القائمة بين المعلم والتلاميذ كيف كانت تقوم على أساس الإحترام الشديد والوقار والخشية. وهذا فعلاً أحد الأداب اليهودية التي ورثتها المسيحية وظهرت في الحياة الرهبانية القائمة دائماً على المعلم والتلميذ، ولكن للأسف لم تدم، فعصرنا الذي نعيشه الأن انقلبت فيه المُثل والأوضاع, وضاع الميراث والتراث بل ضاع منهج الحياة والحياء.
تفسير القمص أنطونيوس فكري
آية (27): “وعند ذلك جاء تلاميذه وكانوا يتعجبون انه يتكلم مع امرأة ولكن لم يقل أحد ماذا تطلب أو لماذا تتكلم معها.”
نظرة اليهود للمرأة= كان اليهود يحتقرون المرأة. ومن أقوالهم “أشكرك أنت الرب الذي لم تخلقني امرأة ولا أممياً ولا عبداً” (الخدمة اليومية في المجامع). “الرجل لا يتكلم مع امرأة في مكان عام حتى لو كانت زوجته أو أمه” (إنذار الحكماء لليهود) “إنه خيرٌ لكلمات التوراة أن تحرق من أن تلقي على مسامع امرأة” (قول الربانيين لليهود) “أي رجل يعطي إبنته أي معرفة عن التوراة يكون كمن يعلمها الدعارة” (رابي اليعازر).
نظرة المسيحية “ليس رجل أو أنثى لأنكم جميعاً واحداً في المسيح يسوع” (غل28:3) لذلك تعجب التلاميذ أن وجدوا المسيح يكلم امرأة بل وسامرية ولكنهم تأدباً لم يسألوا المسيح لماذا فعل ذلك فهم كانوا يوقرونه ويخشونه.