الأنبا يؤنس أسقف البرلس

 يؤنس سليل أسرة كهنوتية عريقة

الأنبا يؤنس أسقف البرلس الذي عرف معنى الرعاية الحقة وساند البابا دميانوس فى تعليم الشعب. وكان من أسرة كهنوتية عريقة كما كان وحيد أبويه. فلما توفيا بني بمالهما بيعة ومضيفة للغرباء والمساكين وكان يتولى خدمتهم بنفسه .

رهبنته في شيهيت ثم انفراده في صومعة

وحدث ذات يوم أن جاء إلى المضيفة راهب كان قد حضر إلى المدينة ليبيع السلال التي جدلها الرهبان، وأخذ يتحدث عن روعة الرهبنة وجلالها. فكان لكلامه فى نفس يؤنس أثر دفعه إلى أن يوزع أمواله على المساكين ويذهب إلى البرية إلى الدير الذي يرأسه دانيال قمص شيهيت كما فعل بيسنثيلوس. كذلك نهج يؤنس منهج أسقف قفط في أنه توحد بعد أن قضى بضع سنين في الدير ولقد انتصر على كل تجربة شيطانية بقوة الله الحالة فيه.

انتخابه أسقفاً على البرلس

ثم حدث أن ألهم الروح القدس كهنة البرلس وشعبها أن ينتخبوا هذا القديس الفاضل أسقفًا لهم. فما أن اعتلى كرسى الأسقفية حتى جاهد الجهاد الحسن في اقتلاع الزوان من بين الحنطة. فقد حدث في أيامه أن ادعى راهب من أهل الصعيد أن الملاك ميخائيل يوعز إليه بكل التعاليم التي ينادى بها والتي كانت غريبة عن الكنيسة – فضلل بعض السذج بهذا الادعاء. فلم يجد الأسقف يؤنس بدأ من أن يضع حدا لهذا التضليل فنشر رسالة ضمنها التعليم الأرثوذكسى، ثم جرد هذا الراهب المبتدع من اسكيم الرهبنة.

كتابته السنكسار

وقد كتب هذا الأسقف العالم كثيراً من سير الشهداء والآباء والمعترفين، وأمر بقراءتها فى الكنائس لتعليم الشعب، وبهذه الوسيلة وضع للكنيسة التقليد المعمول به للآن والذى يقضى بقراءة السنكسار كلما أقيمت شعائر القداس الإلهى.

نياحته

وبعد أن قضى السنين الطوال في الجهاد والتعليم أراد الله تعالى أن يريحه من مشاق هذا العالم فرأى فى رؤى الليل الأنبا أنطوني والأنبا مكاري ينبئانه بقرب انضمامه إلى بيعة الأبكار. فجمع شعبه وحثه على المحبة المتبادلة عملاً بالتعاليم الإلهية التى كتب عنها البشيرون، والتمسك بالإيمان الأرثوذكسي حتى النفس الأخير – ثم رقد بسلام.

 

زر الذهاب إلى الأعلى