الذين يسلكون بالحق جميعهم اولاد الله

الفصل الخامس 
من كتاب المربي ج1 
للقديس إكلمنضي السكندري

الذين يسلكون بالحق -جميعهم-اولاد الله

( وفي مقتبل العمر لهؤلاء الشباب الذين اكتسبوا المعرفـه، بركـات جديدة وحيوية………. نحيا نحـو النضج الذهني لأنهم وهـم شـركاء في “الكلمة” يجب أن يكونوا مجددين ……… وحتى ندرك الهدف من صبانا ونعيش العمر كله في ربيع دائم ، فالصدق الذي بداخلنا وسلوكنا وعادتنا التي تثبت دعوة الحق … ؟

ولأن كلمة “تربية” وكما يبدو من معناها هي تعليم الأطفال .

لذا ينبغي أن نأخذ في الاعتبار أولئك “الأطفال” الذين يشير إليهم الكتاب المقدس، وحتى نعهد بهم للمربي وفي كثير من المواضع يجيبنا الكتاب واصفا أيانا بأوصاف متعددة معبرا عن بساطة الإيمان بأساليب مختلفة. وعلى ذلك فقد جاء في البشارة “وقف يسوع على الشاطئ ، إذ كانوا يصيدون سمكا ، فقال لهم يسوع يا غلمان العل عندكم اداماً” موجها الكلام لمن هم في مصاف التلاميذ بصفتهم أولادا كذلك قيل “حينند قدم إليه أولاد لكي يضع يديه عليهم ويصلى فانتهرهم التلاميذ أما يسوع فقال، دعوا الأولاد يأتون إلى ولا تمنعوهم لأن لمثل هؤلاء ملكوت السماوات” أما عن معنى ذلك التعبير فان الرب ذاته سوف يعلن “الحق أقول لكم إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأولاد فلن تدخلـوا ملكـوت السماوات” غير قاصد في هذا الموضع أن لتعبيره كنايه عن التجديد، ولكنه يطـرح أمامنا – كنموذج نحتذيه- البراءة التي في الاطفال وتشير إلينا روحانية النبوة “كأطفال قطعوا أغصان شجر الزيتـون والنخيل، وتقدمـوا ليستقبلوا الـرب ” وعـندما نترجم اللـفظ “هوسنا”* الى اليونانية يصـبح معنـاه الـنـور والـمجد والتسبيـح والابتهـال لـلـرب ، وإيماء إلى النبـوة السابق ذكرهـا يـبـدولـي الكتـاب مؤنبـا ومـوبـخـا أولئك الذيـن بـلا تفكير “أما قرأتم قط من أفواه الأطفال والرضع هيأت تسبيحا” وبهذا الأسلوب يحفز الرب -في الإنجيل- تلاميذه حاثا إياهم على أن يرتبطوا به كما هو مرتبط بالآب جـاعـلا سامعيه أكثر إشتياقا للعلاقة الحميمة به- إذ يذكرهم أنه بعد قليل سيرحل موضحا لهم أن من واجبهم ألا يضيعوا أي فرصة للإستفادة من دعوة الحق كما لم يستفيدوا من قبل، إذ أن الله “الكلمة” يجب أن يصعد إلى السماوات. ومرة أخرى يدعوهم أطفالا إذ يقول “يا أولادي أنا معكم زمانا قليلا بعد”، وفي مكان آخر يصور ملكوت السماوات للأطفال الجالسين في السوق قائلا “زمرنا لكم فلم ترقصوا نحنا لكم فلم تلطموا ” وما إلى ذلك من الإضافات المناسبة، وله تقتصر تلك المشاعر على الأناجيل، بل أن النبوات أيضا تتفق معها، إذ يقول داود “سبحوا يا أولاد الرب سبحوا أسم الرب” وكـذا يقول إشعياء “هأ نـدا والأولاد الدين أعطانيهم الرب أفلا زلت مندهشا إذ سمعت أن الناس الذين ينتمون للأمم هم “أبناء” في نظر الرب، وفي تلك الحالة ربما لم تصغ للحوار” لا تبكي “والذي منه نعلم أن العداري الجميلات المولودات في الحريه لازلن يدعون والخدمات ”  وكذا فالأخريات ولأنهن في ميعة الصبا يسمون “العـذاري الصغيرات” .

وعندما يقول “دعوا خرافي تقوم عن يميني” معبرا عن الأطفال البسطاء كأنهم بالطبيعة خراف وحملان وليسو بشرا. فالحملان موضع التفضيل من سمو رأيه لما فيهـا مـن رقـة وبساطة الطبع الجديرة بالبشر الذين يتصفون بالبراءة وعندما يقول “كالعجول الرضيعة بسطاء رقيقين كالحمام” وفى موسى يأمرنا “فرخى حمام أو زوج يمام تقدمة من أجل الخطيئة” مبينا مـا في هذه الطيـور مـن بـراءة وخلـو مـن الأذى ، والطبع المسالم المقبول من الله. موضحا أن الشئ يكفر عن مثله، وأكثر من ذلك فإن الطيور وكأنها تفزع من الخطيئة .

 ويشهد الكتاب على أنـه يسـمينا أفراخـه “مثـل دجاجـة تجمع أفراخهـا تحـت جناحیها وبذا يشير إلينا الكلمة – بالروح المدهش ببساطة الطفولة وبراءتها فهـو تـارة يسمينا أولادا ، وتارة أخرى فراخا ، يدعونـا مـرة اطفالا ومرة أخرى أبناء وخليقة جديدة، وخليقة حديثة ، “ويسمى عبيدا أسماء أخرى أسما جديدا ” يقول الرب، طازجا وأبديا ، نقيا وبسيطا صادقا وبرينا مثل طفل ويـكـون مباركا على الأرض وهـو يدعونـا مشيرا إيانا “أمهارا” “وأفراسا” غير مستعبدين للخطيئة ، غير مشوهين بالشر .

ولكن أنقياء راكضين في فرح إلى الآب وحده ، وليس كأولئك الخيل الذين” صاروا حصنا معلوفة سائبة صهلوا كل واحد على امرأة صاحبه لكنهم احرار، حديثو الولادة . فرحين بالإيمان مقبلين للحق، خفافا مسرعين نحو الخلاص يدوسون تحت أقدامهم الأشياء التي من العالم .

“ابتهجي كثير يا إبنه صهيون اهتفی يا بنت أورشليم هوذا ملكك يأتي إليك، هو عادل ومنصور وديع جالبا الخلاص وراكب على حمار وعلى جحش ابن أتان فلم يكن كافيا أن يقول جحش فقط، ولكنه أضاف ابن أتان – ليعبر عن صبـا الانسانية في المسيح، والبساطة ، التي لن تعرف الهرم ، فنحن بعد صغار كأننا أمهار صغيرة نتربى على يد الخالق فإنه شبه الإنسان الجديد في الكتاب بالجحش ، فهو الحمار الصغير ، “وربط الجحش في الكرمة” وكأنه ربط هؤلاء البسطاء كالأطفال إلى “الكلمة” أو الذي شبهها بالكرمـة لأن الكرمة يخرج منها نبيد ، كما يخرج من “الكلمة” الدم ، وكلاهما مشروب لصحة الإنسان ، الخمر للجسد والدم للروح .

وهو أيضا يدعونا -حملانا- فبالروح الناطق على لسان إشعياء يشهد شهادة لا تنقض “الراعي يرعى قطيعه بذراعه يجمع الحملان وفي حضنه يحملها ويقود المرضعات مستخدما التعبير المجازي الحملان والذي هو أكثر رهافة من الخراف ليعبر عن البساطة . ونحن في الإيمان الحق نكرم كل ما هو نزيه وصالح في الحياة مشتقين من معنى كلمة طفل ألـفـاظـا مـثل التعليم  والتهذيب.

فالتهذيب ” هو الإرشاد إلى الطريق القويم إلى الفضيلـة ومنـد الطفولة والذي من خلاله شرح لنا سيدنا بجلاء ما يقصده بلفظ “أطفال” وعندما أجاب على سؤال الرسل “من منا الأعظم” جاء يسوع بطفل وأقامه في الوسط قائلا “فمن وضع نفسه مثل هذا الولد فهو الأعظم في ملكوت السموات” فهو لهذا لم يستخدم تعبير الأطفال لأنهم محدودي الفهم لصغر سنهم كمـا كـان يظن ولا كان يقصد بقوله ” وإن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأولاد فلن تدخلوا ملكوت السموات” إن ذاك سيكون بدون تعليم، فنحن الأطفال لم نعد نحبو على الأرض كما كنا سابقا ، ونزحف على التراب كالثعابين كما كنا نفعل مـن قبل زاحفين بأجسادنا بحثا عن الشهوات الدنيوية ،ولـكـنـنـا نمتد إلى فـوق بـالروح، متحررين من العالم ومـن خطايانا ، نلمس بأطراف أصابعنا حتى نظهر وكأننا في العالم، تابعين للحكمة القدسية، ورغم أن ذلـك يبـدو حماقـة لأولئك الذيـن أفكارهم حادة كالسكاكين جاهزة لفعل الشر ، عندئذ يصدق على أولئك الذين عرفوه أنه الله الواحد وأنهم أبناؤه وهو أبوهم ، أولئك البسطاء -الصغار-الصادقين- الديـن أحبـوا قرن وحيد القرن.

لأولئك إذن – الذين تقدموا في درس التعليم أعلن لهم ما نطق به ، راجيا إياهم ترك الأهتمام بالأشياء التي من هذا العالم دافعا لهم للتمسك بالآب وخيره مقلدين في ذلك الأبناء. وبينما فيما بعد يقول “فلا تهتـمـوا للغد لأن الغد يهتم بما لنفسه، يكفي اليوم  شره. وهو لذلك يحثهم على تنحية هموم الحياة جانبا والاعتماد على الآب وحده. وذاك الذي يعمل بهذه الوصية يصبح بالحقيقة ولدا وأبنا لله وللعالم “لواحد المخدوع وللآخر حبيب وإذ كان سيد واحد في السماء كما يقول الكتاب كذا الاتفاق يكـون عاما على أن اولئك الذين هم في الأرض هم تلاميد لأنه بالحقيقة- لا يكون كمال إلا مع السيد لأنه دائما يعلمنا ، في الطفولة والصبا معنا نحن الذين دائما نتعلم ، هكذا تحدث النبوة الصلاح -معبرا عنه بالإنسان- وكمثال من خلال داود يقـول عن الشيطان “رجل الدماء والغش يكرهه الرب” داعيا إياه كنموذج كامل للبشر ، كذلك يدعى الرب رجلا لصلاحه الكامل . وتتصـل بتلـك النقطـة إتصـالا مـبـاشرا بـمـا ذكـره الرسـول بـولـس فـي رسـالته للكورنثيين Corinthians “فإني اغار بما عليكم غيرة الله لأني خطبتكم لرجـل واحـد لأقدم عذراء عفيفة للمسيح’  تلك النقطة في الرسالة إلى أفسس Ephesians ” إلى أن ننتهي جميعا إلى وحدانية الإيمان ومعرفة ابن الله ، إلى إنسان كامل إلى قياس قامـة مـلء المسيح. كي لا نكون فيما بعـد أطفالا مضطرين ومحمولين بكل ريح تعليم بحيلة الناس بمكر إلى مكيدة الضلال بل صادقين في المحبة ننمو في كل شئ إلى ذاك الذي هو الرأس المسيح “هادفا بذلك الكلام إلى الإرتفاع والسمو “بجسد المسيح الذي هو الرأس والإنسان الوحيد الكامل في صلاحه .

ونحن الأطفال أخذنا حدرنا من عواطف الهرطقات التي تهب للإحاطة بنا ، غير واضعين ثقتنا في آباء يعلموننا غير ذلك ونصير نحن أيضا كاملين عندما نكون كنيسة الله التي قبلت المسيح رأسا لها ، عندئذ ضمن الصواب أن نلاحظ بأحلال دعوتنا بالأطفال لأن‏… لا تدل على الغبي لان” ….”يسمى الغبي، هوالـ…” لأن صاحب القلب الرقيق يدعى ”  ” وتعني بذلك الذي تحول مؤخرا إلى شخص رقيق ذي سلوك متواضـع ووأضـح ذلك بولس الرسول المبارك يقول “ومع اننا قادرين ان نكـون فـي وقـار كـرسل المسيح بـل كـنـا
مترققين  في وسطكم كما تربي المرضعه أولادها.

فالطفل  إذن رقيق  ولذلك فهذا أكثر ارهافا حساسا بسيطا – صادقا خاليا من الانتفاع مستقيما ومعتدلا في التفكير وذلك أساس النقاء والصدق” وإلى هذا أنظر إلى المسكين والمنسحق الروح والمرتعد من كلامي” لان هذا يكون الحديث الذي فيه بكارة رقيقا خاليا من الخداع والغش ولدا تسمى الأم العذراء البكر “العروس الرقيقة” والطفل “رقيق القلب” ، ونحن ندعى رقيقى القلوب عندما نستجيب لقـوة الوحي صائرين بذلك أسهل في القيادة للخير ، ودعاء ، خالين مـن سـواد الحقد ، والسلوك المعوج ، لأن الجنس العتيق كان معوجا ، قاسي القلب ولكـن نحن -جماعة الأولاد- الخليقة الجديدة مرهفيـن كالأطفـال نـحـن قلـوب الأبرياء، ويعود الرسول في الرسالة إلى روميه واضعا تعليما للأولاد “وأريد أن تكونوا حكماء للخير وبسطاء للشر”(3) لأن اللفظ طفل ” ” لا يجب ان يفهم بصفته تعبيرا خاصا ولو أن ورثة النحويين يجعلون من الـ ” جزءا خاصا – لإنهم إذ أسمونا نحن الذين نهتدى بهدي الطفولة – حمقى فإنهم يجدفون على الله بقولهم حمقى عن أولئك الذين اعطوا أنفسهم لله لكنهم لو أعتزموا الإدراك الصحيح لفهموا أن الاطفال هم الأنقياء واننا نستمد من ذلك الإسم فخرا لنا. لأن الطفولة الجديدة التي اكتسبت الحكمة حديثا ، والتي انبعثت للوجـود حسب العهد الجديد تتصف بالسذاجه بالنسبة للحماقة القديمة، وأخيرا فإن الله قد عرفنا بمجئ السيد المسيح “ولا احد يعرف الآب الا الابن ومن أراد الابن أن يعلن له” وقد أطلق على الخلق الجديد “الشعب الجديد” الصغار لتنقيته من الشعب القديم ، وفي مقتبل العمر لهؤلاء الشباب الذين اكتسبوا المعرفة ببركات جديدة وحيوية وتدفق خبز الحياة، لا يعرفون الهمـوم دوما شباب ، دوما متواضعين ، دوما في تجديد ، نحيا في نمو مستمر نحو النضج الذهني

لأنهم وهم شركاء في “الكلمة” يجب أن يكونوا مجددين ، وكذلك فكل من شارك في الأبدية أدعى ألا يصير إلى فساد ، وحتى ندرك الهدف من صبانا ، ونعيش العمر كله في ربيع دائم . فالصدق الذي بداخلـنـا وسلوكنـا وعـاداتـنـا التي تثبت دعـوة الحق ، شباب لا يدركها الهم أو يمسها . بل تظل الحكمة بداخلنا مزدهره أبدا ، متماسكة غير متغيرة هي بعينها دائما أبدأ “فترضعون على الأيدى تحملـون وعلى الركبتين تدللـون كإنسان تعزيه أمه هكذا أعزيكم أنا فالأم تضم الأطفال إليها ونحـن نـلـوذ بأمنا الكنيسة ، وكل ما كان ضعيفا ، رقيقا محتاجا للمساعدة لضعفه تنظر إليه بحنو ، ويبدوا لنا سارا وجميلا ، حتى ليتحول غضبنا حبا له .

وليس الأمهات والآباء فقط من البشر الذين ينظرون أطفالهم في سرور ، بل أن البقرة ترنو لوليدها ، والفرسة إلى مهرها والأسد إلى شبله والوعل إلى ظبيه ، كذلك أب العالم يغمر بالمحبة الذين ارتموا في حضنه ، آخذا إياهم إلى البنوة بالروح ، وهذا الذي يدرك أنهم ضعاف فهو يحبهم دون الآخرين ويعينهم ويدافع عنهم ويضفى عليهم صيغة الأولاد واللفظ Isaac اسحق أود أن أربطه بالطفل ، اسحق معناه الضحك . “شوهد يلاعب رفقة أمرأته وشاهده الملك الذي كان يدعى ابيمالك Abimelech والذي يبدو لى انه صاحب حكمة علوية متحيرا في سر مداعبة أسحق لرفقة ، أما رفقة فترجمتهـا قـوة الاحتمال والصلابة، بالملاعبة الحكيمة. الضحك تسنده الصلابة والملك يشاهد ، فأرواح هؤلاء الأولاد -التي اتسمت بالصلابة- في المسيح أيضا في فرح ، هذه هي أيضا رياضة العلى وكما يقول هيراقليطس “أنها رياضة الله – الخاصة به” ـ فإن شئ أفضل لإنسان عاقل وصالح من أن يشتغل بالرياضة في صورة محتملا كل ما هو خير ليعيش حياته في احتفال مع الله وما كان يشيرإليه النبي يمكن أن يفهم بطريقة مختلفة ونعني به ، ما يخص أبتهاجنا – كاسحق -بالخلاص . 

السيد الرب أيضا وقد قام ناقضـا المـوت -ضحك-لعب-مع خليلته- سنده علی خلاصنا، الكنيسة والتي تستحق اسمها المشتق من الصلابة وقوة الاحتمال ولهذا السبب الأكيد ، لأنها الوحيدة التي تطل عبر الاجيال فرحة ابدا مستمدة بقاءهـا مـن قـوة احتمالنا نحن جماعة المؤمنين ، اعضاء جسد المسيح شاهدة على أولئك الذين تحملـوا حـتى النهايـة فـي فـرح تـلـك هي الرياضة القدسية والخلاص المصحوب بالعزاء الجميل الذي يمدنا بالعون.

والملك الذي هو المسيح -يشرف من أعلى- ناظرا لضحكنا مطلا من خلال الكوه يقول الكتاب ، يرى حمدنا والشكر والتبريك والفرح والبهجة ، ويرى فوق ذلك مظاهر قـوة الاحتمال والصلابة التي تسند وتآزر تماسكهم .

يشرف على الكنيسة مظهرا وجهه فقط ذاك الذي تتشبث به الكنيسة والتي تكتمل كجسد يبرئها المسيح الملك، أين إذن ذاك الباب الذي يرينا من خلاله السيد نفسه؟ الجسد الذي به تجلى ، إن اسحق -وربما تزاحم اللفظ بعد ذلك- على مثال السيد ولد كابن – إذ كان إبنا لإبراهيم كما أن المسيح ابن الله، والتقدمة على المذبح كما أن المسيح الرب هو ذبيحة خلاصنا وإن لم يذبح قربانا مثل الرب .

فقط حمل اسحق خشبة القربان فقط كما حمل الرب خشبة الصليب، وعندما ضحك اسحق ، كما يتنبأ بأن الرب سيملأنا بالحبور نحن الذين انقدنا من الهلاك بدم الرب أما اسحق فعاني كل شيئ عدا كأس الموت تلك الكأس التي اجتازها الرب الكلمة، ليس هذا فقط بل أن هناك ما يشير إلى أن الرب لن يذبح أو أن المسيح قد قام بعد أن دفن دون أن يلحقه أي اذي تماما مثل اسحق الذي نجا من الذبح ودفاعا عن هذه النقطة أسوق اعتبارا آخر له ثقله الكبير فالروح يدعو الرب نفسه ولدا كمـا فـي نبـوة اشعياء “ها قد ولد لنا ولدا واعطينا ابنا ، الذي سيحمل على كتفيه له الرئاسة ويدعى اسمه ملاك التعزية الكبرى” .

من هو إذن ذلك الطفل الوليد ، ذاك الذي مثله صرنا اطفالا صغارا بـقـول النبي نفسه معلنا عن عظمته ” عجيبا مشيرا الها قديرا أبا ابديا ، رئيس السلام لنمو رئاسته وللسلام لانهايه” يا للاله العظيم ، يا الولد العامل – الأبن في الآب والآب في الأبن وكيـف لا يكون نظام هذا الأبن كاملا الذي يهيمن على الكل يقودنا نحن كأولاد كما يقود المعلم. تلاميذه ماداً الينا يديه الجديدين بالثقة وبالإضافة تأتى شهـادة يـوحـنـا المعمدان لذلك الطفل “النبي الأعظم بين المولودين من النساء”(“ها هوذا حمل الله.

وما دام الكتاب يدعو الأطفال المولودين حديثا حملانا ، هكذا دعاه الله (الكلمة) الذي صار بشرا والذي شاءت حكمته أن يكون مثلنا في كل شئ ، حمل الله هو بعينه إبن الله ، طفل الآب .

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى