آدم اين انت
“آدم أين أنت ؟” (تك ۹:۳)
الله دائما طرف أساسي وفعال في توبة الإنسان : “هأنذا واقف على الباب وأقرع” ( رؤ 3 : 20 ) .
نداء الله للخاطئ ودعوته للترائي أمامه جزء هام من تدبير الله منذ البدء .
الله دائماً في حوار مع الخطاة ليجذبهم من الوقوع من الورطة : « هلم نتحاجج يقول الرب ، إن كانت خطاياكم كالقرمز تبيض كالثلج » .
كان تحذير الرب لقايين عندما دخلت الخطية قلبه : « عند الباب خطيئة رابضة تشتاق إليها وأنت تسود عليها ( لو شئت ) » ، وفي نفس الوقت يفتح أمامه طريق التوبة والخروج من المأزق : « لماذا سقط وجهك ؟ إن أحسنت أفلا أرفع ؟ » . هكذا الله يتعقب الخطية ويطاردها في الإنسان وهي لا تزال في الضمير . الرب يدخل دائماً نصيراً مع الإنسان في المعركة ضد الخطية .
الخطية لا يمكن أن تسود الإنسان إلا إذا انحاز إليها دون صوت الله . ولكن حينما يرفض الإنسان مشورة الله المباركة ؛ يتقدم للخطية بقوة ليست من ذاته ، لأن الخطية تهبه سلطانها ، فيتخدر وينصاع وتمتد يده إلى الإثم في جرأة الشيطان.
ولكن صوت الله لا يكف ولا يزال يرن في الضمير ، حتى وبعد اقتراف الخطية ، وهو عينه الذي ينشئ في القلب حالة من الندم والأسف والتي هي بذرة التوبة .
وهكذا فإن صوت الله الذي حذر وأنذر أولاً قبل السقوط ، والذي عاد وصار مصدرا للتوبيخ والندم ؛ هوهو نفسه الذي يبدأ يحاجج الخاطئ ويشجعه للتوبة والقيام وتجديد الحياة .
من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين