نتغيَّر إلى تلك الصورة عينها
“نتغير إلى تلك الصورة عينها” (2كو 3 : 18)
ليس جزافاً أن تنتهي خلقتنا الجديدة في الإنسان الجديد على صورة واحدة هي صورة خالقنا : « إذ خلعتم الإنسان العتيق مع أعماله ، ولبستم الجديد الذي يتجدد للمعرفة حسب صورة خالقه ، حيث ليس يوناني ويهودي ، ختان وغُرلة ، بريري سيكيثي ، عبد حُر ، بل المسيح الكل وفي الكل » . ولقد أُعطي للإنسان بالروح أن يمتد حتى يبلغ نفس هذه الصورة عينها : « ونحن جميعاً ناظرين مجد الرب بوجه مكشوف ، كما في مرآة ، نتغير إلى تلك الصورة عينها ، من مجد إلى مجد ، كما من الرب الروح » .
وهكذا أُعطي للخليقة الجديدة أن تمتد لتطابق صورة خالقها في المجد لأنها مخلوقة لتكون على صورته تماماً. كذلك أُعطي لها أن تمتد لتبلغ غاية المسيح منها . لذلك ؛ فإن مجرد النظر الروحي المثبت في المسيح بكل قوة وإخلاص هو قادر أن يرتفع بنا من مجد إلى مجد .
الآن ، انظر أيها الإنسان المسيحي ، كيف صرت خليقة جديدة بقيامة المسيح من بين الأموات ، من لحمه ومن عظامه ، لتكون أنت آية القيامة التي قامها المسيح ، وقد ملكت كل ميراث المسيح في الآب : « الروح نفسه أيضاً يشهد لأرواحنا أنا أولاد الله . فإن كئا أولادا فإننا ورثة أيضاً، ورثة الله ووارثون مع المسيح ، ( رو6 : 18) . فليس ميراث أسرة ولا میراث عالم ولا میراث أرضيات بعد ، بل ميراث لا يفنى ولا يتدنس ولا يضمحل محفوظ لنا في السموات .
من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين