إنها الآن ساعة لنستيقظ من النوم
“إنها الآن ساعة لنستيقظ من النوم، فإن خلاصنا الآن أقرب مما كان حين آمنا” (رو ۱۱:۱۳)
ما أعظم الفارق بين الإنسان في هذا العالم الغافل وبين كافة المخلوقات وحتى ملائكة السماء . فهو المخلوق الوحيد الذي أُعطي في يديه سر الزمن وسر الخلود ؛ بل سر تحويل ساعات الزمن الشحيحة بالصلاة والعبادة والتقوى الروحية إلى حياة الخلود بلا حدود .
فاليقظة أو الاستيقاظ عند ق . بولس هي الخروج من ليل العالم إلى نهار الأبدية ، من ضغطة وشح الزمن إلى رحب الخلود ، من عبث الدنيا وصندوقها المغلق على أصحابها الذين يلعبون في الظلام ، إلى نور الله ، إلى صحوة الحقيقة الأزلية ، إلى استنشاق روح الحرية في حضرة الله . من سيرة الخطية الحزينة المظلمة إلى سيرة أهل النور وبهجة القداسة وفرح الأبدية .
“الآن”، يا صديقي القارئ ، ليس الأمس ولا الغد بل هي ” الآن الخلاصية ” . آه لو انفتحت أذنك الروحية لصفقت بيديك وقلت : ” هلم تعال ، أيها الرب يسوع” . “ماران أثا” ، كان يقولها الشعب الحي الذي كان يحس بساعة الخلاص تدق في قلبه في ختام كل قداس ، فكان يأتي المسيح حقاً ويدخل ويحل في القلوب ويفيض سلام .
عندما كان ق . بولس يتكلم عن مجيء الرب ، فلم يكن هذا اعتقاد فكري أو نبوي ، ولكن بإحساس روحي غامر ، أن الرب فعلاً حاضر موجود وليس آتياً فحسب ، وهو في هذا يود أن تكون الكنيسة كلها في حالة استعداد وأن ينهض كل مؤمن من رقاده ، وينتظر مجيء والرب بسهر روحي .
من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين