إن كنا نتألم معه لكي نتمجد معه
“إن كنا نتألم معه لكي نتمجد معه” (رو ۱۷:۸ )
من المستحيل أن نعيش في أرض الأحلام بعيداً عن واقع المسيح الذي اعتبره المسيح نفسه أنه مجده وهو الصليب.
فلا مجد يمكن أن نشارك فيه مع المسيح في غياب الام الصليب . ولا ننسى قول المسيح لتلميذي عمواس اللذين استكثرا عليه أن يتألم ويموت : ” أيها الغبيان أما كان ينبغي أن المسيح يتألم بهذا ويدخل مجده” .
إن آلام الصليب بكل المعاناة التي جازها المسيح قبل الصليب وعليه ، هي جزء لا يتجزأ من مجد الملكوت : « ورأيت وسط العرش .. خروف قائم وكأنه مذبوح » ( رو 5: 6 ) .
فإن كان رب المجد لا يظهر في المجد إلا وجروحه عليه ؛ فماذا لنا الآن ، و نحن سواح الملكوت على الأرض ، نهيم على أرض الأحزان ، والصليب والمجد يتعانقان على رؤوسنا وأكتافنا ؟ لأنه حتما وبالضرورة عندما تنقضي غربتنا ونمضي إلى دار السماء موطننا ، سيتبعنا الصليب ؛ ولكن كجروح مضيئة .
فمجد المسيح لا يكمل بريقه إلا والصليب في مركز النور والإشعاع .
إن ما يعانيه تلميذ الرب من أجل الرب ضيقاً واضطهاداً وحرماناً ومطاردة ، فهو يعانيه والمسيح في حضنه قائم ، وكأن المسيح يتألم فيه ، و بقدر ما يتألم هو من أجل المسيح . هذا الانصهار الحبي مع المسيح في الألم هو بعينه الذي يورث الانصهار الحبي مع المسيح في المجد .
إنها تلمذة واحدة ، هنا بالألم وهناك في المجد .
ولكن لماذا الألم بهذه الصورة الطاحنة ؟ في الحقيقة إن الألم ضرورة ليعبر به الإنسان من تحت الخطية إلى فوقها . فالشركة مع المسيح في آلام الصليب هي نفسها القوة التي ترفعنا من الخطية إلى النصرة ثم إلى المجد .
من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين