اسهروا وصلوا

 

“اسهروا وصلوا لأنكم لا تعلمون متى يكون الوقت” (مر 13: 33)

المسيح عندما قال إنه لا يعرف أحد هذه الساعة ، يمكن أن يُفهم على مفهومين: الأول هو إنه يستحيل على الإنسان أن يسبق ويحسب توقيتات الله . والثاني هي أن هذه الساعة يمكن أن تكون على الأبواب ، باكراً أو في صياح الديك ، والإنسان غير منتبه.

هل تريدون أن أعطيكم قياساً تقيسون به أنفسكم ، وتعرفون بواسطته نقصكم وقصوركم وعوجكم ؟؟ إنه الآية : “إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأطفال فلن تدخلوا ملكوت السموات” ( مت ۳:۱۸ ) . قِس نفسك هل أنت تعيش بنفسية طفل؟ هل تحيا ببراءة وبساطة وبعدم حفظ الشر في القلب ولو إلى لحظة ؟؟ إن أنت لم تكن على قامة طفل ؛ كيف تطمع أن تكون من بني الملكوت ، كيف تطمع أن تكون من مواطني السماء الجديدة والأرض الجديدة؟ ولكن ، كيف يرجع الإنسان ويصير طفلاً؟

أقول لكم إن الأمر ليس سهلاً أو بسيطاً على الإطلاق ، إنه يحتاج إلى تحطيم الذات تماماً، لابد أن تنسحق إلى التراب ، حتى يمكنك أن تأخذ نفس طفل جديدة ، مولودة من الروح القدس. لابد أولاً أن يفنى الخارج لكي يظهر الداخل ، لابد أن العتيق يتحطم حتى ينبثق الجديد الفاخر. وفي الحقيقة ، إن العمليتين تحدثان في آن واحد : الخارج يفنى والداخل يظهر في نفس الوقت . معادلة طردية ؛ بقدر موت الأولى ، بقدر حياة الثانية.

ولكن ، احذر إن أنت لم تمت بالكلية ، إن أنت أشفقت على نفسك ، ورفضت أن تُدخلها ظلمة الصليب بإرادتك ، فلن تتغير ، لن يتحول الميت فيك إلى حياة ، لن تولد من جديد.

فاصل

من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى