الذي به قد صلب العالم لي وأنا للعالم
“الذي به قد صُلب العالم لي وأنا للعالم” (غل 14:6)
الإنسان المصلوب مع المسيح هو في نظر العالم مائت مثل المسيح ، أما في نظره هو يكون العالم مائتاً عنه ، لأنه صار حياً لله في المسيح .
ماذا يعني أن العالم صُلب لي وأنا للعالم ؟
ولكن أولا نسأل : ما هو العالم ؟ إنه العالم المضاد لله بقواته الشريرة وأركانه المظلمة ، إنه العالم بعظمته التافهة وأمجاده الكاذبة . كل هذا غاب واختفى عن محيط الحياة . وكأن الصليب أصبح سوراً منيعاً يفصل العالم الشرير ويخفيه حتى ولو كان ظاهراً في الظاهر .
فكما أن المسيح اختفى عن العالم بعد موته تماماً، هكذا تماماً أيضا اختفى العالم عن المسيح . فكون أن الصليب صار فخر القديس بولس وافتخاره ؛ فهذا معناه أن كل ما دون الصليب صار مزدری به وغير موجود بل وغير منظور.
ما رأيك ، يا أخي العزيز ، في شخص يخجل من صليب ربنا يسوع المسيح ؟ ولا أقصد أنه يخفيه من يده أو من على صدره ، ولكن هو يمسكه ويظهره على صدره ، ولكن يخفيه من حياته ، بمعنى ينكره بسيرته ويخجل منه في أعماق ضميره . يشهد به بفمه ولكنه لا يرى قط في معاملته أو تصرفاته أو سلوكه.
ولكن لماذا ينكره بسلوكه ؟ أليس لأنه غير قائم في قلبه ، بمعنى أنه لم يجز الموت الحقيقي مع المسيح . يدعي القيامة ويشهد لها مع أنه لم لايمت بالحق ولا ذاق الصليب أو احتمل عاره . هذا هو الافتخار الكاذب بالصليب ، وهذا هو الصلب الكاذب للعالم ولي!!
من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين