الله روح

 

الله روح والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي أن يسجدوا” (يو4: 24)

الله وضع في الإنسان عنصراً روحياً وهو الروح القدس كأداة للاتصال والوجود في حضرته . فإذا أهمل الإنسان السجود بالروح ؛ لا يعود يحظى بزيارة الروح القدس ، والخطية تترصده ، وتتعتم الرؤيا : « روحك القدوس لا تنزعه مني » ( مز 51: 11) .

فإن كان الله قد وضع الروح في الإنسان رغبة منه أن يتصل بواسطتها بالإنسان ، إذن أصبح السجود بالروح جزءاً لا يتجزأ من كيان الإنسان بالنسبة لحياته مع الله . لأنه كما أُعطي الإنسان الشهية للأكل ؛ كذلك أُعطي الروح للعبادة والسجود والصلاة . فإذا كان الإنسان يعرض نفسه للموت إذا لم يأكل ؛ هكذا فهو معرض للموت إذا لم يسجد بالروح . غير أن الموت الروحي ، للأسف ، لا يشعر به الجسد ، والنفس المستهترة لا تعيره اهتماماً . ولكن في لحظة ، وفي نهاية عمر الإنسان يستيقظ ضميره فيرى عظم الخسارة بل المصيبة التي اكتسبها لنفسه بإهمال الاتصال بالله الذي سيذهب ليتراءى أمامه.

ليت الإنسان يختبر نفسه بعد كل سجود هل كان بالروح أم لا ، وهل اتصل بالله أم لا . وعلامة السجود بالروح هي أن يخرج الإنسان من حضرة الله مفعماً بمشاعر الرضى والراحة والفرح معاً مهما كانت أموره مُحزنة .

إن حالة خروجنا من السجود تكشف هل كنا حقاً في حضرة الله ، وهل حصل اتصال فعلي أم لا .

السجود بالروح في حضرة الله هو ضرورة روحية كالأكل والشرب ۔ تماما بالنسبة للجسد .

فاصل

من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين

زر الذهاب إلى الأعلى