امتحنوا أنفسكم
“امتحنوا أنفسكم” (1كو 5:13 )
يلزم أن يراجع الإنسان نفسه كثيراً ليتأكد في كل لحظة : أولاً أنه يعيش لله ؛ وثانيا أنه ينقاد بروح الله .
+ أما كيف يتأكد أنه يعيش لله ، فذلك ينكشف عند حصر الأعمال والأفكار الداخلية التي يهتم بها القلب ، هل هي الله ؟
+ أما كيف يتأكد أنه منقاد بروح الله ، فذاك لا يكون من النجاح الذي يلاقيه في عمله أو خدمته أو في قبول الناس له ، ولكن في عزائه الداخلي . في دموعه في صلاة المخدع في الخفاء ، في صلواته التي بلا تشتت ، في سرعة رجوعه واعتذاره عن أي خطأ ، في تنازله السريع عن كل شيء يعثر الآخرين ، في حبه للصمت والاعتزال لمراجعة النفس . هذا كله يثبت أن يد الله معه لتكمیل خلاصه وأنه منقاد بروح الله .
بدل أن تُباغتنا تأديبات الله فنتوجع منها ونستغربها ؛ علينا نحن أولاً أن نسرع ونقدم أنفسنا للتأديب تحت يد الروح القدس ، معترفين بأوجاعنا الداخلية أمامه بدون غش أو مواربة ، حتى نقبل تهذيب النعمة لكسر كبريائنا وتطهيرنا بنار تأديباته .
اعلم أن وراء تأديبات الله عمليات اختبار وامتحان كلها لخلاص النفس وإعدادها لملء الروح .
إذا أنت رفضت وتململت من معاملة الروح القدس لك ، تكون النتيجة أنه يتركك ويرفع نعمته عنك لتتردى في شهواتك وخطاياك ، حينئذ لا تُجدي صلاة وتصبح جميع وسائط النعمة بلا ثمر .
لأنه إما أن يسود الروح القدس ، وتموت الذات ، فيقود الروح الإنسان كله في النور ؛ وإما أن تسود الذات وينحصر الروح ويسير الإنسان من ظلام إلى ظلام .
من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين