صابرين في الضيق
“صابرين في الضيق” (رو ۱۲ : ۱۲)
كما أن الجندي موضوع للحرب ، والرجل الرياضي موضوع للجري وكسب الكأس ؛ هكذا نحن موضوعون للضيق.
الوضع وضع اختياري للفخر والممارسة والنصرة ويتطلب منا التمرن على احتمال الضيق . والرسول يقول « إن الضيق يُنشئ صبراً» ( رو5 : 3 ). فالضيق للذي عنده الإيمان الوطيد يزيده إيماناً ويشعل الرجاء الذي له في الله والمسيح والملكوت ، وهكذا يزداد توقداً ونوراً وصفاءً.
أما سلاح الاحتمال والصبر على الضيق فهو الاتضاع ، وهذا ما اختبره بولس عند مجيئه إلى مكدونية وكان يعاني من ضيقة خانقة وحالة من الاكتئاب الشديد ، ولم يكن له شيء من الراحة ، ولكن “الله الذي يعزي المتضعين عزانا” ( ۲ كو7: 6).
والضيقة في حياة المؤمن هي بمثابة خطاب دوري يتسلمه الإنسان ويتفاعل ويتعزى به، ومن ثم يسلمه لآخر متضايق مصحوبة بالتعزية التي سبق هو أن تعزی بها.
ومن الأمور التي تعطينا قدرة الصبر على الضيقات ، المعادلة التي وضعها ق . بولس : الضيقة مهما تثقلت يستحيل أن توازن ثقل المجد المعد في مقابلها ، لذلك فالضيقة تُحسب خفة.
وبولس الرسول علمته الضيقات الثقيلة والكثيرة كيف يعاود النظر إليها ليحكي عن سروره بها : “لذلك أُسر بالضعفات والشتائم والضرورات والضيقات لأجل المسيح ، لأني حينما أنا ضعيف ( بنفسي ) فحينئذ أنا قوي ( بالمسيح )”( ۲ كو ۱۲ : ۱۰ ).
وكل من آمن بهذا سيكتشف فعلاً أن الضيقات هي مصدر قوة لا ضعف.
من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين