البابا مرقس السابع
البطريرك رقم 106
لم ينقض غير شهر واحد واحد عشر يوماً على نياحة البابا المرقسی حين قام الأساقفة بشعائر الرسامة الرائعة التي جعلت من الراهب سمعان الانبا مرقس السابع – البابا المئة والسادس في سلسلة الباباوات الاسكندريين .
وكان هذا البابا من بلدة قلوصنا في منطقة البهنسا، استهوته الحياة الرهبانية منذ شبابه الأول فقصد إلى دير الأنبا بولا حيث لبس الإسكيم المقدس . وظل سنوات يتردد ما بين هذا الدير ودير الانبا انطوني. إلا أنه استقر في النهاية في دیر اول المتوحدين حيث رسم قساً بيد الأنبا يؤنس السابع عشر نفسه. فلما تنيح هذا البابا اتفقت القلوب على اختيار الراهب القس سمعان الذي تميز بالرحمة وعذوبة الصوت و فصاحة المنطق. فكان هذا الاتفاق سبباً في عدم بقاء السدة المرقسية شاغراً اكثر من الواحد والأربعين يوما .
وكان السلام سائدا ، وظل سائدا سنتين بعد رسامة البابا مرقس . فكانت فترة هانئة – رغم قصرها – سعد فيها الشعب بباباه والتقى الكل في صفاء روحی . ولكن السلام لم يلبث أن تبدد بسبب فتنة قامت بين العسكر . وقد بلغت هذه الفتنة حد اضطر معه عدد كبير من المماليك إلى الالتجاء إلى الصعيد حيث أقاموا ثمانية شهورانتهت بعدها الفتنة. فعاد الأمراء مرة أخرى إلى القاهرة.
وما كاد المصريون يتسمون عبير الهدوء حتى بادر الكاثوليك برسم أول أسقف على الشعب القبطى الكاثوليكي ، في 4 أغسطس سنة 1741م . ومن السخرية بمكان أن هذا الأسقف الذي خرج على عقيدة الكنيسة القبطية الارثوذكسية قد أطلق عليه اسم أثناسيوس، وقد ظل هذا الأسقف مقيماً في أورشليم ، وأقام له نائباً عاما لكل مصر اسمه يسطس المراغي . وقد جاءت رسامة هذا الأسقف الكاثوليكي في أعقاب نزاع عنيف بين الروم واللاتين حول المقادس في أورشليم سنة 1741م. وكانت فرنسا حامية اللاتين بينما دافعت روسيا عن الأرثوذكس. على أن النزاع في الأراضي المقدسة انتهى بانتصار الارثوذكس لتأييد الباب العالى لهم.
وقد دامت با بوية الأنبا مرقس السابع 24 سنة قاسی خلالها الكثير من الأهوال وصمد في صمود سلفائه الأماجد.. تنيح بسلام وهو في كنيسة السيدة العذراء بالعدوية. وكان يوم نياحته الخميس الموافق الثاني عشر من شهر بشنس المبارك .
وان هذا الراعي الصالح حين علم بالروح عن قرب انتقاله إلى مساكن النور استدعى الأنبا بطرس مطران جرجا رهو كبير مطارنة الوجه القبلى وائتمنه على رعاية الشعب إلى أن يتم اختيار البابا المرقسي التالي . فكان ساهراً على شعبه حتى النفس الاخير ، حريصا على سلامته حتى بعد النفس الاخير . ولقد تجاوبت القلوب مع هذه الرعاية الأمينة فنقل الأراخنة جثمان باباهم الطاهر من كنيسة السيدة العذراء بالعدوية إلى كنيسة مار جرجس ببابلون ( مصر العتيقة)، واضجعوه تحت ايقونة الشهيد العظيم بدير الراهبات الملحق بهذه الكنيسة، حيث قضوا الليل كله إلى جواره وهم يرددون الصلوات والمزامير والبشائر . وفي صبيحة الجمعية تجمع الأساقفة والكهنة وجمهور الأراخنة والمعلمين والشعب ، وألفوا موكباً رائعا، وساروا به إلى كنيسة الشهيد العظيم القديس مرقوريوس ( ابن السيفين ) حيث أقاموا الصلوات الجنائزية الخاصة بتلك المناسبة الرهيبة ودفنوه إلى جوار اسلافه.
___
وان هذا الراعي الصالح حين علم بالروح عن قرب انتقاله إلى مساكن النور استدعى الأنبا بطرس مطران جرجا رهو كبير مطارنة الوجه القبلى وائتمنه على رعاية الشعب إلى أن يتم اختيار البابا المرقسي التالي . فكان ساهراً على شعبه حتى النفس الاخير ، حريصا على سلامته حتى بعد النفس الاخير . ولقد تجاوبت القلوب مع هذه الرعاية الأمينة فنقل الأراخنة جثمان باباهم الطاهر من كنيسة السيدة العذراء بالعدوية إلى كنيسة مار جرجس ببابلون ( مصر العتيقة)، واضجعوه تحت ايقونة الشهيد العظيم بدير الراهبات الملحق بهذه الكنيسة، حيث قضوا الليل كله إلى جواره وهم يرددون الصلوات والمزامير والبشائر . وفي صبيحة الجمعية تجمع الأساقفة والكهنة وجمهور الأراخنة والمعلمين والشعب ، وألفوا موكباً رائعا، وساروا به إلى كنيسة الشهيد العظيم القديس مرقوريوس ( ابن السيفين ) حيث أقاموا الصلوات الجنائزية الخاصة بتلك المناسبة الرهيبة ودفنوه إلى جوار اسلافه.
___
من كتاب قصة الكنيسة القبطية ج4 أ إيريس حبيب المصري