لا تُطفئوا الروح

 

 “لا تطفئوا الروح” (1تس ۱۹:۵)

اهتم القديس بولس بأن يسرد بتدقيق قائمة طويلة من الخطايا ، فهذه هي جذور الهلاك التي توطنت في النفس وتسببت في موت وبرودة وانصداد كثيرين عن الصلاة وعن حب الكلمة .

لينظر كل واحد فينا أي جذر من جذور الخطية تتغذى عليها نفسه، لأن ذلك يكون حتما هو علة مرضه وتلف ضميره . فكل خطية كفيلة أن تطفئ من داخل القلب – إن عاجلاً أو أجلاً – حرارة الحب والنور والحق ۔

فالمطلوب الآن كعمل سريع وكإسعاف أولي أن يقف الإنسان أمام أي خطية يكون قد تربى عليها خلسة ؛ ثم بصراخ شديد ودموع وتوسل لدى الروح القدس يطلب حساسية الضمير ضد هذه الخطية ، لأن ذلك هو بمثابة أقل ترضية للروح القدس ، حتى يلتهب مرة أخرى ويشعل القلب بحرارة الحب الإلهي ونور الحق .

إن الروح القدس هو صديق حقيقي وقت الشدة والضيق والمذلة . لماذا ؟ لأن الصديق الحقيقي هو من يحزن لسقطة الإنسان ؛ هكذا الروح القدس يحزن أشد الحزن لضياع خلاص الإنسان ، ولكنه ليس صديقاً يحزن وحسب ؛ – بل هو معین قوي جداً يستطيع أن يمسك بيد الإنسان ويقيمه من كل سقطة ، بل ومن أعماق الموت ، ويغسله بدم المسيح ، ويرفع عنه عار أشنع الخطايا ، ويقدمه للمسيح كابن أو كجذوة منتشلة من النار .

والروح القدس بقدر ما تحزنه أصغر الخطايا وتطفئه أقل حماقة ؛ فهو أيضا تسترضيه أقل أعمال التوبة وأصغر أنواع الجهادات ، إذا قدمت بثقة كاملة فيه ، مع إخلاص نية وصدق ضمير وانفتاح شجاع لتقبل عمله . 

فاصل

من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين

زر الذهاب إلى الأعلى