من لا يقبل ملكوت الله مثل ولد فلن يدخله
“من لا يقبل ملكوت الله مثل ولد فلن يدخله” (مر 10 : 15)
إن من يتصاغر حتى إلى مستوى هذا الولد من أجل اسم المسيح يُعتبر أنه قبل المسيح ذاته ، بمعنى أن مستوى فهم وقبول الملكوت هو على مستوى تصاغر القلب والروح والنفس حتى إلى مستوى الطفولة . لأن العكس من ذلك أن يتصرف الإنسان إزاء الملكوت والمسيح كعالم متعلم بكل علم الفلاسفة .
المسيح هنا جعل قبوله على مستوى قبول ولد ، فالقبول هنا هو الإدراك والإيمان معاً . بمعنى أن يكون خالياً من التعقيد ، خالياً من الذاتية على أساس من الشعور بالصغر وعدم الاستحقاق لشيء ، ولكن في آن واحد يكون له ثقة الولد في الطلب وثقته في الأخذ . بمعنى أن يثق أن ما يطلبه يناله بالدالة التي فيه دون أي شعور منه بالاستحقاق لشيء .
في الحقيقة إنه ليس إنسان في الوجود يشعر بصغر ذاته مثل الأولاد .
والمسيح يطلب أن الذي يأتي إليه يكون بهذا الشعور الذي للولد : شعور بالصغر ، شعور بعدم الاستحقاق . وبأن شعور بالدالة ، شعور بأن ما يطلبه يناله ، مع ثقة بكل وعد وانتظار تتميم الوعد . وفوق هذا كله : الافتخار الشديد بالحظوة عند المسيح والله ، مع الفرح الغامر الذي يحول حياته إلى نعيم يملأ قلبه ومخيلته . وطالما قد وصل إلى حضرة المسيح فليس هناك قوة على الأرض تنتزعه من حضن يسوع .
من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين