مولودين ثانية

 

مَوْلُودِينَ ثَانِيَةً، لاَ مِنْ زَرْعٍ يَفْنَى، بَلْ مِمَّا لاَ يَفْنَى، بِكَلِمَةِ اللهِ الْحَيَّةِ الْبَاقِيَةِ إِلَى الأَبَدِ.” (1بط ۱ : ۲۳)

لقد قرر الله ووافق الابن أن يرفع جنسنا من مستوى الخليقة الترابية في آدم إلى خليقة جديدة على مستوى الروح ، أي نولد من الروح ونأخذ جسداً جديداً .

فالجسد الذي أخذه المسيح هو البشرية الجديدة حقاً ، مولودة من الروح القدس ومن العذراء التي قدسها الله بالروح القدس لكي يأخذ منها جسداً مقدساً ، هذا الجسد هو في الحقيقة جسدنا الجديد . والمسيح بدأ يتدرج بهذا الجسد ليكون بالفعل خليقة جديدة بأعمال وأفكار جديدة وحياة جديدة .

لذلك كانت أهم أعمال المسيح هي إقامة الميت . لماذا ؟ لأن هذه هي النقلة العظمى التي سينقلنا بها من الموت ونتانته إلى حياة جديدة بالروح . كذلك شفاء جميع أنواع الأمراض . ذلك ليعطينا فكرة حية عن الإنسان الجديد الذي سيحيا مع الله ، والذي يبتدئ خبرته هنا على الأرض بأنه منزه عن المرض ( فالذي يمرض هو الإنسان العتيق ) . كذلك تحويل الخمس خبزات إلى خبز هو من الكثرة حتى يشبع خمسة آلاف! لكي يعطينا قناعة أن الحياة الحقيقية الجديدة للإنسان الجديد لا تقوم على الخبز بل على كلمة الله التي يمكن أن يشبع بها العالم كله .

ولكن لماذا سمح المسيح للشيطان أن يأتي ويجریه ؟ ذلك لكي يدخل بالإنسان الجديد في مصارعة مع قوات الظلمة والشر . ووجدنا أنه غلب الشيطان في كل التجارب باللجوء إلى المكتوب ، أي كلمة الله ، حتى يعطي الإنسان الجديد هذه القوة عينها ، ويعطينا فكرة كيف سنحيا  في الحياة الجديدة كإنسان جديد يحيا بكلمة الله .

فاصل

من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين

زر الذهاب إلى الأعلى