وأما المعزي الروح القدس

 

” وأما المعزي الروح القدس الذي سيرسله الآب باسمي فهو يعلمكم كل شيء و يذكركم بكل ما قلته لكم” (یو 14: 26)

كما أن المسيح هو باراكليت ( شفيع ) البشرية لدى الله الآب : « إن أخطأ أحد فلنا شفيع ( باراكليت ) عند الآب ، يسوع المسيح البار » ؛ هكذا الروح القدس هو باراكليت ( شفيع ) مسيحيتنا ضد العالم .

والباراكليت ، الروح القدس ، هو كاسمه ، محامي البشرية الفائق ، وشفيع الكنيسة المجاهدة في محنة الدنيا ما بقيت الدنيا ، وما بقيت محاكم الدنيا ، وما بقيت قسوة الإنسان على الإنسان.

ولكن لابد من المحنة ، ولكن لابد من النصرة ، ونصرتنا منصبة في الشهادة للمسيح من عمق الألم والاضطهاد والاتهام ، وشهادتنا ناطقة بقوة الروح القدس باراكليت الإنسان ، المحامي الأول ، نائب البشرية العام .

وفي الحقيقة إن المحاماة والتشفع الذي اضطلع به الروح القدس عن الإنسان في ضيقات ومحن الدنيا هي هي نفسها أساس عزاء الإنسان . وبطريقة عملية : نحن لا يمكننا أن نتقبل روح العزاء إلا بعد المحنة أو في صميمها ، فالروح يعزينا بأن يشفع لنا ضد العالم.

الباراكليت يترافع عن الحق ، وفي ترافعه يبكت بشدة ؛ وهو في وظيفته كمتشفع لا يتستر على الإثم ، لذلك يستحيل أن نبلغ أعماق تعزيته إلا إذا بلغ هو أولاً إلى أعماق تبكيتنا في معرض مرافعاته عن الحق والبر والدينونة والتعفف؟

هو يصفي عيوب الإنسان بتعنيف شديد قبل أن يطلب له البراءة .  لذلك إن هو تشفع فهو ضمين العزاء .. وإن هو عزى فعلى أساس تبرئة ذمة الإنسان أمام الله

فاصل

من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين

زر الذهاب إلى الأعلى