يا أولادي الذين أتمخض بكم

 

“يَا أَوْلاَدِي الَّذِينَ أَتَمَخَّضُ بِكُمْ أَيْضًا إِلَى أَنْ يَتَصَوَّرَ الْمَسِيحُ فِيكُمْ.”(غل 4: 19).

ما هي الآلام التي تشبه آلام المخاض عند الولادة حتى يتصور المسيح فينا ؟ نسأل أولاً : كيف يولد الإنسان بالجسد ؟ إنه من التصاق رجل بامرأة ليكونا بالزيجة جسداً واحداً . وكيف يولد الإنسان الروحي ؟ إنه بالالتصاق بالرب يسوع حسب الآية : ” وأما من التصق بالرب فهو روح واحد” ( 1كو6 : 17). هذا الالتصاق كفيل أن يعطينا شكل أو صورة المسيح في البر وقداسة الحق . وفي الحقيقة إن المخاض الذي يتم به تصور المسيح فينا ، هو عملية تخليق ، كتخليق الجنين في البطن . فكما أن التصاق الرجل بامرأة يُنشئ جسداً له صورتهما ؛ هكذا الالتصاق روحياً – للإنسان الذي اعتمد بالمسيح – يُنشئ مع المسيح روحاً واحداً هو روحنا الجديدة أو إنساننا الجديد الذي على صورة خالقه .

إذن ، الالتصاق بالرب هو في حقيقته الروحية زيجة مقدسة حيث يتحد المسيح بنا اتحاداً روحياً صادقاً ، فنصير بالتالي معه روحاً واحداً :” أَنِّي خَطَبْتُكُمْ لِرَجُل وَاحِدٍ، لأُقَدِّمَ عَذْرَاءَ عَفِيفَةً لِلْمَسِيحِ.” ( ۲ كو ۲:۱۱ ) .

أما كيف يتشكل أو يتصور المسيح فينا ، فواضح أنه كما يتشكل ويتصور الجنين في بطن أمه بواسطة الدم الذي يمتصه من أمه بواسطة الحبل السري حتى يكتمل شكله ونموه إلى التمام ليولد ؛ هكذا حينما نستقي بالروح – ونحن مجرد أجنة بالإيمان – دم المسيح ، الذي حياته فيه ، فتستمد منه بالروح القدس حياة المسيح وكل ما للمسيح حتى يتصور المسيح فينا حياً. 

فاصل

من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين

زر الذهاب إلى الأعلى