أعلمك وأرشدك الطريق التي تسلكها

 

“أعلمك وأرشدك الطريق التي تسلكها” (مز ۸:۳۲)

ما من إنسان قد دعاه الله ليسير وراء المسيح إلا وكان المسيح له مرشداً من أول الطريق إلى آخره . قد يتعرج به الطريق ، وقد يصعب جداً السير فيه ، وقد تصيبه تجارب متلاحقة تتلقفه : تجربة وراء تجرية ، وفي لحظة يظن الإنسان أنه قد تاه عن الطريق المرسوم وخرج من دائرة عناية الله وإرشاده ، هذا وهم من العدو ، فالطريق مرسوم لك قبل أن يُحمل بك في البطن ، واسمك مقيد عليه وهو مقيد عليك ، ولن تبلغ هذه الحقيقة إلا بعد أن تعبره وتنظر وراءك وتقول : ياه ، ياه ، هذا كان طريقي حقاً، الآن علمت وتأكدت بالقائل : « أعلمك وأرشدك الطريق التي تسلكها أنصحك ، عيني عليك » ( مز 32 : 8) . وتتأكد أن عينه ما غفلت عنك لحظة . وعندما كان يُحمي الأتون تحتك ، كان يقيس هو درجته ، درجة درجة ، ليقول عند الدرجة الحرجة : كفى!!

فحينما يتصعب عليك الطريق فلا تمل وتقول إن الله قد نسيني ، أو أين إرشادك يا رب ؟! فإرشاد الله يُقاس بقياسات أعلى من قياساتنا جداً، ولكن المهم أن نكون تحت الإرشاد ، والعين والأذن على الصوت ، والتوجيه تلتقطه كهمسات لا يحسها الجاهل ، ولكن الواعي للسير في طريق الله يُدرك التوجيه كلمحة تعبر أمامه يقرأه ويفسره ويسير على هُداه : إن يميناً أو يساراً ، أو قف لا تتحرك ، حيث يكون في مخالفته هلاك . ولكن العجب العُجاب أنك لا تستطيع أن تخالفه ، إذ لا تطيعك رجلك ، ولا يطيعك الطريق !! إنه سر الإرشاد !! 

فاصل

من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى