أما أنا فقد أتيت لتكون لهم حياة

 

وَأَمَّا أَنَا فَقَدْ أَتَيْتُ لِتَكُونَ لَهُمْ حَيَاةٌ وَلِيَكُونَ لَهُمْ أَفْضَلُ. ” (یو ۱۰:۱۰)

على مدى خدمة المسيح الكرازية لثلاث سنوات ونصف كان المسيح يكرز بالحياة الأبدية التي تجسد ليهبها للإنسان في مضمونها العملي بمغفرة الخطايا ورفع عقوبة الموت. فكل مريض بأي مرض ، وكل أعمى فاقد البصر ، وكل مشوَّه الجسم بأي صورة ؛ شفاه المسيح بكلمة آمرة : أن غفرت خطاياه ؛ بل والميت أمره بالقيامة فقام . فأعلن بذلك أن الخطية الأولى هي العلة الوحيدة التي تسببت في جميع أمراض الإنسان وتشوهاته وموته ، فلما رفعها بسلطان ألوهيته وظهره مسنود على الصليب الموضوع أمامه ؛ شفى الإنسان في الحال ، وأقام الميت من بين الأموات حتى ولو كان قد أنتن في القبر لأربعة أيام . ما معنى ذلك ؟

معناه أن الابن الوحيد المحبوب قد خلق الإنسان الجديد في جسده و ومن جسده مرة أخرى بلا خطية ولا عقوبة موت أبدي بموته وقيامته ، و وأصعده كالتدبيرفي جسده الذي ارتفع به إلى أعلى السموات وأجلسه معه عن يمين أبيه ليكون شريك مجد وحياة مع الأب والابن . ما معنى ذلك ؟

معناه أن في المسيح وبالمسيح قد سُحقت الخطية سحقاً وباد الموت إبادة ؛ فلا خطية تقوى على الإنسان الذي آمن واتحد بالمسيح ، وأن مجال التوبة قد انفتح على الإنسان بلا قيد ولا شرط ، وانفتح معه ملكوت السموات ، إذن كل من اعترف بخطاياه من كل القلب وكل النفس وكل القدرة ، فعوض الخطية حل حب الله من كل القلب والنفس والقدرة ، وصارت جميع الخطايا في خبر كان ، وكل الخطاة صاروا مهيئين ليكونوا ليس أبراراً فحسب بل وقديسين وأهل بيت الله

فاصل

من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين

زر الذهاب إلى الأعلى