البسوا سلاح الله الكامل
“البسوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا أن تثبتوا ضد مكايد إبليس” (أف 6: 11)
الرسول أراد أن يُصوَّر حربنا مع العدو بمعركة وأسلحة . ولكن هي في الواقع أسلحة من نوع آخر تماماً، هي أسلحة الحق ، والبر ، والإنجيل ، والإيمان ، والخلاص ، وكلمة الله ، والسهر ، والمواظبة ، والطلب . هذه هي طاقم الأسلحة المُسجلة في السماء ، والمطلوب من كل مسيحي أن يكون حائزاً على طقم كامل منها ومُدرباً على استخدامها.
هذه الأسلحة هي الأعمال الإيجابية المطلوبة منا لمقاومة العدو. ونلاحظ أنها أعمال غير مُصوبة على الشيطان بالمرة ، ولكنها هي بحد ذاتها حصن منيع عسير جداً على الشيطان أن ينفذ منها . بالإضافة إنها أعمال بناءة للنفس ، وواسطة لعمل علاقة إيجابية بالله الآب والمسيح والروح القدس ، بها نحتمي ، فنكون في مأمن من أعمال الشيطان لأنها تقف ضد خداعه وفكره وغوايته.
ومع أن هذه الأعمال يسميها الرسول أسلحة ؛ إلا أنها كلها أسلحة واقية ، فليس منها سلاح يقاوم العدو أو يحاربه ؛ فالإنجيل والإيمان والصلاة هي أعمال الله لله . ولكن لأنها أعمال الله ؛ فهي مرعبة للشيطان ويعتبرها الشيطان أنها حرب موجهة ضده . فكل صلاة تضايق الشيطان ، والإنجيل يخيفه ، والإيمان يرعبه ، والحق يطرده ، مع أن الإنسان المسيحي لا يقصد أن يضايق الشيطان أو يخيفه.
ومن الوجهة العملية ، فإذا كان إنسان ساهراً في الصلاة ، وإنجيله مفتوحاً، وإيمانه بالمسيح ملتهباً ؛ فإن الشيطان يستحيل أن يدنو منه أو يجرؤ أن يعرض عليه مجرد أفكار ، وكل شهواته تموت قبل أن تصل إلى قلب الإنسان.
من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين