الحاجة إلى واحد
“الحاجة إلى واحد . فاختارت مريم النصيب الصالح” (لو 10: 42)
في الحقيقة إن الأمور المادية إذا امتصت اهتمام الإنسان لن تتركه يختار بعد ذلك ، بل تجبره إجباراً على التفكير والهموم والاضطراب.
المسيح هنا يريد أن يوجَّه فكر مرثا نحو الروحيات ، أو نحوه هو كأعظم من كل اهتمام. فالحاجة بالفعل إلى المسيح الذي هو أمامها الذي تركته وذهبت تعد أنواع الطعام، مع أن لقمة حاف ستتحول في يديه إلى حَمَل.
حاجتنا إلى المسيح تتحتَّم أن تفوق أي احتياج آخر ، لأن المسيح إذا نلناه في القلب يكون هو كل حاجتنا وزيادة : “نصيبي هو الرب قالت نفسي” (مرا ۳ : ۲۶ ) ، “من لي في السماء ومعك لا أريد شيئاً في الأرض” ( مز 73: 25).
المنطق بالعقل الروحي يقول لك إن كان هناك ” واحد ” قادر أن يعطيك كل شيء وأنت في حاجة شديدة إلى كل شيء ؛ إذن فاقتن هذا الواحد.
إن المسيح هو سر الكفاف وسر الفائض الزايد أيضاً، فإن أردت الكفاف فاض قلبك فرحاً وسروراً، وإن أردت الزيادة والفائض هو سيعطيك ، ولكن على شرط أن تعطيه قلبك بكل طموحاته.
من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين