ما هي الصلاة؟!

أولاً : ما هي الصلاة ؟

” يارب علمنا أن نصلى ” [ لو11: 1]

* الصلاة إذا كانت روحية صادقة فهي نداء واستجابة ، نداء إلهي و استجابة بشرية .

* فالصلاة إذن أصبحت وقوف النفس تجاه خالقها بتوسط وعـى تجديد الروح القدس لها حيث تستمد النفس مـن المـسيـح صـورة بنوتها الأولى التي كانت قد فقدتها بالخطيئة ، ونتقدم إلـى الله الآب بجراءة كدعوة كل حين كخليقة منجذبة باستمرار نحو خالقها اوكابن لا يستريح إلا في حضن أبيه بمناداته وباستجابة دعوته في آن واحد

* والصلاة  سر مغروس في كياننا ووعينـا النفـسي ، وبحـسـب طبيعتها السرية هي نداء الله الداخلي المستمر في كيـان الإنـسـان حتى يبلغ الانسان غاية قصد الله ، من خلقته وهي الاتحاد به ، ، أمـا بحسب ظاهرها فهي استجابة حرة للإرادة الصالحة حينما تفيق من حين لآخر وتلبى الدعوة الإلهية للمثول أمام الله والحديث معه.

وهكذا تبدأ الصلاة كدعوة سرية من الله للمثول أمامه ، تكمل من جانبنا باستجابة حرة مشتاقة للحديث معه ، ثم تدخل الـصـلاة فـي مقصدها الإلهي كفعل توبة وتطهير ، ثم تبلغ إلي غايتها العظمـى كذبيحة محبة واتضاع إعدادا للشركة مع الله ! …

*والصلاة ليست حاسة موجودة لتدبير الحياة في هذا الدهر فقط بل هي مغروسة في طبيعتنا حتى نرتقي بواسطتها الى الله وننتهى الى الاتحاد به ، فننتقل من هذه الحياة الزمانية الفانية إلى الحياة الأبدية معه.

والصلاة هي الربط المقدس الوحيد الذي يربطنا بالله وهي تمثل أمام قلبنا الحياة الأبدية التي نرجوها ، والصلاة هي الحالـة التـي نكتشف فيها صورتنا الإلهية المنطبع فيها رسم الثالوث الأقدس . والله في عمق محبته الفائقة التي يهبنا إياها كعطية مجانيـة يجـذبنا إليه بالصلاة ، ونحن بعمل الصلاة نسير نحوه بسر عميق لا يدرك لكي ننال من الحب الإلهي الذي تحيا به نفوسنا خارجاعن دائرة العالم * والصلاة هي رفع العقل وحصره في الله لكي يستنير بنـور معرفة الله . المعرفة الحقيقية بحكمة الروح الذي يعرفنا عن غنـى حب الله لنا.

والصلاة هي مصالحة مع الله للنفس التي تغربت بعيدا وكانـت الخطية سببا في بعدها عن الله وتياهانها في دروب العالم المظلمة والصلاة هي سكب الدموع على قدمي المخلص للنفس التـي انفعلت بمحبة الله وتأثرها الشديد بهذا الحب الإلهي فلم تجد وسيلة إلا الدموع لتظهر حبها الشديد نحو الله .

* والصلاة سلاح ضد العدو ، به ننتصر على كـل قـوات العـدو وخداعه وتجاربه وفخاخه التي ينصبها لنا . صدقا للوعد الإلهـ وقول الرب الذي قال : “صلوا لكي لا تدخلوا في تجربة. “لو22: 40] *

والصلاة مصدر للنعم والبركات التي يفيض بـهـا الـرب علـى أولاده الذين يترجونه والذي يعطى بسخاء لكل الذين يسألونه .

وقول الرب للتلاميذ : “إلى الآن لم تطلبوا شيئا باسمي .اطلبـوا تأخذوا ليكون فرحكم كاملاً “.[لو24:16] وقال أيضا : ” اسألوا تعطوا .اطلبوا تجدوا. اقرعوا يفتح لكم. لان كل من يسأل يأخذ . ومن يطلب يجد .ومن يقرع يفتح له.” [ لو9:11و10].

*والصلاة تعمل سرياً داخل القلوب فتتحول القلوب القاسية والبعيدة عن الله إلى قلوب لها حساسية خاصة ، تنفعل بمحبـة الله فتلتهـب شوقا إليه لتفضي بحديث سرى للرب الذي أحبها وأفاض من غنى حبه كنهر جارى لكل النفوس التي تريد أن ترتوي من هـذا النبـع الصافي عطشى إليه ترغب في أن تطفئ ظمئها .

* والصلاة هي حياة خلوة مع الله ، فتخلوا النفس مع الله تاركة كل همومها وانشغالها بالعالم الحاضر ، فتطيب تلك الساعة التي فيهـا تخلو النفس ليجرى حديث سرى ، تقدم فيه الـنفس تقدمـة حبهـا واشواقها وشكرها وتمجيدها للرب

* والصلاة مهما قلنا او وصفنا اوتحدثنا اوعبرنا بالفاظنا البشرية فهي عاجزة ان تضع مفهوما لها مهمـا صنعنا من بيان فيه بلاغة التعبير.

ولكن نستطيع ان نقول ان كل مواجهة مع المسيح هي صلاة تجديد؛ وكل صلاة هي خبرة إيمانية ؛ كل خبرة إيمانية هي حياة ابدية

* فالصلاة هي أقوى عمل روحي ناجح يحمل جزاءه التلقائي دون برهان من الشعور . والصلاة لايمكن ان يكون لها غاية أو هـدف اعظم منها هي نفسها .فهي اعظم هدف لاعظم عمل

*والصلاة هي اتصال روحي مع الله ؛ وحينما نتواجه . الله ؛ وحينما نتواجه مع الله فـي المخدع يشرق النور الإلهي داخلنا فيجدد كياننا .

*والصلاة هي العمل الذي بواسطته ندخـل إلـى سـر المعرفة ليتحقق لنا ما نرجوه من معرفة الحق الالهي الذي لا يكشف إلا لمن يطلب بلجاجة.

*والصلاة عطاء واخذ ؛عطاء من جهتنا اذا نسكب نفوسنا امام الله ونأخـذ نحن مواهب ونعـم لا عن استحقـاق بل من فيض حـب الله وغنى رحمته *والصلاة هي الالتجاء الى الله في وقت الشدة ؛وحينما يدخـ لنا الشيطان في تجربه او تحل بنا الـضيقات مـن قـسوة الحيـاة .

فنصرخ الى الله بحرقة وتوسل ودموع ؛مع ايمان ثابـت ان الله يستجيب وينقـذ من الشدة ويبعد عنا التجارب ويرفع الضيقات .

اقوال الاباء في ما هي الصلاة

[۱] فلتكن النفس بكليتها مستسلمه للرب في الـصـلاة بمحبـ لاتسرع ولاتتوه ولاتتزعزع بمشاغل فكرها بـل بـكـل اجتهـاد مخلص تعمل بكل طاقتها تجمع ذاتها مع افكارها امـام المـسيح تلازمه بانتظار، حتى يشرق عليها ويعلمهـا حقيقـة قـانون الابتهـال ويلهمها الصلاة الروحانية النقية اللائقة بالله والسجود أمامه بالروح والحق . فا لله هو الذي يعلمنا كيف نصلي بالروح والحق لأن الرب يحل على نية النفس الصالحة ويقيمهـا کرسی مجده ويستريح فيهـا

الانبا مقاريوس الكبير

[۲] ان كان أحد عريانامن الملابس الإلهية السمائية التي هي قـوة الروح القدس كما قيل ، ان كان أحد ليس فيـه روح المسيح وعدم ان يكون من خاصته؛ فليبكي متوسلا بالصلاة الى الـرب حتى يهبه اللباس الروحاني السمائي ليستر نفسه العاريه من القوة الإلهية لآنه عـار أن يكون غيره مكسوا بالروح وهـو مـكـسو بعيب الشهوات الدنية

الانبا مقا ريوس الكبير

[۳] ليست الفضائل بأجمعها بعيدة عنكم بل هي لكم وفيكم ، وأن كنتم مختفين في هذا العالم الوقتي فأنتم ظاهرين الله ،ولكن روح الله لا يسكن في انسان خاطئ ، لذلك أكتب الـيكم كأنـاس لهـم استطاعة أن يعرفوا ذوا تهم فالذي يعرف ذاته يعرف الله ويسجد له كما ينبغي..

الأنبا انطونيوس الكبير رسالة 4 ، 5

[4] الصلاة يسبقها خلوة ، والخلوة يمكن التمرن عليهـا بالـصلاة ومن الاثنتين نكتسب حب الله لأن في كلتيهما أسباباً تدعو لحبـه والحب ثمرة الصلاة

[5] الصلاة هي نبضات الارادة الحية بالله ، الميتة عـن الحيـاة اللحمية .. لان من يصلى بالحق هو حقا مائت عن العـالم فدوام الصلاة يعني دوام انكار النفس وميتوته النفس

[6] سئل ماراسحق ماهي الصلاة ؟ . فأجاب وقال : هي تفرغ العقل من جميع أمور الدنيا ، ونظر العقل الى شوق الرجاء المعد محاسن الصلاة : الاغتصاب والصبر والاحتمال وطـول الـروح والتجلد

[7] الصلاة هي صراخ العقل الذي يصرخ من حرقـة القلـب.
أحب الصلاة في كل حين لكي يستنير قلبك بالله .

[8] الذي يتهاون بالصلاة ويظن أن هناك ثمة باب آخر للتوبة فهو مخدوع من الشياطين

[9] الإنسان العادم من الصلاة ، ويجادل على الفضائل ، لا فـرق بينه وبين الأعمى العادم النور، ويجادل على حسن الفصوص الكريمة ، والألوان الكثيرة

ماراسحق السرياني

[۱۰] الإنسان مكون من جسد ونفس ، ان لم يتغذى الجسد بـالخبز فلن يعيش ، كذلك النفس ان لـم تتغـذي بالصلاة والمعرفـة الروحانية فهي مائتة

مار افرام السرياني

[11] أحب الصلاة في كل حين ليضئ قلبك بأسرار الله

[۱۲] اذا صليت ولم يرد على فكرك شئ من الشر فقد صرت حراً .

[۱۳] الزم نفسك بأن تصلى في الليل صلوات كثيرة لأن الصلاة هي ضوء النفس .

[14] ادرس في مزاميرك وصلى الله بفكرك

[15] جاهد أن تصلى دائما ببكاء لعل الله يرحمك ويخلـصـك مـن الانسان العتيق ويعطيك الملكوت .

الانبا اشعياء الاسقيطى

زر الذهاب إلى الأعلى