كتاب مفاهيم إنجيلية للأنبا إبيفانيوس اسقف ورئيس دير أنبا مقار

تقديم الطفل يسوع إلى الهيكل

بعد میلاد الرب يسوع في بيت لحم، وبعد أن انتهت احتفالات الميلاد والختان ، يخبرنا القديس لوقا عن حادثة تقديم الطفل يسوع في الهيكل قائلاً: «وَلَمَّا تَمَّتْ أَيَّامُ تَطْهِيرِهَا، حَسَبَ شَرِيعَةِ مُوسَى، صَعِدُوا بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ لِيُقَدِّمُوهُ لِلرَّبِّ، كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي نَامُوسِ الرَّبِّ: أَنَّ كُلَّ ذَكَرٍ فَاتِحَ رَحِمٍ يُدْعَى قُدُّوسًا لِلرَّبِّ. وَلِكَيْ يُقَدِّمُوا ذَبِيحَةً كَمَا قِيلَ فِي نَامُوسِ الرَّبِّ: زَوْجَ يَمَامٍ أَوْ فَرْخَيْ حَمَامٍ.» ( لو 22:2- 24).

يذكر القديس لوقا في هذه الآيات حادثتين هامتين منفصلتين ، وإن كان لهما علاقة جوهرية ببعضهما البعض . الأولى هي شريعة تطهير المرأة بعد الولادة ؛ والثانية تقديس الطفل البكر.

أولاً: شريعة تطهير المرأة:

تنص شريعة موسى على أنه : « إذا حبلت امرأة وولد ذكراً، تكون نجسة سبعة أيام .. ثم تُقيم ثلاثه وثلاثين يوماً في دم تطهيرها » . وإذا ولدت أنثي تكون فترة التطهير ضعف هذه الفترة ، أي تكون نجسة أربعة عشر يوماً ثم تلبث ستة وستين يوماً في دم تطهيرها . “ومتی كملت أيام تطهيرها … تأتي بخروف حولي محرقة ، وفرخ حمامة أو يمامة ذبيحة خطية إلى باب خيمة الإجتماع ، إلى الكاهن ، فيقدمها أمام الرب ويكفر عنها ، فتطهر » . وإن كانت فقيرة ولا تقدر على تقديم خروف كمحرقة ، كما حدث في حالة العذراء مريم ، فإنها ” تأحذ فرخی حمام ، الواحد محرقة ، والآخر ذبيحة خطية ، فيكفر عنها الكاهن فتطهر » ( لاويين 12) .

يشير القديس لوقا بوضوح في إنجيله أن القديس يوسف والعذراء مریم کانا ملتزمين تماماً بتنفيذ كل وصايا العهد القديم ، وأنهما كانا بلا لوم من جهة متطلبات الشريعة ، فقد كرر عبارة ” شريعة موسی “ أو ناموس الرب ثلاث مرات في الثلاث آيات الخاصة بتقديم الطفل يسوع إلى الهيكل ( 22:2- 24 ) ، وعاد وكررها مرة أخرى في الآية 27 : “ليضعا له حسب عادة الناموس”.

ولم تكن العذراء في حاجة إلى تقديم ذبيحة لأجل تطهيرها ، فقد أورد القديس لوقا قول الملاك لها يوم أن بشرها بالحبل الإلهي : « الروح القدس يحل عليك ، وقوة العلي تظللك » ( لو 1 : 35). وهل بعد حلول الروح القدس يحتاج الإنسان إلى تطهير!؟ لكنها في تواضعها التزمت بكل أحكام الناموس من جهة نفسها ومن جهة طفلها الإلهي، حتى يكملا كل وصايا الناموس وأحكامه : «وَلكِنْ لَمَّا جَاءَ مِلْءُ الزَّمَانِ، أَرْسَلَ اللهُ ابْنَهُ مَوْلُودًا مِنِ امْرَأَةٍ، مَوْلُودًا تَحْتَ النَّامُوسِ، لِيَفْتَدِيَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ، لِنَنَالَ التَّبَنِّيَ.» ( غل 4 : 4و5).

لقد أوصت شريعة موسى على تقديم ذبائح المحرقة والخطية كفَّارة عن المرأة حتى تطهر ، ولكن يرى القديس بولس أن مثل هذه الذبائح كانت تطهر الجسد فقط : « إن كان دم ثيران وتيوس ورماد عجلة مرشوش على المنجسين ، يقدس إلى طهارة الجسد » ( عب 9: 13) . لقد كان مفهوم النجاسة في العهد القديم مفهوماً جسدياً صرفاً . فالمرأة التي تلد كانت تعتبر نجسة إلى حين ، والرجل المريض بالبرص كان يحسب نجساً ( لاويين 13و 14) ، ومن لمس میتاً يصير نجساً ( لاويين 22 ) ، ومن تعرض لإفرازات الليل يعتبر نجساً ( لاويين 15) ، ومن لمس حيواناً أو حشرة نجسة يصير نجساً ( لاويين ۱۱ ) ؛ بل وأكثر من ذلك ، فإن البيت أو الثوب الذي تظهر فيه بقع بيضاء – برص المنازل أو الثياب – يعتبر نجساً وكل من لمسه يصير نجساً ( لاويين 14 ) . أما في العهد الجديد فقد أوضح الرب يسوع أن الذي ينجس الإنسان هو ما يصدر من القلب من أفكار شريرة وليس شيء من خارج الإنسان يقدر أن ينجسه ( مت 15: 18-20 ) ، لأن غسل اليدين لا يُطهر الإنسان ، ما دام القلب من الداخل مملوءاً اختطاف ودعارة.

لذلك بعد تقديم الرب يسوع ذبيحة نفسه كفَّارة عن كل العالم ، أبطل كل ذبائح العهد القديم وشرائعه الطقسية وأحكامه التطهيرية، لأن هذه الذبائح والممارسات الطقسية كانت رمزاً لذبيحة الصليب. وصار الإيمان بدم المسيح والميلاد الجديد من الماء والروح كافيين لتقديس الإنسان وتطهيره في عيني الله :

+ “فَكَمْ بِالْحَرِيِّ يَكُونُ دَمُ الْمَسِيحِ، الَّذِي بِرُوحٍ أَزَلِيٍّ قَدَّمَ نَفْسَهُ ِللهِ بِلاَ عَيْبٍ، يُطَهِّرُ ضَمَائِرَكُمْ مِنْ أَعْمَال مَيِّتَةٍ لِتَخْدِمُوا اللهَ الْحَيَّ!” ( عب 9: 14 ) .

+ “وَدَمُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِهِ يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خَطِيَّةٍ.” (1يو 1 :7).

+«أَحَبَّ الْمَسِيحُ أَيْضًا الْكَنِيسَةَ وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِهَا، 26لِكَيْ يُقَدِّسَهَا، مُطَهِّرًا إِيَّاهَا بِغَسْلِ الْمَاءِ بِالْكَلِمَةِ،» ( أف 5 : 25 و 26 ) .

+« وَامْرَأَةٌ بِنَزْفِ دَمٍ مُنْذُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً، ( أي امرأة نجسة حسب الناموس ، وكل من يمسها يصير نجساً – لا 19:15) …. جَاءَتْ فِي الْجَمْعِ مِنْ وَرَاءٍ، وَمَسَّتْ ثَوْبَهُ، … فَلِلْوَقْتِ جَفَّ يَنْبُوعُ دَمِهَا… فَقَالَ لَهَا(يسوع): «يَا ابْنَةُ، إِيمَانُكِ قَدْ شَفَاكِ، اذْهَبِي بِسَلاَمٍ وَكُونِي صَحِيحَةً مِنْ دَائِكِ » ( مر 5 : 25-34).

هكذا كل من يلمس الرب يسوع بإيمان يصير طاهراً حتى لو كان نجساً في نظر الناس والناموس.

ثانيا : تقديس الابن البكر :

١- شريعة التقديس :

كان أمر الرب لموسى النبي هكذا : «قَدِّسْ لِي كُلَّ بِكْرٍ، كُلَّ فَاتِحِ رَحِمٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، مِنَ النَّاسِ وَمِنَ الْبَهَائِمِ. إِنَّهُ لِي». (خر13: 2). وقد جاء هذا الأمر من الرب لموسی بعد حادثة عبور الملاك المُهلك على بيوت المصريين وقتل أبكارهم ” مِنْ بِكْرِ فِرْعَوْنَ الْجَالِسِ عَلَى كُرْسِيِّهِ إِلَى بِكْرِ الأَسِيرِ الَّذِي فِي السِّجْنِ، وَكُلَّ بِكْرِ بَهِيمَةٍ. ” ( خر 12 : 29 ) . ثم عاد وكرر الرب هذا الأمر بعد أن عبر الشعب البحر الأحمر ، قائلا لهم : «أَنَّكَ تُقَدِّمُ لِلرَّبِّ كُلَّ فَاتِحِ رَحِمٍ، وَكُلَّ بِكْرٍ مِنْ نِتَاجِ الْبَهَائِمِ الَّتِي تَكُونُ لَكَ. الذُّكُورُ لِلرَّبِّ. وَلكِنَّ كُلَّ بِكْرِ حِمَارٍ تَفْدِيهِ بِشَاةٍ. وَإِنْ لَمْ تَفْدِهِ فَتَكْسِرُ عُنُقَهُ. وَكُلُّ بِكْرِ إِنْسَانٍ مِنْ أَوْلاَدِكَ تَفْدِيهِ.» ( خر 13: 12و 13).

ثم عاد الرب وعمل تعديلاً في هذه الشريعة عند تطبيقها لأول مرة ، إذ اختار سبط لاوي من بين أسباط إسرائيل الاثني عشر ، وطلب تقديسهم للرب كفدية عن كل أبكار بني إسرائيل. وأخذ جميع بهائمهم بدلاً من أبكار بهائم بني إسرائيل : «وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلاً: «خُذِ اللاَّوِيِّينَ بَدَلَ كُلِّ بِكْرٍ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَبَهَائِمَ اللاَّوِيِّينَ بَدَلَ بَهَائِمِهِمْ، فَيَكُونَ لِيَ اللاَّوِيُّونَ. أَنَا الرَّبُّ.» ( عد 3 : 45،44) . وكان أن عدد أبكار بني إسرائيل زاد عن ذكور سبط لاوي بمقدار 273 شخصاً، فأمر الرب أن ما زاد عن العدد يكون فداؤه بخمسة شواقل من الفضة لكل رأس ( عد 3 : 46 و 47 ) . وصارت هذه هي شريعة تقديس الابن البكر ، أن يقدم باسمه إلى الهيكل خمسة شواقل من الفضة كفدية ، على أن يتم تقديم هذه الفدية عندما يبلغ الطفل شهره الأول : «كُلُّ فَاتِحِ رَحِمٍ مِنْ كُلِّ جَسَدٍ يُقَدِّمُونَهُ لِلرَّبِّ، مِنَ النَّاسِ وَمِنَ الْبَهَائِمِ، يَكُونُ لَكَ. غَيْرَ أَنَّكَ تَقْبَلُ فِدَاءَ بِكْرِ الإِنْسَانِ. وَبِكْرُ الْبَهِيمَةِ النَّجِسَةِ تَقْبَلُ فِدَاءَهُ. وَفِدَاؤُهُ مِنِ ابْنِ شَهْرٍ تَقْبَلُهُ حَسَبَ تَقْوِيمِكَ فِضَّةً، خَمْسَةَ شَوَاقِلَ» ( عد 18: 15و 16).

ولم يكن هناك أمر بتقديم هذه الفدية في هيكل أورشلیم ، بل كانت تقدم لأي كاهن ، لأن أمر تقديس الابن البكر كان سابقاً على إقامة خيمة الاجتماع في البرية ( خر 13: 2 ) ، وبالتالي سابقاً على بناء هيكل أورشليم . وكان طقس تقديس الطفل يتسم بالبساطة إذ كان يتم هكذا: يُقدم الطفل إلى الكاهن ثم تُدفع الفدية . وكان عندما يتسلم الكاهن الطفل أنه يشكر الله أولاً على شريعة فدية الابن البكر التي وضعها في الناموس ، ثم يشكر الله ثانياً على بركة إنجاب طفل بكر ذكر [1].

ولكن لم يذكر القديس لوقا أنه تم فداء الطفل يسوع بدفع الفدية – أي الخمسة شواقل فضة . كما أنه لم يذكر أن يوسف النجار ذهب إلى الهيكل عندما بلغ الطفل شهره الأول ليقدم عنه الفدية. هنا يدخل في تقديم الطفل يسوع إلى الهيكل عنصر جديد وهو تكريس أو تقديس الطفل لله ، وهو الأمر السابق على شريعة دفع الفدية. وهذا ما حدث تماماً في العهد القديم عندما تم تقديم الطفل صموئيل للرب : “فَصَلَّتْ (حنة) إِلَى الرَّبِّ، وَبَكَتْ بُكَاءً، وَنَذَرَتْ نَذْرًا وَقَالَتْ: «يَا رَبَّ الْجُنُودِ، إِنْ نَظَرْتَ نَظَرًا إِلَى مَذَلَّةِ أَمَتِكَ، وَذَكَرْتَنِي وَلَمْ تَنْسَ أَمَتَكَ بَلْ أَعْطَيْتَ أَمَتَكَ زَرْعَ بَشَرٍ، فَإِنِّي أُعْطِيهِ لِلرَّبِّ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِهِ، وَلاَ يَعْلُو رَأْسَهُ مُوسَى».” (1صم 1: 10-11). وكان أن الرب وهبها طفلا فأسمته صموئيل . ولما طلب زوجها أن يصعدوا إلى الهيكل لتقديم الذبيحة السنوية ، قالت له : «مَتَى فُطِمَ الصَّبِيُّ آتِي بِهِ لِيَتَرَاءَى أَمَامَ الرَّبِّ وَيُقِيمَ هُنَاكَ إِلَى الأَبَدِ» ( اصم 1: 22). وهكذا لم يتم فداء الطفل صموئيل بالفضة ، بل تكرس نهائياً للرب . وهذا ما تم مع الطفل يسوع[2]، إذ يتضح من تقديم الطفل في الهيكل ، وليس أمام أي كاهن ، ومن عدم تقديمه بعد مرور شهر من ولادته ، ومن عدم ذكر دفع الفدية ؛ أن الطفل يسوع لم يتم فداؤه بالفضة ، بل تقدس نهائياً للرب . ويمكننا أن نلمس صدى هذا التكريس عندما بلغ عامه الثاني عشر وذهب إلى هيكل أورشليم مع القديس يوسف والعذراء مريم ، وكان لما تخلف عنهما في طريق العودة ، وعادا يطلبانه قال لهما : «لِمَاذَا كُنْتُمَا تَطْلُبَانِنِي؟ أَلَمْ تَعْلَمَا أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ أَكُونَ فِي مَا لأَبِي؟»( لو 49:2) 

2- الابن البكر :

كان الابن البكر هو الذي يُقدم للهيكل سواء لتكريسه للرب أو لفدائه بالفضة. وكان فداء هذا البكر يتسب بالضرورة أو يسري مفعوله على باقي إخوته من الذكور والإناث، مثلما كان قتل الابن البكر لفرعون والمصريين فداء عن قتل بقية أولاد المصريين. وكما كان أيضا تكريس سبط لاوي فداء عن تكريس كل أبكار بني إسرائيل.

وحسب ما جاء في وصية الرب لموسى النبي : « قدس لي كل بكر كل فاتح رحم من بني إسرائيل » ، فإن المقصود هنا الطفل الذكر – كل فاتح رحم – الذي يولد أولاً للمرأة ، فهو بكر المرأة بالدرجة الأولى قبل أن يكون بكر الرجل. لذلك كان يطلق على أول طفل مولود : ” الابن البكر” ، بغض النظر هل ولد له إخوة بعد ذلك أم لا . فالقديس لوقا يذكر أن العذراء مريم “فَوَلَدَتِ ابْنَهَا الْبِكْرَ وَقَمَّطَتْهُ وَأَضْجَعَتْهُ فِي الْمِذْوَدِ،” ( لو2: 7) . كما يذكر القديس متى أن يوسف البار أخذ امرأته مريم ولم يعرفها حتى “وَلَمْ يَعْرِفْهَا حَتَّى وَلَدَتِ ابْنَهَا الْبِكْرَ. وَدَعَا اسْمَهُ يَسُوعَ.” ( مت 1: 25 ) .

هذا الأمر يتطرق بنا إلى نقطة جانبية ، ولكن لها أهميتها الخاصة . فمن هم إخوة الرب الذين ذكروا في الإنجيل ( مت 13: 25 ؛ 56 )؟

يذكر سنكسار الكنيسة القبطية – وهو الكتاب الطقسي الذي يضم سيرة قديسي وقديسات الكنيسة – أن إخوة الرب هؤلاء هم أولاد القديس يوسف النجار من زوجة سابقة. إذ أن يوسف كان شيخاً ماتت زوجته تاركة له أربعة أولاد يعقوب ويوسي وسمعان ويهوذا ، غير ثلاث بنات لم يذكر الإنجيل أسماءهن. وتؤمن بهذا الرأي الكنائس الأرثوذكسية عامة من قبطية وسريانية ويونانية. كما يرجع هذا التقليد إلى الكنيسة الأولى ، إذ ذُكر في بعض الكتابات الشعبية التي كانت متداولة بين مسيحي القرن الأول والثاني الميلاديين ، والمسماة إنجيل بطرس وإنجيل يعقوب. كما ذكرها كثير من آباء الكنيسة ومعلميها فيما بين القرنين الثاني والرابع الميلاديين ، أمثال : القديس كليمندس الإسكندري [3] ، والعلامة أوريجانوس [4] ، والأسقف يوسابيوس القيصري [5] ، والقديس هيلاري أسقف بواتييه [6] ، والقديس غريغوريوس النيصي [7] ، والقديس إبيفانيوس [8] ، والقديس أمبروسيوس ، والقديس كيرلس الكبير [9] . بيد أنه يوجد رأي آخر ظهر متأخراً نوعاً ما والذي نادی به هو القديس جيروم ، وهو أن إخوة الرب هم أولاد خالته ، وقد اعتنقت الكنيسة اللاتينية الكاثوليكية هذا الرأي[10].

وعلى أي حال ، فلم يكن تقديم الطفل يسوع إلى الهيكل حدثاً يخصه هو في حد ذاته ، بل كان يخصنا نحن بالدرجة الأولى . فكما أن تقديس الطفل البكر كان فداء عن باقي إخوته ، هكذا افتتح الطفل يسوع طريق الفداء وهو ما زال بعد رضيعاً، لأنه صار : « بكراً بين إخوة گثيرين » ( رو29:8)

كما أن تكريس الطفل يسوع وتقديسه للرب لم يكن حدثا يحتاج هو إليه ، لأنه دُعيَّ ” قدوساً” منذ ولادته ( لو 1: 35 ) ؛ بل إن تقديسه للرب يمتد مفعوله لكل من يؤمن به : « لأجلهم أقدس أنا ذاتي ، ليكونوا هم أيضا مقدسين في الحق » ( یو 19:17).

 

  1. 6 J.W. Shepard , The Christ of the Gospels , WM . B. Eerdmans Publishing Company ( 1971 ) p . 34 
  2. J.A . Fitzmyer , The Gospel According to Luke , The Anchor Bible , Vol.28 , p . 421
  3.   Hypotyposeis , preserved in a Latin translation by Cassiodorus .
  4. In Joann . ii . 12 ( Catena Corder . P. 75 ) 
  5.  Hist . Eccl . ii . 1 .
  6. Comm . in Matth . i . 1 , p . 671 , ed . Bened .
  7. Christ . Resurr . ii . Opp . III . Pp . 412 , 413 , ed . Paris , 1638 
  8. Haeres . Lxxviii , lxxix . ( also , p . 1034-1057 , 115 , 119 , 432 , 636 ed . Petav .
  9. Glaphyr . In Gen. lib . Vii . P. 221 12 14
  10. 15. Lightfoot , The Epistle of St. Paul to the Galatians , pp . 252-291 
    جميع شواهد أقوال الآباء مأخوذة من كتاب Lightfoot ، انظر أيضا سنكسار الكنيسة القبطية المعروف باسم : الصادق الأمين في أخبار القديسين ، تحت یوم 26 أبيب .

المسيح نور العالم كتب أنبا إبيفانيوس الختان
كتاب مفاهيم إنجيلية
المكتبة المسيحية

 

زر الذهاب إلى الأعلى