غيّر جوه يتغير بره
– امسك ورقة وقلم ومن أول السطر اكتب اسمك.. عملية سهلة جداً
– امسك أيضا الورقة والقلم وأكتب اسمك بيدك اليسرى .. الموضوع صعب!!
– من فضلك اكتب اسمك 10 مرات بيدك اليسرى.
– هل شعرت بالفرق بين أول مرة والمرة العاشرة بنفس اليد.. هل لاحظت تحسن خطك..؟ وأن الكتابة باليد اليسرى شئ ممكن وليس من الصعب.
– صديقي إن التغيير شئ أساسي في الحياة، إما أن نقبل التغيير، أو التوقف..وبالتالي يأتي الفناء.
هل تعرف نظرية التطور؟
تقول النظرية التي وضعها لامارك في أول القرن 19: أن أعضاء جسم الكائن الحي تتغير بحسب إستعمالها، وتنتقل هذه التغيرات بالوراثة حتى ينفصل النسل مكوناً نوعاً جديداً. فالزرافة لم تكن برقبة طويلة، وإنما صارت هكذا لأنها تعودت أن تمد عنقها للوصول إلى الورق الذي تأكله في أطراف الشجر.
حاجتنا للتغيير
في كثير من الأحيان نحتاج إلى الخضوع للتغيير إذا كنا نريد التكيف مع واقعنا. أعلم أن عملية التغيير قد تضطرنا إلى أن نتخلص من ذكرياتنا القديمة وعاداتنا المتأصلة, وتقاليدنا البالية لكن تحررنا من أعباء الماضي، إن التغيير هو وحده الكفيل بالاستفادة من حاضرنا والتخطيط لمستقبلنا: “إذ أنا أنسى ما هو وراء وأمتد إلى ما هو قدام (في 13:3 ).
هنا لابد أن ندرك أهمية التغيير لكي نبقى وننمو ونتطور.
هل تعلم: لماذا فنيت وإنتهت الديناصورات العملاقة؟ ولماذا بقيت الكائنات الضعيفة مثل بعض أنواع الفيروسات والميكروبات الضعيفة جداً وغير المرئية لنا؟
هذا لأن الديناصور لم يخضع للتغيير، لذا نجده الآن عبارة عن هياكل عظمية في المتاحف. أما الكائنات التي خضعت وأستجابت للتغيير هذه بقيت وتطورت ومازالت على قيد الحياة شاهدة على التحدي والتغيير على مواكبة المتغيرات.
التغيير سمة الحياة
الكون نفسه في حالة تغيّر دائم… الطبيعة تحدثنا بأن التغير سمة الحياة، كل ما حولنا قابل للنمو والتغيير. فالتغيير سمة طبيعية فالزمن يتغير بطريقة طبيعية وتلقائية, وخلايا الإنسان في حالة تغير مستمر.. فآلاف الخلايا تسقط وتتجدد من تلقاء ذاتها, فالطفل ينمو ويتغير من الطفولة إلى المراهقة فالشباب…
إذن كل ما حولك يتغير، فإذا رفضت التغيير لن تبقى مكانك، بل ستتراجع للخلف..
1- التغيير احتياج إنساني..
2- التغيير وصية إلهية… أمر “تغيروا”.
إن التغيير هو هدف حياتنا الروحية… كل جهادتنا هدفها أن نتغير.. خاصة وأن الوصية جاءت تطالبنا بالتغيير … فالتغيير ضرورة… لذا لابد أن نتغير …
عندما خلق الله الإنسان خلقه على صورته ومثاله, وهدف حياتنا وجهادنا على الأرض أن نصل إلى بهاء هذه الصورة مرة أخرى بعد أن شوهتها الخطية… لأننا مخلوقون على صورة الله… “وَنَحْنُ جَمِيعًا نَاظِرِينَ مَجْدَ الرَّبِّ بِوَجْهٍ مَكْشُوفٍ، كَمَا في مِرْآةٍ، نَتَغَيَّرُ إِلَى تِلْكَ الصُّورَةِ عَيْنِهَا” (2 کو 18:3 ).
“تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم” (رو 2:12).
متی يكون التغيير؟
التغيير هو عملية مستمرة طول الحياة تبدأ ولا تنتهي، هي في كل وقت، وليس هناك وقت نقول فيه “صعب أن نتغير”. فإذا كان التغيير هو هدف حياتنا على الأرض فكيف ندعي أنه يوجد وقت لا نستطيع فيه أن نحقق هدف وجودنا… وهو أن نتغير إلى تلك الصورة عينها…(صورة السيد المسيح الذي خلقنا على شبهه.
التغيير. أين يبدأ؟
– من الخارج: وهذا الجانب سهل وواضح وسريع… “new look ” ولكن ليس هذا ما نسعى إليه، بل هذا التغيير الخارجي خدّاع، مظهری وسريع الزوال…
– من الداخل: فالتغيير يبدأ من الداخل إلى الخارج… وإذا لم يتغير الداخل فثق أن الخارج لن يتغير , مهما بذلت من مجهود…
مثل شخص في الجامعة يتمنى أن يصير طاهراً ونقياً… هل يحقق هدفه بأن يتكلم عن الطهارة والنقاوة فقط… إنه بهذا يخدع نفسه… لأن هناك طريقاً لابد أن يسير فيه لكی يكون طاهراً…. فليس الشكل الخارجي هو الذي يهبه جوهر القداسة والطهارة والنقاوة، بل والخارجي هو نتاج التغيير الداخلي بالجهاد والتعب.
– ما الذي نسعى لتغييره؟ هل نسعى لتغيير ظروفنا، والواقع والبيئة المحيطة بنا أو نسعى لتغيير شخصياتنا؟ ما الذي تشعر بالرضا في تغييره، ظروفك أو شخصيتك؟.. لنكون أكثر مرونة، فتتوافق مع واقعنا…
تغيير الظروف فقط لن يحقق سعادة الإنسان. لو استطعنا تغيير الشخصية مع الظروف سنصل إلى نتائج أفضل… أما إن لم نتمكن من تغيير الظروف والواقع فيكون تغییر الشخصية أهم، لأن تغيير الظروف ليس بأيدينا، ولكن تغيير الداخل يمكننا القيام به بنعمة ربنا متى أردنا…
مثال: لو عندي عيب في شكلی (جسدى مش منسق مثلا), لن أستطيع تغييره, ولكن يمكن تغيير شخصيتي، فتتقبل هذا الضعف وتتفاعل معه…
تغيير الظروف لا يحل مشاكل الناس ما لم يكونوا مستعدين لهذا التغيير، وراغبين فيه فقبل أن نسعى لتغيير ظروفنا نحتاج إلى تغيير أفكارنا… لذلك جاءت الوصية تقول:” تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم” (رو 2:12).
بالتدقيق في هذه الآية نجد أن تغيير الشكل يتطلب أولاً تغيير الذهن والفكر، فبداية التغيير تأتي من الداخل، أي من الفكر… وليكن شعارنا: “غير طريقة تفكيرك، تغير حياتك”.
هناك قاعدة هامة في التغيير وهي:
تغيير الفكر يؤدي إلى تغيير المشاعر يؤدي إلى تغيير السلوك
“غير فكرك تتغير مشاعرك يتغير سلوكك”.. وهنا نتساءل؟..
هل التغيير ثورة أو تطوير بالتدريج؟
ثورة في القرار، ولكن تدرج في التنفيذ. التغيير ليس انقلاباً, ولا يصلح بالثورات, ولايتم في لحظات, بل عملية تطوير مستمرة ذات رؤية..
التغيير الثوري الذي يتم في ثورة الغضب هو تغيير قصير المدى, لأنه بدون رؤية. وقد ينجح في تغيير بعض الظروف, لكنه لا ينجح أبدا في تغيير الشخص نفسه…
سؤال للحوار: من الذي يفصل في الأمر إن كان هذا السلوك يحتاج إلى تغيير أو لا…؟ (رأي الناس – السلوك السائد – ما أعتدنا عليه – ما أقره المجتمع والبيئة..ما تنادي به الكنيسة – مشورة أب اعتراف)
كيف أعرف ما يجب أن يتغير في؟
الوحيد القادر أن يكشف لك ذلك هو ربنا يسوع وذلك من خلال:
- الصلاة: الله لا يمكن أن يغيرنا بدون إرادتنا, لذلك فهو يسأل كلاً منا: “أتريد أن تبرأ؟”، علينا أن نجيب على هذا السؤال خلال وقفة الصلاة… فالله قادر أن يغير سلوكنا وطباعنا وشخصياتنا, ولكن علينا أن نطلب منه هذا في الصلاة. فمن أهم فوائد الصلاة أنها تكشف لي عن ضعفي، من خلال مواجهتي مع السيد المسيح الذي هو نور العالم, فينير خفايا قلبي ونفسي، ويكشف لي عن ضعفي… وكذلك إشعياء النبی حينما وقف في حضرة اللله صرخ قائلا: “ويل لي لأني قد هلكت“. علينا أن نتحاور مع الله في الصلاة ونسأله: “ماذا في حياتي يحتاج إلى تغيير؟.. اكشف لي عن ضعفي – أنا أريد أن أرضيك؟”… والسيد المسيح سيعلن لك عن ضعفك…
– قال أحد الآباء: (أن الله الذي خلقك بدونك.. لا يستطيع أن يخلصك بدونك). - الكتاب المقدس: عندما أقف في الصلاة أطلب من الله أن يكشف لى ضعفی. هل سيرسل الله ملاكاً من السماء ليكشف لك عن هذا الضعف؟.. بالطبع لا… فما هي وسيلة الكشف التي يستخدمها الله؟
أعطانا الله دستور الحياة المسيحية (الكتاب المقدس). فعلينا أن نفهم أن الكتاب المقدس هو صوت الله, نسمعه من خلاله, ونعرف به إرادته في أمور حياتنا.
كذلك الكتاب المقدس هو مرآة نرى فيها أنفسنا… “لأنَّهُ إِنْ كَانَ أَحَدٌ سَامِعًا لِلْكَلِمَةِ وَلَيْسَ عَامِلاً، فَذَاكَ يُشْبِهُ رَجُلاً نَاظِرًا وَجْهَ خِلْقَتِهِ فِي مِرْآةٍ،” (يع 1: 23).
عندما أقرأ الكتاب المقدس تحكم كلمة الله على تصرفاتی وسلوکی. والكتاب يكشف لى عن نفسي في حنو ورفق. علىَّ إذن أن أقيّم نفسي في ضوء وصاياه في الكتاب المقدس. - علاقتك بالآخرين: الإنسان بطبعه كائن اجتماعی, مخلوق لعمل علاقات اجتماعية مع الآخرين, ومن خلال هذه العلاقات والتفاعل مع الآخرين يعرف الإنسان نفسه. عليك أن تقتني أذناً مفتوحة لتسمع تقييم الآخرين, خاصة إذا كانوا مخلصين ومحبين لك، وتثق فيهم.
“السَّيِّدُ الرَّبُّ فَتَحَ لِي أُذُنًا وَأَنَا لَمْ أُعَانِدْ. إِلَى الْوَرَاءِ لَمْ أَرْتَدَّ.” (أش50 :5) “” (إش 50 : 4)، لذلك عليك أن تسمع في محبة واتضاع توجيه الآخرين لك.
معوقات التغيير
نحن لا نؤمن بالتغيير في لحظة… فالتغيير يحتاج إلى وقت ومجهود…
فهل من معوقات؟.
- الإنكار: أول عدو للتغيير هو الإنكار… بمعنى أن الشخص نفسه ينكر أن هناك مشكلة، أو ضعف معين يحتاج إلى تغيير .. شخص يرى نفسه لايحتاج إلى تغيير، وينكر أن هناك ما يستدعي التغيير، فهذا الإنسان بالطبع لن يتغير..
- التجاهل: يمكن أن يأخذ الأمر شكل التجاهل، نعم هناك مشكلة تستحق التغيير، ولكن نتجاهل وجودها ونهرب منها.
- التهوين: يعترف أن هناك ما يستدعي التغيير ولكن يقلل من شأنه، يستصغر الأمر المطلوب تغييره.
- المشغولية: الوقت لا يسمح الآن… مثلما حدث مع فيلكس الوالي عندما استمع لمعلمنا بولس الرسول يتكلم… “وَبَيْنَمَا كَانَ يَتَكَلَّمُ عَنِ الْبِرِّ وَالتَّعَفُّفِ وَالدَّيْنُونَةِ الْعَتِيدَةِ أَنْ تَكُونَ، ارْتَعَبَ فِيلِكْسُ، وَأَجَابَ:«أَمَّا الآنَ فَاذْهَبْ، وَمَتَى حَصَلْتُ عَلَى وَقْتٍ أَسْتَدْعِيكَ».” (أع24 : 25) وللأسف لم يحصل فيلكس على وقت، المشغولية تعوق التغيير وبالتالي ما يحدث هو التأجيل.
- التبرير : الإنسان الذي يبرر أخطاءه ويبرر لنفسه الخطأ لا يمكن أن يتغير، ببساطة لأنه لايرى نفسه مخطئاً، أو في وضع يحتاج إلى تصحيح, فمن أين تأتي إرادة التغيير؟
- الإسقاط : وهو أن يسقط الشخص ما بداخله على الآخرين، بمعنى أن يقول : الناس كلها طماعة، إذن هو نفسه طماع ويسقط ما بداخله على غيره، لأن الطمع لو لم يكن بداخله ولا يعرفه فمن أين يعرف أن الناس طماعة؟! لكنه نظر إلى الناس مثلما ينظر لنفسه.
- التذمر: الشكوى الكثيرة وعدم الرضا تمنع التغيير. التذمر والتبرم شماعة يستخدمها الإنسان الرافض الاعتراف بخطئه, لذلك يشكو من أي أمر.
- الإدانة والنقد: تعطل التغيير لأنه طالما أن الشخص دائم النظر لتصرفات الآخرين وينتقدهم ويدينهم لا يمكن أن يتغير. كذلك كثير النقد يعلن أنه يرى بوضوح عيوب الآخرين ويُقيّمها، فلايتيح لنفسه فرصة للتغيير.. “من أقامك قاضياً على الناس أو على أعمالهم”، ” أخرج أولاً الخشبة من عينيك” (لو 42:6 ).
- كثير الإعتراض: الشخص الذي لاتعجبه الأمور وكثير الاعتراض لا يمكن أن يتغير.
- كثير المبالغات: الشخص الذي يبالغ في وصف مشاكله, كأنه يطلب تصريحاً أو موافقة بعدم التغيير، لأن مشاكله كثيرة.
- الشفقة على النفس: لسان حاله دائما يقول: “ماحدش حاسس بي”… “الناس ظالماني” هذه الروح أيضا تعوق التغيير.
- اليأس: بمعنی سرعة الإحباط… فالشخص الذي يأخذ خطوة ولا يجد نتيجة سريعة فيحبط ويتراجع لن يتغير، لأن التغيير يحتاج إلى طول أناة ومثابرة… تخيل فلاحاً يزرع اليوم بذرة, ثم يروى الأرض ثاني يوم, وفي ثالث يوم يذهب يطلب الثمر.. طبعا هذاً غير مقبول, فالتغيير يحتاج إلى وقت وجهد حتى نحصد الثمر. فالبعض يتصور أن التغيير لابد أن يكون سريعاً, ويفاجأ بأن الأمر ليس هكذا فيحبط سريعاً… لا تيأس ولا تستعجل.. كن صبورا على نفسك. لذلك يوصينا الكتاب: “بصبركم اقتنوا أنفسكم ” (لو 19:21 ).
منهجية التغيير.. إيه الحل؟
- أ- المواجهة: عليك أن تعترف أن هناك مشكلة وعليك مواجهتها، لا إنكارها أو الهروب منها، فهذه ليست حلول،ولكن الحل هو: المواجهة الحاسمة”..
ولكن تواجه من؟
1- واجه نفسك بالمشكلة: “لأنْ مَنْ مِنَ النَّاسِ يَعْرِفُ أُمُورَ الإِنْسَانِ إِلاَّ رُوحُ الإِنْسَانِ الَّذِي فِيهِ؟ هكَذَا أَيْضًا أُمُورُ اللهِ لاَ يَعْرِفُهَا أَحَدٌ إِلاَّ رُوحُ اللهِ.” (1كو2: 11).
– “لأَنَّنَا لَوْ كُنَّا حَكَمْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا لَمَا حُكِمَ عَلَيْنَا،” (1كو 31:11 ).
– “لا تَحْكُمُوا حَسَبَ الظَّاهِرِ بَلِ احْكُمُوا حُكْمًا عَادِلاً” (يو 24:7). واجه نفسك وكن شجاعاً وقل: “أنا في هذا الضعف” لأنك لو ظللت تتجاهل الأمر ولا تواجه نفسك به لن تتغير.
2- واجه نفسك بالله: طالما اكتشفت ضعفك… إجر بسرعة على ربنا لئلا تيأس.. لا تخف.. فخطاياك وضعفاتك كلها مكشوفة قدام الله, وبالتصاقك به تكشف ضعفك.. واعترف أمامه بضعفك.
3- واجه نفسك بضعفك أمام أب اعترافك : باعترافك بضعفاتك أمام أب اعترافك تكون قد بدأت أول خطوات التغيير الإيجابية. - ب – تجنب الإسقاط: المشكلة تكمن في أنه بعد اكتشافنا لما يجب تغييره, ومواجهتنا لأنفسنا به, قد يلجأ البعض إلى إسقاط هذا الضعف على الآخرين أو الظروف… وكأن لسان حالك يقول: “الآخرون السبب في هذا الأمر – الظروف كانت ضدی” – .. ألخ.
ولكن أرجوك لاتلم إلا نفسك.. قل بشجاعة “أنا غلطان”. وضع الأمور في حجمها الصحيح، دون تهويل أو تهوين.. إهدأ ولا تهرب.. اجلس مع نفسك لتتفحص الأمر.. - ج- اطلب المعونة : طبيعى أنك لا تستطيع أن تتغير بمفردك.. فالمريض لا يشفي نفسه.. إنما يحتاج إلى طبيب ودواء.. والرب مستعد لتغييرك فهو القائل: “بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئاً” (يو 5:15)، لأن أكثر شيء يبهج قلب الله هو تغيير الإنسان.. “لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل” (يو 10:10 ). فالطبيب هو ربنا يسوع المسيح، والدواء هو نعمته الغنية القادرة على تغييرنا. اطلب نعمة من الرب لكي تعين جهادك على التغيير. اعلم أن التغيير مرتبط جدا باللجاجة في الصلاة، فأنت لا تستطيع أن تغير طبعك, أو توسع قلبك, أو تغير فكرك… لكن السيد المسيح يقدر … فقط اطلب منه… فنعمة ربنا هي المسئولة عن تغييرنا, ولكن علينا أن نتجاوب معها ونجاهد.
النعمة غنية جداً ولا تقدر بثمن.. ولكنها لا تعطى للكسالى… النعمة تعطى فقط للمجاهدين ..
بمعني كل من له جهاد أو تعب أو محاولة أو طلب.. يأخذ, لكن الذي ليس له جهاد ولا تعب، فالذي عنده يؤخذ منه.. (النعمة التي عنده) لأنه لا يجاهد، فجاهد واتعب وربنا يعطيك نعمة. اطلب من ربنا نعمة وقل له: “يا رب أنا ضعيف وأحتاج أن تسندنی نعمتك فى رحلة حیاتی. محتاج إلى نعمتك تقوینی”.
-النعمة لا ترتبط بميعاد لكن عليك انتظارها: نعمة ربنا ليس لها ميعاد… بمعنی متى أتغير؟ لا أحد يعرف… متى يحب قلبك الجميع ويغفر؟.. المطلوب منك دائماً هو انتظار النعمة، وإن توانت (النعمة) فانتظرها… عليك أن تجاهد فی انتظار ورجاء. كما قال المزمور: “إنتظاراً انتظرت الرب فمال إلى وسمع صراخي” (مز 40 : 1)
وهكذا تسندني نعمة ربنا فهي:
- تقديس الإرادة: إنها نعمة الله القادرة أن تقدس الإرادة، وتهب قوة لعمل الصلاح، أي تحقق الإرادة الصالحة بالسلوك العملي. فهو خالق النفس والجسد، واهب الإرادة ومعطي القوة وكل الطاقات التي للإنسان. وهو يقدم هذا من أجل مسرته بالإنسان ليكون أيقونة له.”الله هو العامل فيكم أن تريدوا وأن تعملوا” (في 2 : 13).
- تسهل الطريق: البعض قد يشعر أن طريق الجهاد صعب, والتغيير يحتاج إلى مجهود… و أن الإنسان صعب أن يرضي ربنا… دور النعمة هو أنها تسهل الطريق, وكما نصلي في القداس الالهى: سهل لنا طريق التقوى” فالنعمة تسهل لك طريق الفضيلة, وتجعلك تحب العطاء والغفران… إلخ.
-
د- احذر من اليأس: المطلوب من هو استمرار الجهاد و المحاولة .. و اذا سقطت حاول مرة أخرى. من الطبيعي ان تأخد وقتاً لأن تغيير النفس أصعب بكثير من تغيير الجسد، “لاَ تَشْمَتِي بِي يَا عَدُوَّتِي، إِذَا سَقَطْتُ أَقُومُ. إِذَا جَلَسْتُ فِي الظُّلْمَةِ فَالرَّبُّ نُورٌ لِي.“(مي7: 8)،”إِنْ كُنْتَ تَسْتَطِيعُ أَنْ تُؤْمِنَ. كُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ لِلْمُؤْمِنِ” (مر 9: 13)
ختاماً
اجلس مع نفست وراجعها على الأتی …ما الذي أحتاج أن أغيره في؟
- علاقتي مع الله
- علاقتي مع نفسی
- عطني مع الأسرة
- علاقي مع اصدقائي
- الالتزام بمسئولية المذاكرة
- أسلوب تعبيري عن غضبي
- طريقة إبداء الرأي وأسلوب الحوار
- و الأسلوب الفوضوی
- احترام الوقت والاستفادة به.
- سلوكيات خاطئة
من المسابقة الدراسية – جامعيين- مهرجان الكرازة 2012