من أراد أن يخلص نفسه يهلكها
“من أراد أن يخلص نفسه يهلكها ومن يهلك نفسه من أجلي يجدها” (مت 16: 25)
بمنتهى البساطة نقول : إن الذي يضحي بأمر الحياة الحاضرة من أجل المسيح حباً وكرامة ، ومن أجل فقراء وضعفاء المسيح ، ومن أجل الإنجيل أي الكرازة بالبشارة المفرحة ؛ فإنه يُحسب أنه احتفظ لنفسه بالحياة الأبدية.
أما الذي ا احتفظ بصحته وماله وقوته لذاته فقط ، حتى لا يخسر شيئاً من حياته الأرضية ؛ فهو قد حكم عليها في الدينونة بالهلاك الأبدي.
هي معادلة : إما حياة هنية هنا ؛ وإما حياة هنية هناك . هذا هو التصور الأول. ولكن الحقيقة المدهشة أن الذي عاش بالتقوى هنا وبذل من فكره وعمله وحياته وماله للإنجيل ومن أجل الإنجيل ، فقد انتهى إلى حياة هنية هنا وأقصى الهناء هناك.
المسيح يخيرك بين الربح والخسارة ، علما بأن الذي ربح المسيح يكون قد ربح الحياة هنا وربح نفسه وربح الحياة الأبدية ، وكأن الاختيار هو : من هو الذي تضعه هدف حياتك ؟ نفسك أم المسيح ؟ فإن كان نفسك فقد خسرت المسيح وخسرت نفسك. أما إذا كان الذي تضعه هدفاً لك هو المسيح فتكون قد ربحت المسيح وربحت نفسك والحياة الأبدية.
والمسيح أعطانا درساً مجيداً حينما خيره الشيطان بين أن يعطيه ممالك العالم كلها بأن يسجد له ، أو الموت الزؤام على الصليب فاختار الصليب . وإذ بهذا الاختيار يخلص العالم . كل من لا يسجد للشيطان ولا سجدة واحدة ، يخلصه المسيح من الخطية والموت ، ويورثه الحياة الأبدية .
من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين