وأنا أن ارتفعت

 

 “وأنا إن ارتفعت عن الأرض ، أجذب إلي الجميع” (يو ۳۲:۱۲)

تعبير سرّي بليغ أن يعبر المسيح عن صلبه بالارتفاع عن الأرض ، فهو يشمل ضمنا أن يكون خلاصناً مرتفعاً عن أرض اللعنة والشقاء.

نحن أُخذنا من تراب الأرض ، وكان لابد أن يكون خلاصنا مرتفعاً عن الأرض وترابها .

نعلم أن الأرض قد لُعنت بسبب آدم ، وجاء المسيح ليرفع اللعنة عن الأرض وعن آدم . كان أول إشارة عن رفع اللعنة عن الأرض هو رفع الحية النحاسية على الصاري ، لتعطي شفاء لكل من عضته الحيات المحرقة . كانت تلك تعبيراً رمزياً عن العضة الرمزية التي حصلت لنا من الحية القديمة ، وصرنا نتوارث سمها .

المسيح هنا يصور الصليب كقطب جاذب ، جذب فعلاً العالم المؤمن كله . ومع أنه كان في زمانه فضيحة ولعنة وعاراً ، ولكن قبله المسيح مسبقاً، وهو عالم أنه سيكون الخشبة التي سيُسمر عليها خطايا العالم .

كان موت المسيح على الصليب حياة للعالم كلها وهكذا جذب المسيح “الجميع” ، كقوله . “الجميع” ، هم جميع العالم في زمانه وكل الأزمان . وصار الإيمان بصليب المسيح هو في الحقيقة الكفارة العظمى التي ظللت كل خطاة العالم ، والدم المسفوك عليه يكفي لاغتسال كل من يأتي إليه .

وهكذا أصبح الصليب يعبر عن كل حياة المسيح وموته! عن الخلاص الذي شمل كل من آمن به . 

فاصل

من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى