والغاصبون يختطفونه

 

“والغاصبون يختطفونه” (مت ۱۲:۱۱)

اسمع يا من صرت ابناً لله ” حسب مسرة الآب ” ، أنت مفدي بالنعمة وابن الخلاص.

إذا لم تكن بعد قد نقشت أسمك على حجارة أساسها وأعمدتها السبعة ، لتكون حجرا حياً من أحجار الكنيسة ؛ فأنت متغرب عن السماء ومحسوب خارج الأسوار.

لا يحزنك رَدَاءة سمعتها ولا يضلك سوء معاملتها فهي “سوداء وجميلة”.

العدو جاء في ليل الزمان وزرع فيها زواناً ، ولكن ما لنا والزوان ؟ فحبة الحنطة وقعت فيها وماتت . والآن كلها سنابل نعمة وطحين مجد ، وخبزها كله خبز وجوه مُقدم لله ، لا يأكله إلا المقدسون فاخطف نصيبك منها ، ودع عنك الزوان إلى وقت الحصاد . اشبع من قمحها وطحينها ، واشرب ملء روحك من ماء الحياة فيها ، فأنت مدعو ليخرج من بطنك أنهار ماء حي تسقي العطشانين.

ألم يقل المسيح إن ملكوت السموات يُغتصب والغاصبون يختطفونه ، وممن يختطفونه ؟ أليس من الأعداء الذين يمنعون الداخلين يدخلون .

قم اسع وخذ نصيبك وثبت أقدامك واحجز دورك . فالكنيسة لن تجري وراءك، اجر أنت ، واغتصب ما لك فيها ، لئلا يضيع عليك . عليك أن تتحايل بكل وسيلة وتصاغر قلب وانسحاق نفس أن تسمع بأذنك من فم الكاهن : “مغفورة لك خطاياك ” ، لأن ما يقوله الكاهن تُردده السماء.

فاصل

من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين

زر الذهاب إلى الأعلى