كتاب هجرة المسيحي إلى الله للقمص متى المسكين

تأمين الطريق

إنجيل الأربعاء الأول من الصوم
(لوقا 6: 35-38)

تكلَّمنا، يا أحبائي، في أول يوم من أيام الصوم، عن الصائم، وشبَّهناه بطائر مُهاجر تحت ظروف قاسية، لأن الطائر يُهاجر من أجل حياته هارباً من شتاءٍ قارس يُهدِّده بالموت، لذلك وضع الله فيه غريزة الهجرة إلى أرضٍ دافئة لاستبقاء حياته.

غريزة الوصول إلى الوطن السماوي:

هذا التشبيه، في الحقيقة، ليس غريباً عن كل ما شبَّه به الآباء والكُتب: إنَّ الإنسان غريبٌ على الأرض. وهذا نقرأه كثيراً في المزامير مثل: «ويل لي فإن غربتي قد طالت» (مز 119: 5 – حسب السبعينية). والمسيح شبَّه المسير إلى الملكوت بإنسانٍ مُسافر في طريق ضيِّق. وقد وضع الله في الطائر المُهاجر غريزة معرفة طريقه وسط العواصف والضيقات وكل الموانع والحواجز التي تفوق الوصف، لكي يبلغ هدفه. وسبق أن قلت لكم إن العلم بكل ما أوتي من حذق ومهارة لم يستطع حتى الآن أن يعرف شيئاً عن غرائز الطائر المهاجر، لأنهم رصدوا ووجدوا أنه يستطيع أن يصل إلى المكان الذي يريد أن يتجه إليه بالضبط، حتى لو كان وصوله إلى هذا المكان ليلاً.

الهجرة الداخلية إلى الله:

هكذا بالنسبة للإنسان المسيحي أُعطِيَ غريزة الهجرة الداخلية إلى الله من وطن أرضي، من خيمة مطوية، إلى وطن سماوي دائم، إلى مدينة أسَّسها الله، وإلى حياة تدوم؛ ولكن لابد من العواصف، لابد من الضيقات في الطريق. لذلك سمعنا في إنجيل اليوم الأول من الصوم (مر 9: 33-50) عن التلاميذ حينما كانوا يتشاجرون وهم سائرون معاً في الطريق عن مَن هو الأعظم؟

المبدأ الأول: الذات عقبة وحائل دون الوصول إلى الله:

وأول عقبة تُقابل الإنسان المسافر في طريق الملكوت: الذات العاتية. تريد أن تعرف موقعها حتى من الطريق الضيِّق. هذا الطريق الضيق ليس فيه مجال للافتخار أو التعظُّم أو التعالي بالمواهب الذاتية، لأن الافتخار شأن الأمور الترابية، شأن الخليقة. والإنجيل نبَّه ذهننا أيضاً (كما ورد في مر 9: 43-48) على شهوات الأعضاء العاملة في الإنسان كعائق كبير (هذا ذُكِر في إنجيل يوم الاثنين)؛ وفي إنجيل يوم الثلاثاء من الصوم تحدَّث عن العوائق. أما إنجيل اليوم (الأربعاء) فإنه يضع أُسساً ثابتة لرحلة سالمة سعيدة لإنسانٍ مُسافر، ولكن بلغت من العمق درجة حتى يكاد الإنسان لا يستطيع أن يربط بينها وبين قراءتها في أيام الصوم: «أحبوا أعداءكم، وأحسنوا، وأقرضوا، وأنتم لا ترجون شيئاً، فيكون أجركم عظيماً… كونوا رحماء… لا تقضوا على أحدٍ فلا يُقضَى عليكم. اغفروا يُغفر لكم. أعطوا تُعْطَوْا» (لو 6: 35-38).

«أحبُّوا أعداءكم» تؤمِّن لك الوصول:

في الحقيقة، وُضعت الأُسس الثابتة، ولكنها تحتاج إلى تفسير بسيط. فلما قال الرب في الإنجيل: «أحبوا أعداءكم»، هذه الآية ليست إيجابية، ولأول مرة أُنبِّه ذهنكم إلى آية لم تكن إيجابية. فالرب لم يقصد محبة العدو في ذاتها، بالرغم من أن المحبة إيجابية وعظيمة، ولكن الرب يريدك أنت أن تصل إلى هذه المحبة، يريد أن يؤمِّن لك هذه المسيرة الخطرة. فأنت تسير وسط بلاد اللصوص (كما يقول بستان الرهبان)، فلكي يؤمِّن المسيح لك الوصول إلى الملكوت، قال: «أحبوا أعداءكم»، لأن أكثر ما يُرعب الإنسان في مسيرته أن يُقابل العدو.

العداوة صارت قانوناً:

فمنذ بدء الخليقة، منذ أن عاش أول إنسان على الأرض؛ كان أول مُقاوِم له وأول خطر لحياته، هو عدوه الذي يأتي ليقتله. هذا هو خطر الحياة الأول بالنسبة للإنسان. لذلك كان الإنسان منذ أن عرف نفسه وعرف أن له رفيقاً يعيش معه على الأرض، بدأ يتسلَّح ضد العدو! ثم بدأت كل قبيلة تتقوَّى لمجابهة القبيلة الأخرى، وكذلك الدولة ضد دولة أخرى. والغريب أن هذا يحدث إلى هذا اليوم، ذلك لأنهم لم يسلكوا بحسب ما جاء في الإنجيل، ولا آمنوا أيضاً أن الإنسان المسيحي مهاجر، وأن الوطن الثابت والباقي هو السماء؛ ولذلك انفلت الأمر من بين يدي الإنسان في البداية، ثم بعد ذلك انتقل هذا الانفلات إلى الجماعة فتلوَّثت، ثم انتقل بدوره إلى الشعب، ثم إلى الشعوب، وصار بمثابة قانون.

والتسلُّح صار شائعاً:

هل توجد الآن دولة لا تتسلَّح؟ في وقتنا الراهن أصبح التسلُّح هو أساس الحياة مع أنه ضد نظرية الهجرة، ضد نظرية السَّفَر السعيد الآمِن إلى الوطن السماوي. ولكننا نسمع في هذه الأيام كثيراً عن شعارات تريد العودة إلى عدم التسلُّح. فبدأت الدول تعقد معاهدات للحدِّ من سِباق التسلُّح في الأسلحة التقليدية، ثم معاهدات للحدِّ من الأسلحة الذرية، ثم تُرفع شعارات عدم التسلُّح أو نزع السلاح. كلها أوهام، لأن الخوف من الآخر دخل إلى أعماق الشعوب كغريزة، لذلك لا يمكن أن يتخلَّى إنسان عن سلاحه، لأن الشيطان قد حَكَمَ؛ حَكَم بناموس ليس فقط في أعضاء الجسد، بل وفي عقول الشعوب ودساتيرها أيضاً. فأصبحت بعض الدول تُخصِّص ثلث ميزانيتها للتسليح بينما شعوبها تُعاني وتئن من الجوع.

”محبة الأعداء“ تعمل لحساب السَّفَر والهجرة إلى الله:

فالإنسان المسيحي مُطالَب أن يحب عدوَّه، فإذا استطاع أن يلتفت إلى عمق هذه الآية: «أحبوا أعداءكم» لصار آمناً، ولَمَا احتاج إلى سلاح أو عصا. فهذه الآية تعمل لحساب السَّفَر السعيد إلى السماء، الذي وُضِعَ الصوم كمجالٍ حي ديناميكي يتحرَّك فيه الإنسان المسيحي لكي يبلغ ملكوت السموات.

الصوم هو المجال لممارسة المحبة:

وأحد الأسلحة الإيجابية للصوم: المحبة. إذا صُمتَ وليس عندك محبة، ستكون النتيجة عِراكاً، وإذا تعاركتَ ضاع الصوم وضاعت الرحلة كلها. إذا تشاجرتَ، ستتوقف عن المسير، ويضيع الهدف. فاليوم نحن نضع الهدف، والملكوت، والرحلة؛ والمجال الحي المتحرِّك أو الديناميكي لكل هذا هو الصوم.

في اليوم الأول من الصوم، كان إنجيل مرقس يتكلَّم عن عدم التشاجُر، وكذلك قمع شهوات الأعضاء. وفي اليوم الثاني، وضع إنجيل لوقا أساسين. واليوم أيضاً يضع إنجيل لوقا أُسساً تُعتَبَر عامة وشاملة للشخص والشعب والشعوب.

سلاح المحبة سلاح بتَّار:

وأنا أُريدكم اليوم أن تتنبَّهوا إلى أنَّ الإنسان الصائم الذي يريد أن يعيش أياماً سعيدة، سواء كان راهباً أو ناسكاً أو إنساناً يحيا في العالم، لابد أن يتسلَّح بسلاح المحبة لكي يُقوِّي ويُثبِّت مسيرته إلى الملكوت. هذا السلاح سلاحٌ بتَّار يستطيع الإنسان به أن يصرع العدو المهاجم من أية جهة. لأني أقول لكم إن الرحلة هي وسط لصوص، وأخطر ما فيها هو القوة واستخدام القوة. لذلك يقولون (في الدسقولية): إن أي أسقف يمدُّ يده ويضرب يُقطَع. أي أسقف أو أي كاهن أو أي شماس عُرف عنه منذ البداية أنه ضرَّاب لا يجوز رسامته، وإذا ضُبط وهو يتعدَّى بالضرب على آخر، يوقَف عن خدمته. لماذا؟ لأنه قد استخدم القوة. استخدام القوة هو ضد المسيرة إلى الملكوت: «أحبوا أعداءكم». فإذا رجعتم إلى الإنسان الأول تجدون أن الشريعة السائدة كانت هي شريعة الغاب، وتجدون أن الشريعة الطبيعية للإنسان كانت هي البقاء للأصلح. فما معنى هذا؟ معناه أن الحيوانات تتعارك مع بعضها البعض، والذي يغلب هو الذي يحيا، أما المغلوب فإنه يُعاني من الجروح ثم يموت. حياة يعيش فيها الأصلح، وهذا هو قانون التراب (أو قانون الغاب).

قانون الملكوت: المسامحة:

قانون ملكوت السموات، في الحقيقة، أن الذي يحيا هو المظلوم، والذي يَغلِب هو المقهور. الأمور معكوسة بصورة عجيبة جداً: «مَن لطمك على خدِّك الأيمن، فحوِّل له الآخر أيضاً» (مت 5: 39). لماذا؟ هذه الآية إيجابية، ولكنني سأنظر لها من الناحية السلبية، وهذا أقوى. عندما يضربني إنسان على خدِّي الأيمن، أقول له: ”كتَّر خيرك“، وأمضي في طريقي حتى أصل إلى وجهتي، ذلك لأن هدفي ثمين ورحلتي خطرة. فإذا وقفتُ وتعاركتُ معه ستكون هذه نهايتي. هذا هو أول مبدأ يضعه إنجيل لوقا اليوم.

المبدأ الثاني: الإحسان بلا عائد:

المبدأ الثاني: «أحسنوا وأقرضوا». لاحظوا أن هذا المبدأ ضد الطبيعة اليهودية. فقد قيلت في وسطٍ يهودي، وبداية هذا المبدأ: «أحبوا أعداءكم»، وهذا أمرٌ مكروه جداً عند اليهود، لأن الأمم في نظرهم كأنهم كلاب، ولا يستطيع اليهودي أن يُقدِّم عمل رحمة إلاَّ لبني جنسه. والإنجيل يقول: «أحسنوا وأقرضوا، وأنتم لا تَرْجَوْن شيئاً، فيكون أجركم عظيماً». طبعاً اليهودي يُقرض، ولكن أن لا ينتظر ردَّ القرض، فهذا أمرٌ مستحيل لدى اليهود؛ ولكن الإيمان المسيحي يرتفع بالطبيعة البشرية، وخاصة الطبيعة اليهودية، إلى المستوى المستحيل. وهذا هو الطريق المؤدِّي إلى ملكوت السموات، وهذا هو السلاح الثاني بالنسبة للإنسان المهاجر والمسافر الذي يريد أن يجتاز هذا العالم بسلام. أن يُحسِن، يُحسِن بإرادته؛ ويُقرض، وهذا ليس بإرادته. الإحسان أنا أُعطيه، أما الأمر الثاني أي الإقراض فإنه لا يتم إلاَّ بتنفيذ الأول أي الإحسان. فإن لم يكن لديَّ المقدرة على الإحسان للآخرين بإرادتي، فيستحيل عليَّ في يومٍ من الأيام أن يسألني أحد أن أُقرضه فأُقرضه دون انتظار ردِّ القرض. فالاثنان (الإحسان والإقراض) موضوعان بحكمة. فالإنجيل قويٌّ جداً في كلماته وفي أعماقه.

القضايا والمحاكم بين الإخوة والأقارب:

«أحسنوا وأقرضوا وأنتم لا ترجون شيئاً فيكون أجركم عظيماً». هنا التأمين يكون ضد ماذا؟ ضد المحاكم والقضاة والمحامين والقضايا. ولذلك نسمع دائماً عن قضايا تداولتها المحاكم لمدة 20 أو 25 أو 30 سنة بين الأخ وأخيه، أو الابن وأبيه، أو الإنسان وعمه أو خاله. فهي قضايا لا تنتهي، وإذا ذهبتَ إلى المحاكم وأجريتَ بحثاً عمَّا يدور في أروقتها، تخرج بعجب: أنَّ الإنسان يمكنه أن يُضيِّع ثلثي عمره في قضية أو يُضيِّع عمره كله في قضيتين. وأين، إذن، ملكوت السموات؟ طبعاً هو الذي ضاع.

ولذلك فلكي يؤمِّن لنا الرب الطريقَ إلى ملكوت السموات، ولكي تصير ديناميكية أو حركة الصوم التي هي التعفُّف أو الحياة بلا هَمٍّ؛ فإنه يؤمِّنها بالسلاح الثاني: أن يكون لديَّ الاستعداد للإحسان أولاً، ثم ثانياً الإقراض دون انتظار لردِّ القرض. لماذا؟ ليس هذا لاكتساب فضيلة، فالمسيحية لا تعترف بالفضائل بحدِّ ذاتها أنها هي التي تورِّث ملكوت السموات؛ ولكن المهم هو ملكوت السموات نفسه. المهم أنني أُنكر ذاتي وليس اكتسابي فضيلة، حتى أنتظر أن يقولوا لي: يا صاحب الفضيلة! بل أنْ لا أكون فاضلاً في نظري أو في نظر الناس، أن أكون نكرة في نظري. وكيف يكون هذا؟ أن يكون لديَّ الاستعداد للإحسان والإقراض حتى إذا لم يكن معي نقود، فكل ما أمتلكه أكون مستعدّاً للتنازُل عنه لكي يمكنني أن أواصل المسير في طريقي الروحي السرِّي.

الغِنَى الحقيقي هو التأمين للمسافر:

فهل معنى هذا أن أحيا كشحاذٍ؟ لا، فإن الغَنيَّ الحقيقي وصاحب المخازن السماوية سوف يُقيتني. فالرب قال: «انظروا إلى طيور السماء» (مت 6: 26). هل رأيتم عصفورة قامت بتخزين طعامها، وتذهب كل يوم لتأكل مما خزَّنته بضع حبَّات وتعمل حساب ما تأكله وما سيتبقَّى؟ أبداً. فالله يرزقها كل يوم بأكثر مما تحتاج إليه. هكذا أنتم يا قليلي الإيمان: «لا تهتموا لحياتكم بما تأكلون وبما تشربون، ولا لأجسادكم بما تلبسون» (مت 6: 25). هذا هو التأمين الثاني للإنسان السائر في طريق ملكوت السموات.

المبدأ الثالث: عدم الدينونة:

السلاح الثالث الذي يضعه الإنجيل كأساس للسائرين في طريق ملكوت السموات هو: «لا تدينوا فلا تُدانوا. لا تقضوا على أحدٍ فلا يُقضَى عليكم» (لو 6: 37). فإذا أردتَ أن لا يسبَّك أحد أو يهينك فلا تسبُّه أنت أو تهينه، إذا أردتَ أن لا يخوض أحدٌ في سيرتك فلا تخوض أنت في سيرته؛ هذا على المستوى الإيجابي. ولكنني أريد أن أتكلَّم على المستوى السلبي، لأنها تؤخذ على هذا المحمل.

تصوَّروا معي أن هناك طائراً مسافراً، وبجانبه طائر آخر مسافر، بدأ يُضايقه ويعضُّه ويريد أن يسبقه، فإن هذا الطائر الأول لا يلتفت إلى الثاني، لأنه إذا التفت إليه أو انشغل به فإنه سيفقد الطريق. لماذا؟ لأنه، كما يقول العلماء – وإن كنت لا أصدِّق هذا كثيراً – فإن الطائر وهو مهاجر، يكون في مخه ما يُشبه الرادار يقيس به جاذبية الأرض على الخط الطولي والخط العرضي. فإذا بدأ السَّفر من سيبيريا إلى بلادنا مدة 15 يوماً، فإن لم يضبط زاوية الطيران، والذين يعرفون الزوايا يُدركون أنها واحد على المائة ألف من الدرجة، فإنه لن يصل أبداً. ولذلك فهو لا يلتفت إلى اليمين وإلى اليسار إطلاقاً. لابد أن يكون بكل كيانه الداخلي متطابقاً تماماً مع الوجهة أو الاتجاه أو الوعي الداخلي المهيمن على مسيرته.

هذه الغريزة موجودة فينا روحياً. ولذلك يقول الرب: «لا تدينوا فلا تُدانوا»، لأنك لو دِنْتَ أحداً، خرجتَ خارج الخط، ولا يمكن أن تصل، لأنك إذا دِنْتَ فستُدان. وعندما تُدافع عن نفسك تجد أنك خرجت خارج الطريق، لأنه ليس من المفيد لك أن تدافع عن نفسك أبداً. من المفيد لك أن تُنكر ذاتك، وأن تتنازل عن كل ما عندك، وأن تُضرَبَ على خدِّك الأيمن فتُدير الآخر أيضاً، وأن تترك رداءك لِمَن يطلب ثوبك. كل هذا لكي تصل. هذا هو في الحقيقة السلاح الثالث والأخير الذي بواسطته يكون الإنسان مستعدّاً للسير دون أن تتعرقل مسيرته.

أخيراً، الهجرة إلى الله غير منظورة:

ما أريد أن أُلخِّصه في كلمة أخيرة، وأُخرجه من وضعه النظري إلى الوضع العملي، هو أنك اليوم، أينما كنتَ وحيثما كنتَ ومهما كنتَ: ملكاً كنتَ أو راهباً، موظفاً أو إنساناً غنياً، فقيراً أو تاجراً… إلى آخره، فليس هذا هو المهم؛ المهم أن تعرف أنك إنسانٌ مسافر، أنك مهاجر داخلياً فعلاً، وهذه الهجرة لا يراها أحدٌ، فالهجرة داخلية غير منظورة.

إن أردتَ أن تصوم، ويكون صيامك صحيحاً ومقبولاً، اغسل وجهك، وادهن رأسك، حتى لا يعرف أحدٌ أنك صائم. فالهجرة هي هجرة غير منظورة، هجرة باطنية. فليت كل إنسان يُطبِّق هذا الكلام حتى يستطيع أن يصل إلى الهدف بسلام.

ولربنا المجد الدائم أبدياً، آمين.

زر الذهاب إلى الأعلى