كتاب النعمة في العقيدة و الحياة النسكية للأب متى المسكين

 النعمة والصبر على المحن، وصغر النفس

 

يحذر مار إسحق من جهة ضرورة الصبر في الضيقات هكذا :
[كـل الـضـيـقـات والأحزان التي لـيـس لـك عـليهـا صبر واحتمال ، فإن عقابها يتضاعف عليك. لأن صبر الإنسان يزيل مصائبه ، فصغر النفس هو هو العذاب ، وأمـا الصبر في الشدة فهو أب العزاء . والصبر قوة إلهية عسير على الإنسان أن يجدها أثناء المحنة خلوا من النعمة الإلهية التي تكون من مواصلة الصلاة وفيض الدموع والطلبة.
ومتى أراد الله أن يـحـزن إنساناً ـ بسبب توانيه ـ يسمح بأن يحصل في يدي صـغـر الـنـفـس ، فهذا الأمر يولد فيه ضجراً قوياً يذوق به الإختناق النفساني ، وهذا هو ذوق جهنم. ومن هذا تأتى روح الحيرة التي يتولد منها تجارب عدة ، مثل التقلب ، والغضب ، والإفتراء ، والمذمة ، وتغير الآراء وتقلب الأفكار، والتنقل من مكان لمكان . وإن سألت عن علة هذا ، أجبتك إن سبب هذا كله توانيك وأنك لم تحرص على الشفاء من هذا التواني بل تماديت فيه .
أما طب هذا ( أي علاجه ) فهو واحد الذي به يجد في الحال عزاءاً في داخله ، وهـو تـواضـع العقل ! وخلوا من تواضع العقل يستحيل أن تنهدم هذه الحواجز بل تتجبر عليه الشرور بزيادة . ]

مارإسحق ـ الباب 21، الجزء 3

وفي مكان آخر ير بط مار إسحق بين النعمة والصبر بر باط قوي جداً :
[ إذا كثر الصبر في نفوسنا ( من جراء إحتمال الشدائد) كان ذلك دليلاً على أننا أخذنا في السر نعمة للعزاء ، علماً بأن قوة الصبر أعلى من كل المواهب الحاصلة من فرح القلب ! ]

مار إسحق – الباب 27، الجزء الثالث

النعمة والتجارب كتب القمص متى المسكين النمو في النعمة
كتاب النعمة في العقيدة و الحياة النسكية
المكتبة المسيحية

 

زر الذهاب إلى الأعلى