المحبة لهيبها لهيب نار لظى الرب
“المحبة .. لهيبها لهيب نار لظى الرب” (نش 6:8)
الحديث عن محبة المسيح شيء يفوق الوصف والشرح ، لأنها نار مضطرمة لا توصف ، تشتعل في قلب الإنسان يوماً بعد يوماً ، ويزيد لهيبها بلا هوادة حتى تمحق الإنسان وتفنيه فلا يتبقى منه إلا ما يتبقى من ذبيحة المحرقة من رماد وعادم.
الإنسان الذي دخل مع الرب يسوع في عهد محبة لا يلبث إلا ويفقد كل صفاته الأولى وأخلاقه وميوله ومزاجه . وتصير خدمة المسيح والشهادة لأقواله ووصاياه هي كل انشغاله وهمه وآماله ، ويصيرقول بولس الرسول هو تفكيره الدائم : “ويل لي إن كنت لا أبشر” ( 1كو9: 16 ) . فالإنسان تحت اضطرام هذه المحبة ، يكون مسوقاً يخدم هنا وهناك كما يحمله روح الرب دون أي اختيار أو مشيئة منه . ومن نار قلبه يشعل كل فتيلة مُدخنة تقترب منه .
هنا اضطرام المحبة في قلب الإنسان المسيحي هي مصدر أساسي الفاعلية العمل والخدمة والتأثير لأنها تُعتبر بمثابة توصيل حسي ملموس لحقيقة الكلام والشهادة . وفقدان هذه المحبة المضطرمة هي بمثابة فقدان القوة على تغيير الناس لأن التغيير يتم بقبول المحبة . أما العمل تحت تأثير هذه المحبة المضطرمة فلا يحتاج إلى مشجعات من أي نوع ؛ بل بالحري يلازمه بذل وبساطة وتواضع شديد ، وتنازل عن كل مجد وكرامة ، وحمل ضعفات الآخرين بالصلاة والتشفع .
ولكن حينما يستثقل عمله وتبدو حياته المدققة ثقيلة وتستهویه مغريات الحياة ، يكون ذلك إيذاناً بغروب شمس المحبة بحرارتها .
من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين