صلوا كل حين
الصلاة هي الصلة مع الله..هي رفع القلب والفكر إلى الله.. في كل وقت، وفي أي مكان، وطبعا هذاً لا يغني عن وقفة الصلاة الخاصة أمام الله بخشوع رافعاً يديك ونظرك نحو السماء.. لكن المقصود أننا يمكننا أن نصلي إلى الله في كل الظروف والأوضاع، برفع قلوبنا وأفكارنا إلى الله.. فكما نستخدم التليفون أو الانترنت أو أي وسيلة اتصال لكي نتواصل مع الآخرين.. كذلك الصلاة هي الوسيلة التي تجعلنا نتصل بالله..
فاطلب من الله ما تريد، وكن صريحاً معه.. افتح قلبك وحدثه بكل ما فيه.. وهذه بعض التداريب البسيطة التي تساعد على الصلاة..
1- حاول أن تمارس الصلاة في كل مكان ..
مطيعاً قول الكتاب: “ينبغي أن يصلی كل حين ولا يُمل” (لو18: 1)، “صلوا بلا انقطاع” (1تس 5: 17) .. تدرب على الصلاة في كل وضع حتی وأنت مع الناس، وبخاصة إن كانت أحاديثهم معثرة أو لا تعنيك. تدرب على الصلاة وأنت في طرق المواصلات، لكي تستفيد من الوقت.. يمكنك أيضا أن تصلى في دخولك إلى بيتك، وفي خروجك منه. وكذلك في دخولك إلى مكان عملك، وفي خروجك.. وأيضا في كل مقابلة ليعطيك الرب نعمة وتوفيقاً. تدرب على الصلاة في الطريق، حتی لا تنشغل بمناظره.
2- تدريب على الاستيقاظ المبكر، وبدء يومك بالصلاة
حيث يكون القلب صافياً، ولم يزدحم بعد بأفكار العمل وسائر المسئوليات. ويكون المكان هادئاً، لم يستيقظ أهله بعد، ولم تدركه الضوضاء. فتخلو مع الله بدون معطل، ويكون الله هو أول من تتحدث إليه في يومك، وتأخذ منه بركة اليوم كله.
٣- تدرب على إطالة وقت الحديث مع الله
ما أجمل قول داود النبي في المزمور: “محبوب هو اسمك يارب. فهو طول النهار” (مز 119: 97)، فاسأل أنت نفسك كم من الوقت تقضيه مع الله؟.. لا شك أنك تقضي أوقاتاً كثيرة في أحاديث وفي ترفيهات لا تفيدك شيئا.. وكلها وقت ضائع !.. فيا ليتك تخصص وقتاً أطول للحديث مع الله. ولا تجعل هذه الأوقات في نهاية مشغولياتك، بل في قمة مشغولياتك.
٤- تدرب على الصلوات القصيرة المتكررة
وهي صلوات قصيرة يسميها الآباء (الصلاة السهمية)، وتطلب فيها المعونة أو الرحمة أو أي أحتياج.. أو تقدم فيها الشكر له مثل: صلاة يا ربى يسوع المسيح ارحمني أنا الخاطي”، أو “اللهم التفت إلى معونتی، یا رب أسرع وأعني”، أو “أحبك يا رب يسوع المسيح.. وأبارك اسمك”، أو “أشكرك يا رب على كل حال ومن أجل كل حال، وفي كل حال”.. أو أية صلاة تركبها من نفسك، وتكون مناسبة لحالك، ومعبرة عن مشاعرك.. وكثرة ترديد الصلاة تجعلها تلتصق بعقلك الباطن، بحيث يدور بها فكرك تلقائياً، ويمكن أن تبقى معك حتى في نومك، ولعله ينطبق على هذا قول داود النبي: “كنت أذكرك على فراشي” (مز 63: 6).
5- تدرب على الصلاة من أجل الآخرين
تدرب على الصلاة من أجل كل الذين هم في حاجة، من أجل أقربائك وأصحابك وزملاتك.. من أجل الكنيسة بوجه عام، وكنيستك القريبة منك بوجه خاص، ومن أجل عائلتك.. صلاة أخرى من أجل المرضى والراقدين، ومن أجل المحتاجين إلى توبة. صلاة من أجل العالم كله ووطنك الحبيب .. وكلما صليت ستحب الصلاة أكثر، وتتدرج في الطلبة لأجل الآخرين إلى أن تصلي من أجل أعدائك ومقاوميك.
٦- تدرب أن تدخل الله في كل موضوع وكل مشكلة..
فلا تقف وحدك في كل مشاكلك، ولا تعتمد في حلها على ذكائك وحده أو مجرد معونة الآخرين. إنما اشعر بأنك لا تستغني عن الله في كل ما يعرض لك، وثق أن الصلاة ستجلب لك الشعور بالأمن والاطمئنان والسلام الداخلى. وثق أن مشاكلك قد تسلمتها يد أمينة قوية يمكنها أن تدبر أمورك كلها.
عندما تصل من أجل مشكلة، إما أن يحلها الله وتنتهي، أو إن بقيت، يعطيك سلاماً قلبياً من جهتها، فتحملها مهما كان ثقلها.
وهذا هو أيضا لون من حل المشكلة. فالمشكلة بالرغم من أنها موجودة، ولكنك غير متضايق منها وغير مضطرب بسببها، وكأنك لا تشعر بوجودها، وأصبحت لا تعتبرها أشكالا أو منغصاً لحياتك.. إنها فاعلية الصلاة التي تعطيك هذا الاحتمال والسلام .