كما أن قدرته الإلهية قد وهبت لنا كل ما هو للحياة والتقوى
“كما أن قدرته الإلهية قد وهبت لنا كل ما هو للحياة والتقوى” ( 2 بط 1 : 3)
القديس بطرس يرتفع من مستوى البشرية الضعيفة إلى مستوى ما لله مرة واحدة ، فلا توجد حالة وسط بين الضعف البشري والقدرة الإلهية.
يجب أن نعلم أن القدرة الإلهية فائقة ، والعطية هبة مجانية . إذن ، ما هو دورنا ؟! هنا مواد الإيمان تتصدر محاولة الإنسان لاستقبال ما هو لله من عطية فائقة لا ترقى إليها مخيلة الإنسان .
فأين نحن من القدرة الإلهية ، وما هي مؤهلاتنا لأن ندخل مستوى الحياة الحقيقية التي هي طبيعة تفوق قدراتنا ؟ هنا يمتد بنا الإيمان لندخل دخول المدعوين إلى مناطق الرجاء الحي بقوة الله والإيمان اليقيني بما وهبه لنا الله في المسيح .
هذه المواعيد العظمى الثمينة هي من نصيبنا ونحن أصحابها ، ووضعت من أجلنا وقد ملكناها حقاً في المسيح . نقبلها بالإيمان ، كقبولنا المسيح بأمجاده ، لا يصح أن نسأل أو نستفسر عنها ونحن ملازمون العالم الحاضر الموضوع في الضعف والهوان والخطية . ولكن هي تحتاج منا حياة تناسبها ، فحياة الأرض وخصائصها يستحيل أن تتطلع ولا على ظلها ، ولكن الذين يعيشون بالتقوى والفضيلة يشعرون أن هذه المواعيد ترمي نورها عليهم فيلتهبون التهاباً ويصرخون طالبين قرب الارتحال ، لأن المواعيد العظمى والثمينة تملأ وعيهم وروحهم وكيانهم الإلهي الجديد .
من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين