قدسهم في حقك

 

“قدَّسهم في حقك ، كلامك هو حق” (يو ۱۷ : ۱۷)

المسيح يطلب من الآب أن يُقدس المؤمنين به ، كما يقدس الكاهن الخبز الموضوع على المذبح ، ويصرخ ” القدسات للقديسين ” ، فيتناول منه المؤمنون ويتقدسون بقدسيته . هنا يطلب المسيح من الآب أن يقدس المؤمنين به ، لا بخبز وخمر ، وإنما بروحه القدوس . قداسة يراها الناس بتحويل طبيعة الإنسان القديمة ، لتصبح طبيعية جديدة ذات أعمال بر وتقوى فكلام المسيح ورثته الكنيسة كحق إلهي ، عامل في طبيعة الإنسان ، يجدده ويحييه حياة روحية ، لا بالكلمة فقط ، ولكن بتقديس الخبز والخمر ، التي يتناول منها الإنسان ويثبت إيمانه ويتقوى في حياته.

والمسيح يصرح بسر الكلمة ، أنها قادرة بالروح الذي فيها ، أن تقدس الإنسان. وهنا يشير المسيح أن حق الله هو كلامه ، الذي يُعرض على الإنسان رخيصاً بلا ثمن في إنجيله المقدس . الذي يجلس إليه من يريد أن يتتلمذ للحق ، يقرأ ويعيد ويزيد ، حتى ترسخ الكلمة في ذهنه ، وتتحول إلى استعلان الحق الذي فيها ، فيفرح الإنسان ويتهلل بالروح ، لأنه يكون قد أدرك المسيح والآب.

عندما يقول المسيح للآب : “كلامك هو حق” ، فهو هنا يزيد الحق حقاً، ويجعل حق الآب نوراً يستعلنه الإنجيل ليضيء كما يضيء المصباح في مكان مظلم . أما المكان المظلم فهو قلوبنا ، إن هي تسلمها الشيطان ، وأغواها بغوايته التي جربها في حواء ونجح.

فالكلام لكم يا إخوة ، الحق أمامكم ، ونور الحق مُهدى إلى قلوبكم ، إن هي انفتحت على حق الله في الإنجيل ووصايا يسوع.

فاصل

من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى