كي لا يتزعزع أحد في هذه الضيقات

 

” كي لا يتزعزع أحد في هذه الضيقات ، فإنكم أنتم تعلمون أننا موضوعون لهذا” (اتس ۳ : ۳)

كما أن الجندي موضوع للحرب ، والرجل الرياضي موضوع للجري والكسب ؛ هكذا نحن موضوعون للضيق .

الوضع هنا اختياري للفخر والممارسة والنصرة ويتطلب منا التمرن على احتمال الضيق ، فالضيق هو مجالنا للربح ، يقولها القديس بولس صراحة : « بل نفتخر أيضا في الضيقات عالمين أن الضيق يُنشئ صبراً. فالضيق للذي عنده الإيمان الوطيد يزيده إيمانا ، ويشعل الرجاء الذي له في الله والمسيح والملكوت ، وهكذا يزداد توقداً ونوراً وصفاء .

أما سلاح الاحتمال والصبر على الضيق فهو الاتضاع . فالاتضاع هو الذي أنقذ ق . بولس من ضيقته الخانقة حتى الموت ، يقول : « قد امتلأت تعزية وازددت فرحاً جداً في جميع ضيقاتنا .. لكن الله الذي يعزي المتضعين عزَّانا ” ( 2 كو 7 : 6 ) . 

والرسول يقول إننا حتى لو وُجدنا مطروحين وكأننا قد متنا ؛ فالله يستحيل أن يتركنا ، ولكن كل ما في الأمر أن الله يريد أن يتزكى هو بإيماننا ، ويُظهر في موتنا حياة يسوع .

فالضيقة في حياة المؤمن خطاب دوري يتسلمه الإنسان ويرد عليه ويُسلم لأخر ليعزي هو بدوره كل من هو في ضيقة .

ومن الأمور التي تعطينا قدرة على الصبر في الضيقات هي المعادلة التي ووضعها الرسول بولس لتكون معروفة ومحفوظة ومحفورة في أذهاننا ، أن الضيقة مهما تثقلت يستحيل أن توازن ثقل المجد المعد مقابلها ، لذلك تُحسب خفة : « لأن خفة ضيقتنا الوقتية … » ( 2 كو 4 : 17 ) . 

فاصل

من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى