هوذا الآن وقت مقبول

 

“هوذا الآن وقت مقبول” (2 كو6: 2)

ستأتي أوقات ستعجز أن تعمل كل ما أنت تسمعه الآن ، لا صلاة ، لا نسك ، لا عبادة . وعندما تكتشف هذه الحقيقة المفزعة ، وترى وتتأكد إنه ليس لك نصيب في السماء، وأنك لست من المقبولين المكتوبة أسماؤهم في سفر الحياة، وتتمنى أن تغطيك الجبال وتنشق الأرض عليك.

توجد آية في سفر المزاميرتقول : « أتبع أعدائي فأدركهم ولا أعود حتی أفتيهم » ( مز ۱۸ : ۳۷ ) ، في ضوء العهد الجديد أرجو أن تقولوها هكذا : اجري وراء عدوي حتى أفني العداوة من قلبه ، ولو استدعى الأمر أن أقبل قدمه ، ولا أعود إلا بقلب مفتوح ونفس فيها سلام ولا أحمل حقداً على إنسان!

الأيام شريرة ، وهي ليست في يد أي واحد منا ، في لحظة تؤخذ منك ، وعندئذ لا تستطيع أن تلوم الرب ، فهو سبق وأن وعَّاك ، سبق وأن أنذرك ، سبق وأن حثك كثيراً على السهر والصلاة.

الرب الآن واقف مستعد ، لديه الذهب المصفى ، الذي هو الحكمة الإلهية ، الذي بمجرد ما تقتنيه يُحكَّمك ويعرفك الصح من الخطأ ، يُخلصك من الزيف الذي زيفته على نفسك ، ومن ظنك أنك تعلم كل شيء ، غير عالم إنك أنت الفقير والبائس والعريان . اعلم أنك لست مدعوا لتغير الناس ، ولكن لتغير نفسك أولاً.

قبل ما تبحث أن تغطي عورة غيرك ، غط أولاً عورتك ، وقبل ما تُعلم الناس أن يكونوا أطهاراً ؛ طهر أولاً نجاسات نفسك وعينك وقلبك وإرادتك. 

فاصل

من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى