لن تطفئ نور الشمس

قصة

تعلن إحدى شركات إطفاء الحرائق عن احتياجها إلى تطوع رجال إطفاء يكونون من الأبطال، وذلك ليس لإطفاء حرائق الغابات، ولا للسيطرة على نيران حقول النفط أو الغاز، بل هناك دعوة شديدة لإطفاء أكبر حریق کونی- لإطفاء نار الشمس !! بعلة تخفيف درجة حرارة الأرض!! وتقدم الشركة لكل واحد من هؤلاء الأبطال مطفأته الخاصة، البعض بخراطيم المياة، والبعض برش غازات, وآخرين بنشر الرمال.
 العجيب إن كل رجل من هؤلاء الأبطال بعد عودته من إنتهاء مهمته بشجاعة يقول: نعم إستطعت أن  أطفيء جزءا من لهيب الشمس !!! وها هي مطفأتی تشهد على ذلك، إذ هي فارغة وكادت تذوب، وآخر يصرح: نعم سنواصل العمل بكل ما بوسعنا حتى لو اضطررنا لسحب مياة المحيطات وتوصيلها بمركبات فضائية مهما كلفنا ذلك !!!

قد تبدو هذه القصة من عالم الخيال !! لكنها الحقيقة التي تحدث كل يوم فی عالمنا!!!. الشيطان جند كثيرين لكى يحاولوا أن يطفئوا حقيقة لاهوت السيد المسيح!!! وأعطى (ابليس) كل واحد مطفأته التي تناسبه، البعض برمال الشك، وآخرين بمطافئ الرغوة (المرغي أي ثرثرة الكلام) مدعين أن الله لا يمكن أن يتجسد، والبعض الآخر بمطفأة أكاسيد الكربون وأكاذيب الكرتون قائلين: أن المسيح لم يصلب، وآخرين بمياه رش, ورشق فكرة أنه لا يمكن الله أن يموت!!!! وأخيراً مطفاءة القرن الواحد والعشرين (بال توك- شات…..) كل هذا ظنا منهم أنهم يطفئون الحقيقة، لكن هل سينجحون؟

هذا موضوعنا اليوم لنعرف الحقيقة..

إليكم بعض الآيات التي يستخدمها الهراطقة (رجال المطافئ المحاولين إطفاء الشمس) 

“فَبَعْدَ مَا صَامَ أَرْبَعِينَ نَهَارًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً، جَاعَ أَخِيرًا.” (مت 2:4).

” لَوْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي لَكُنْتُمْ تَفْرَحُونَ لأَنِّي قُلْتُ أَمْضِي إِلَى الآبِ، لأَنَّ أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي” (يو 28:14 ).

“وَأَمَّا ذلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ فَلاَ يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ، وَلاَ الْمَلاَئِكَةُ الَّذِينَ فِي السَّمَاءِ، وَلاَ الابْنُ، إِلاَّ الآبُ.” (مر 32:13).

” ونحو الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت عظيم قائلاً: إيلي إيلي لما شبقتنی (أي: إلهي إلهي لماذا تركتني؟)” (مت 46:27 ).

“يعرفوك أنت الإلة الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلتة” (يو 3:17).

“ثم تقدم قليلاً وخر على وجهه وكان يصلي قائلاً: يا أبتاه إن أمكن فلتعبر عنى هذه الكأس ولكن ليس كما أريد أنا بل كما تريد أنت” (مت 39:26 ).

 “وهذه هي الحياة الأبدية: أن يعرفوك أنت الإله الحقيقى وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته” (يو 3:17).

هكذا نسمع البعض مشككين في أن المسيح أقل من الله، فهو يجوع ويتالم ويصوم ويصلي و… الخ. كيف تجسد أبن الله؟ كيف يموت معطى الحياة؟… الخ –

وكثير من الأسئلة نحاول الإجابة عليها في الصفات التالية

– كيف تجسد؟ 

الروح القدس طهر مستودع العذراء  المولود منها بلا خطية,  وأتم المعجزة بدون زرع بشر وتكون الجنين منذ لحظة بشارة الملاك للعذراء: “الروح القدس يحل عليك، وقوة العلى تظلك، فلذلك أيضا القدوس المولود منك يُدعى ابن الله (لو 35:1 ).
وقالت العذراء: “هوذا أنا أمة الرب. ليكن لى كقولك” (لو 38:1 )

كيف يموت معطى الحياة ؟! 

العجيب في شخصية السيد المسيح أنه كان ميتاً وحياً في نفس الوقت… كيف؟

بحسب إنسانيته كان ميتاً، وفي نفس الوقت حياً بحسب لاهوته، فهو ميت وحى في آن واحد… مات حقاً بحسب الجسد, وفي نفس الوقت لم يمت بحسب لاهوته، لذلك هذا اللاهوت الحي هو الذي أقام الناسوت في فجر يوم الأحد.

وهنا شك الشيطان في ألوهية السيد المسيح، وقدرته أن ينتصر على الموت، لأنه كيف وهو الله لا يعرف اليوم ولا الساعة، ويجوع ويعطش… الخ، فأتم مؤامرة الصلب ونسی الشيطان أن السيد المسيح كان يتكلم في هذه الأمور بحسب إنسانيته ليؤكد ناسوته، إذ أخلی ذاته وأخذ صورة عيد “وإذ وجد في الهيئة كإنسان، وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب” (في8:2).

طبيعة المسيح

 لماذا كان السيد المسيح يتكلم أحيانا بلغة الناسوت وأخرى بلغة اللاهوت؟ 

للإجابة على هذا السؤال نطرح هذا المثال التوضيحي:

 هناك قائد كبير في الجيش له مكانته الرفيعة ووضعه الخاص، لكنه قرر ترك كل هذا وينزل يتعایش مع العساكر، يأكل مثلما يأكلون ويمارس تمارينهم وحياتهم بكل ما فيها ليشعر باحتياجاتهم, ويعلمهم بسلوكه المنضبط.

 والسؤال الآن: هل يمكننا أن نقول له لا يمكنك أو لا تقدر على هذا التنازل لأنك القائد والآمر الناهي، ما الذي يمنع أن يأخذ مثل هذا السلوك المتواضع وهدفه نبيل وهو أن يشعر بالعساكر ويتلامس مع احتياجاتهم, ويقدم لهم قدوة بنفسه في التمارين والانضباط في الحياة.

وهكذا سمح القائد ذو المكانة الرفيعة لضابط بسيط أن يكون له سلطان عليها ولفترة محدودة, وبإرادته لأنه قرر أن يشابه العساكر في كل شيء حتى في الخضوع والعمل وطبيعة الحياة التي يحيونها، إنه قائد متواضع. وهنا يستطيع هذا القائد أن يتكلم مع هذا الضابط بطريقتان مختلفتان تماماً: الأولى بصفته قائد الجيش كله، والثانية بصفته عسکری عادی كمثل باقي العساکر.

نحن نؤمن أن السيد المسح هو الله الظاهر في الجسد, وبذلك تكون له كل صفات الله، كما نؤمن أنه تجسد وأخذ طبيعتنا الإنسانية كاملة، ماعدا الخطية وحدها, لذلك فهو كإنسان له كل صفات الإنسان (ما عدا الخطية وحدها). 

 فعندما يقول في (مر 32:13 ) إنه لا يعلم الساعة الأخيرة، يتكلم هنا بحسب إنسانيته، إذ هو بإعتباره الحكمة يعرف كل شيء، ولكن لكي  يظهر الناحية الإنسانية، إذ أن عدم المعرفة خاص بالبشر، وأنه قد لبس الجسد الذي لا يعرف بعض الحقائق، والذي بوجوده فيه قال بحسب الجسد: (لا أعرف)، لأنه لا يعرف بالجسد رغم أنه يعرف ككلمة الله.

يرى القديس أغسطينوس أن السيد المسيح لا يجهل اليوم، إنما يعلن أنه لا يعرفه، إذ لا يعرفه معرفة من يبيح بالأمر. لعله يقصد بذلك ما يعلنه أحيانًا مدرس حين يُسأل عن أسئلة الامتحانات التي وضعها فيجيب أنه لا يعرف بمعنى عدم إمكانيته أن يُعلن ما قد وضعه.

كما يقول: [قيل هذا بمعنى أن البشر لا يعرفونها بواسطة الابن، وليس أنه هو نفسه لا يعرفها، وذلك بنفس التعبير كالقول: “لأن الرب إلهكم يمتحنكم لكي يعلم“ (تث 13: 3)، بمعنى أنه يجعلكم تعلمون. وكالقول: “قم يا رب” (مز 3: 7)، بمعنى “اجعلنا أن نقوم”، هكذا عندما يُقال أن الابن لا يعرف هذا اليوم فذلك ليس لأنه لا يعرفه وإنما لا يظهره لنا.

كما أنه صار إنسانا فهو لذلك يجوع ويعطش ويتألم مع الناس، ويصلى ويبكى ويتألم… الخ

هكذا السيد المسيح (مع فارق التشبيه)، يمكنه أن يتحدث بصفته الإنسانية أو اللاهوتية كما يريد في كل موقف لتنفيذ خطته الإلهية لخلاص البشر، فننسب أعمال الجسد إلى الإنسان كله ومشاعر النفس إلى الإنسان كله, ولكن المفهوم أن الذي قام بأعمال النوم والأكل..الخ هو الجسد, وكذلك كل ما يفعله المسيح كان ينسب إليه كله وليس إلى لاهوته وحده أو إلى ناسوته وحده. وعلى هذا المقياس يمكنك فهم أسلوب حوار وتعامل السيد المسيح طول فترة وجوده على الأرض. (اللاهوت المتحد بالناسوت).

هل كان المسيح موجوداً قبل أن يولد من العذراء؟ 

نعم… فهو كإله كائن منذ الأزل أي أنه لم يكن لوجوده بداية, ولكنه كان في طبيعته اللاهوتية روح تملأ كل مكان دون أن يكون له جسد مثلنا، والدليل على ذلك أن السيد المسيح يقول: “قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن” (يو(58:8)

 هل كان يملأ كل مكان أيضاً وهو في بطن السيدة العذراء؟ وكيف؟

 نعم… ولكن كيف؟ بالبرغم من اتحاد لاهوته بناسوته فإن هذا  الناسوت لا يستطيع أن يحد لاهوته الغير المحدود.
مثال: اللمبة الكهربائية التي ينبعث منها الضوء، هل نستطيع أن نقول أن الغلاف الزجاجي (والذي قد يمثل الناسوت)، يمكنه أن يمنع الضوء (الذي يمثل اللاهوت)، من الانتشار في كل مكان.. بالطبع لا.

 

 هل كان معروفاً بأمر میلاد السيد المسيح من قبل؟

منذ أن سقط آدم وعده الله بالمخلص, وظلت البشرية ادم وحواءتنتظره، وهناك العديد من الأنبياء تنبأوا بذلك: منهم أشعياء النبي الذي قال: “ها العذراء تحبل وتلد ابناً وتدعو اسمه عمانوئيل” (أش 14:7 ).

 هل لله إين؟ وما هو الفرق بين بنوة الإبن لللاب وبين بنوتنا نحن لله؟

المسيح ابن الله لا يعني أن الله اتخذ زوجة، لأن الله ليس إنسانا مثلنا، بل يقول الكتاب المقدس: أن “الله روح” فبنوة المسيح هي بنوة روحية ليست مادية أو جسدية.

أمثلة للبنوة غير الجسدية: بنت النيل – بنت شفة – بنات أفكاري – أبناء مصر – أبناء هذا الدهر – إين 20 سنة… إلخ.

مثال: خروج الفكرة من العقل (البابا أثناسيوس) كما أن لا يمكن أن يكون هناك عقل بدون فكر كذلك لا يمكن أن يكون هناك فكر بدون عقل, فوجود العقل يعني وجود الفكر أيضاً, فلا يسبق وجود أحدهما الآخر. وكما أن الفكر يخرج من العقل دون أن يتركه أو ينفصل عنه, فميلاد الفكر من العقل مستمر لا يتوقف.. هكذا میلاد الكلمة الأبن من الآب قبل كل الدهور فهو منذ الأزل مثل الأب والروح القدس وليس أقل منهما في الجوهر, فهو مساوى لهما فی الجوهر. وهناك إتحاد بينهم بدون إنفصال، هذه هي بنوة الإبن الله الآب بنوة بالطبيعة, لأنه من نفس طبيعة وجوهر الأب، هذه الولادة مثل ولادة الشعاع من النور بنفس طبيعته وجوهره.

أما بنوتنا نحن فهی بنوة بالتبني، وهي بنوة مكتسبة بسبب التجسد ولسيت أصيلة “وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطان أن يصيروا أولاد الله” (يو 12:1 )

لذلك نحن في لحن (أومونوجنيس) الذي يقال يوم الجمعة الكبيرة نقول فيه: “أيها الوحيد الجنس” لأنه الوحيد الذي له نفس طبيعة وجوهر الله الأب، لذلك لقب بالوحيد الجنس، وكل ولادة أخرى من الله هي ولادة بالتبني, وليس بحسب الطبيعة والجوهر .

 هل الله يمكنه أن يتجسد؟

إن الله قادر على كل شيء، منزه عن الخطية, ولكن ليس عن التجسد، ولأن الله قادر على كل شيء، فهو قادر على التجسد، حيث أن التجسد هو عمل من أعمال القوة, وليس عملاً من أعمال الضعف، إذ هو داخل في قدرة الله اللانهائية وغير المحدودة كما أن التجسد لم يغير طبيعة الله، لأن الإتحاد بين اللاهوت والناسوت كان بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير، كما نقول في التسبحة: “لم يزل إلها أتى وصار ابن بشر لكنه هو الإله الحقيقي أتي وخلصنا” (ثيؤطوكية الخميس).

 لماذا ولد من غير أب؟

معروف أن الأب يهب الوجود والأم تعطى الجسد، أي التجسدكائن حي موجود على الأرض أيا كان سواء حيوان أو إنسان أو نبات يحتاج إلى أب وأم، فالنبات يحتاج إلى “البذرة (الأب)، “الأرض” (الأم). الوحيد الذي كان موجوداً وكائناً وليس له جسد هو الله، لذلك احتاج أماً تعطى له جسداً، ولكنه لم يكن محتاجا إلى أب يهبه الوجود, لأنه كان موجوداً وكائناً قبل كل الدهور.

 هل كان ممكنا أن يحضر السيد المسيح جسداً له من السماء ولا يحتاج لهذا الجسد؟

كان ممكناً, ولكنه لو حدث ذلك لأصبح من طبيعة أخرى غير طبيعتنا البشرية، وكان لا يستطيع أن يخلصنا على الصليب, لأنه ليس ابن الإنسان، فالفداء يجب أن يتم عن طريق الإنسان، ليفدى الإنسان الذي أخطأ، فيلزم نفس الطبيعة، ولأن اللاهوت لا يموت لذلك كان لابد أن يأخذ جسداً قابلاً للموت، لذلك وجب تجسد الإبن الوحيد، وكان يجب أن يكون كائناً غير محدود وبلا خطية، ذو طبيعة بشرية وطبيعة قابلة للموت، من يكون هذا الكائن غير الله المتجسد.

 لماذا كان السيد المسيح يلقب نفسه بابن الإنسان؟

هل في هذا عدم إعتراف منه بلاهوته؟ ولماذا لم يقل إنه ابن الله؟ هل هذا يدل على أن المسيح إنسان فقط؟

(في معجزة شفاء المولود أعمى في يو 35:9 -37) عندما سمع ربنا يسوع أنهم أخرجوه خارج المجمع قال له: “أتؤمن بابن الله؟ أجاب: من هو يا سيد لأومن به؟ فقال له يسوع: قد رأيته والذي يتكلم معك هو هو. فقال: أومن يا سيد. وسجد له.

إذن هنا كلام صریح من ربنا يسوع أنه هو ابن الله، ولكن كان لقب ابن الإنسان هو اللقب المفضل لدى ربنا يسوع المسيح، وهو الذي أطلقه على نفسه ولم يطلقه عليه أحد، لأنه كان يؤكد دائما أنه المسيح بكل صفاته كإله متجسد، والذي فيه يحل كل ملء اللاهوت جسدياً، فهو الله الظاهر في الجسد.

 هل يمكن لله أن يموت؟

حين جاء السيد المسيح كلمة الله إلى أرضنا، إتخذ جسداً وصارت له الطبيعة البشرية إلى جانب طبيعته الإلهية، لم يكن يحتاج كإله إلى جسد، ولكنه صار لحماً ودماً ليشاركنا طبيعتنا ويستطيع أن ينوب عنا في عملية الفداء، وعندما مات على الصليب من أجل خطايانا، سكتت الحياة في جسده وبقيت روحه حية دون أن تفقد شيئا من طبيعتها وقدرتها، وهذا يعني بكل بساطة أن السيد المسيح كان حياً حتى وهو ميت، بمعنى أنه كان ميتاً بالجسد الإنساني, ولكنه حي بلاهوته، وهذا اللاهوت الحي الذي لا يموت هو الذي أقام الجسد المسجى في القبر.

سلطان المسيح كإله على كل شئ

سلطان على الأعمال – الأقوال
(السيد المسيح)
الشاهد العهد القديم
(الله)
الجماد إشباع الجموع مر 6: 35-42 عصا موسى
النبات لعن التينة   مت 21: 18-22   اليقطينة
الحيوان دخول الشياطين في الخنازير – صيد الأسماك بكثرة  لو 8: 33  حوت يونان
الإنسان شفاء المرضى – إقامة الموتى مت 11: 2-5 إقامة ابن المرأة الشونمية
الطبيعة تهدئة البحر والرياح مر 4: 37-39  شق البحر الأحمر
الأفكار  يعلم أفكار الفريسي لو 7 :39-40 فاحص القلوب والكلى هو الله البار

من المسابقة الدراسية – مرحلة ثانوي –  مهرجان الكرازة 2011

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى