تفسير سفر إشعياء ١٧ للقس أنطونيوس فكري
الإصحاح السابع عشر
هنا نجد نبوة على دمشق وإسرائيل لأنهما تحالفا معاً وكانا يداً واحدة ضد يهوذا. فشركاء الخطية صاروا شركاء الخراب. وسبب الخراب واضح في آية (10) “لأنك نسيت إله خلاصك”. فالله يؤدب إسرائيل كما يؤدب موأب وكما يؤدب دمشق. فليس عند لله محاباة فالله يحاكم ويدين الكل سواء المؤمنين به أو غير المؤمنين به فهو إله الكل. والله يؤدب إسرائيل هنا لتحالفها مع دمشق ضد يهوذا متكلين علي فرعون لذلك سمح الله لملك أشور أن يؤدبهما. وقد خربت دمشق عدة مرات تاريخيا. مرتين علي يد أشور ثم الكلدانيين ثم الفرس ثم اليونان وهكذا تحقق الوحي.
آيات (1، 2) وحي من جهة دمشق هوذا دمشق تزال من بين المدن و تكون رجمة ردم.مدن عروعير متروكة تكون للقطعان فتربض و ليس من يخيف.
رجمة ردم = حدث هذا أيام تغلث فلاسر. عروعير = تم شرحها كما سبق. كانت هناك عدة مدن باسم عروعير. وعروعير هنا ليست التي في موآب. بل هي في جلعاد بالقرب من ربة عمون. ويشير إسم عروعير للمدن الخربة المهجور ة المتروكة للرعي بلا سكان.
آية (3) و يزول الحصن من افرايم و الملك من دمشق و بقية أرام فتصير كمجد بني إسرائيل يقول رب الجنود.
كما إقترن أسم إسرائيل ودمشق في الشر هكذا كما سيزول مجد هذه سيزول مجد تلك. وروحياً فالشرير يفقد مجده الداخلي. الحصن = أي المدن الحصينة ستفقد حصانتها. وهكذا الشرير سيفقد حمآية الله له.
آية (4) و يكون في ذلك اليوم أن مجد يعقوب يذل و سمانة لحمه تهزل.
سمانة لحمة تهزل = حينما تنقل أشور سكان إسرائيل إلي أشور بالإضافة للجوع والذل والوحوش. ولكن لاحظ أن هناك بقية وكل شرير يفقد قوته.
آيات (5،6) و يكون كجمع الحصادين الزرع و ذراعه تحصد السنابل و يكون كمن يلقط سنابل في وادي رفايم.و تبقى فيه خصاصة كنفض زيتونة حبتان أو ثلاث في رأس الفرع و أربع أو خمس في أفنان المثمرة يقول الرب اله إسرائيل.
الحبات القليلة المتبقية في الفروع إشارة للبقية التي يتولي الله دائماً إنقاذها. وادي رفايم = مشهور بزراعة الحبوب الخصبة وفيه ضرب داود الفلسطنينين ضربة عظيمة فصار الوادي مثلاً لسببين، حصاد الحبوب وكثرة القتلى الذين وقعوا فيه بالسيف كما تقع السنابل تحت أيدي الحصادين وتكون بقية لإسرائيل قليلة كالسنابل القليلة التي يلتقطها الفقراء وراء الحصادين. وتشير الآية لأن عدو إسرائيل سيستولي علي غلاتهم وثمارهم ويكونوا هم كفقراء لايتبقي لهم نصيب إلا كنصيب من يلتقط وراء الحصادين. وهكذا كل شرير يفقد بركاته ويكون بلا ثمار.
آية (7) في ذلك اليوم يلتفت الإنسان إلى صانعه و تنظر عيناه إلى قدوس إسرائيل.
نتيجة طيبة للتأديبيات الإلهية التي جرت علي إسرائيل.
آية (8) و لا يلتفت إلى المذابح صنعة يديه و لا ينظر إلى ما صنعته أصابعه السواري و الشمسات.
السواري = تماثيل خشبية لعشتاروت آلهة الفينيقيين، الشمسات = عبادة الشمس وهي عبادات فيها دعارة وفجور.
آية (9) في ذلك اليوم تصير مدنه الحصينة كالردم في الغاب و الشوامخ التي تركوها من وجه بني إسرائيل فصارت خرابا.
كما ترك الكنعانيون مدنهم خربة أمام بني إسرائيل هكذا سيترك بني إسرائيل مدنهم خربة أمام أعدائهم في هذه الضربة.
آيات (10 ، 11) لأنك نسيتي اله خلاصك و لم تذكري صخرة حصنك لذلك تغرسين أغراسا نزهة و تنصبين نصبة غريبة. يوم غرسك تسيجينها و في الصباح تجعلين زرعك يزهر و لكن يهرب الحصيد في يوم الضربة المهلكة و الكآبة العديمة الرجاء.
حينما نسيت الله ماذا فعلت غرست أغراساً نزهة ونصبت نصبة غريبة = أي أنواع عبادة غريبة وثنية علي المرتفعات. وفي (11) نجد أن كل هذا بلا فائدة.
آيات (12-14) آه ضجيج شعوب كثيرة تضج كضجيج البحر و هدير قبائل تهدر كهدير مياه غزيرة. قبائل تهدر كهدير مياه كثيرة و لكنه ينتهرها فتهرب بعيدا و تطرد كعصافة الجبال أمام الريح و كالجل أما الزوبعة. في وقت المساء إذا رعب قبل الصبح ليسوا هم. هذا نصيب ناهبينا و حظ سالبينا
نري هنا جزاء من يخرب شعب الله، هم أعداء أقوياء حقا وكهدير البحر ولكن إذ ينتهرهم الله يصيروا كعصافة في الهواء. ومن يختفي في الرب يصير عدوه القوي مهما كان جباراً كلا شيء. ضجيج = أمتاز الأشوريون بالضجيج وهذا فيه إشارة لكثرة عددهم. في وقت المساء = فقد مات 185.000 ليلاً قبل الصبح. كالجل = أي الأشياء الخفيفة كالعصافه. هذه الآيات تشير لاندحار أعداء شعب الله كأشور أو حرب في نهآية الأيام أو اندحار الشياطين.
تفسير إشعياء 16 | تفسير سفر إشعياء القمص أنطونيوس فكري |
تفسير إشعياء 18 |
تفسير العهد القديم |