تفسير سفر عزرا – المقدمة للقس أنطونيوس فكري

مقدمة

الأسفار التاريخية في فترة ما بعد السبي (مملكة فارس)

عزرا- نحميا- استير

بسبب خطاياهم سقط شعب الله في سبي بابل. وأخذ ملك بابل شعب اليهود وأسكنهم في مستعمرات في مملكة بابل مثل ]تل ابيب حز 15:3، تل ملح وتل حرشا عز 59:2، كسفيا عز 17:8[ وكان لهم بعض الراحة والحرية هناك فبنوا بيوتا وغرسوا جنات (أر5:29) وإقتنوا عبيداً وإماء (عز65:2) وبعضهم جمعوا مالآ وفيراً (عز65:2،69) + (زك10:6، 11). ولكن بعضهم إحتمل كثيراً من الأتعاب ومشقات العبودية وكان هذا للأغلبية.

وفي زمان السبي توقفت خدمة العبادة لأن بيت الله في أورشليم كان خرباً. وارض بابل التي كانوا ساكنين فيها نجسة (عا 17:7). وهم بحكم الناموس لا يمكنهم إقامة هيكل لله خارجاً عن أورشليم. لكنهم إستمروا في حفظ السبت وممارسة الختان.

من نهاية سفر أخبار الأيام الثاني إلي بداءة سفر عزرا. وهي المدة من خراب الهيكل وخراب أورشليم حتي العودة من السبي بإذن من الملك كورش مدة 50سنة.

وإنتهي السبي لما سقطت مملكة بابل بيد كورش ملك فارس. وكان كورش ملكاً كريماً شجاعاً. وقد زاد تقديره لليهود ولإلههم يهوة بسبب حادثة دانيال مع الأسود التي لم تؤذه، ويقال إن دانيال أري كورش النبوات الخاصة به والتي تذكره بالاسم (أش 45، 44) ونبوات أرمياء الخاصة بمدة السبي وسقوط مملكة بابل. فإعتبر كورش هذه النبوات دعوة له لإطلاق اليهود (عز2:1) فمن فوائد السبي أن هؤلاء الوثنيون عرفوا يهوة.

والذين رجعوا من السبي لم يفقدوا رعوية ملك فارس بل ظلوا خاضعين له وكان هناك والِ من قبل ملك فارس يحكم أورشليم وما هو جوارها. وكانت أحوال الشعب في فترة ما بعد السبي صعبة جداً. فكان حولهم أعداء مقاومون يغتنمون كل فرصة ليشتكوا الشعب للحكومة. وكان عليهم أن يؤدوا الجزية والخراج للملك (عز 24:7= نح 4:5) مع المطلوب منهم محاكم المكان. وكان أكثرهم فقراء وأرضهم غير مخصبة فإلتزم بعضهم أن يستدينوا من أخوتهم (نح 3:5، 4). ومن جهة أخري سمح كورش بالحرية الدينية للشعب فسمح لهم ببناء الهيكل وإقامة مذبح وتقديم ذبائح حسب ما يقضي به الناموس وشريعة إلههم.

تميزت عبادة اليهود بعد السبي عما كانت قبله في أنهم تركوا عبادة الأوثان تماماً وزاد إعتبارهم للناموس والفرائض الدينية ربما لأن إتحادهم الشعبي كان بالفرائض الدينية إذ لم يكن لهم ملك. المهم أنهم استفادوا من ضربة السبي فقد كانت عبادتهم للأوثان وإهمالهم للعبادة بل إستهتارهم بها سبب كل الآلام التي لحقت بهم.

لقد عاد اليهود من السبي ولكن كان التاج قد سقط عن رؤوسهم فقد رجعوا بلا ملك. حقاً لقد زال عنهم نير السبي وتحسنت حالتهم ومظهرهم العام عمّا كانوا عليه أثناء السبي ولكن كانوا اقل بكثير عمّا كانوا عليه قبلاً. لقد عادت العظام الميتة ولكن في صورة خادم أو عبد لملك فارس، لقد زال النير ولكن هناك بعض الآثار له ما زالت في رقابهم.

 كان أنبياء ما بعد السبي قليلين (حجي وزكريا وملاخي). ولم يكن للشعب ملك وكان هذا إنتظاراً للملك الحقيقي والنبي العظيم، المسيح المنتظر.

 اسفار عزرا ونحميا وإستير تجري أحداثها في سنوات خضوع الشعب لحكم ملوك فارس المختلفين. لذلك لابد من أن نستعرض سريعاً ملخص مختصر لملوك فارس لنفهم أحداث الأسفار المقدسة.

 مملكة مادى وفارس: الماديون هم نسل مادي بن يافث (تك 2:10). وإتحد الماديون والفرس في مملكة واحدة بواسطة كورش الملك. وعواصم المملكة المعروفة برسبوليس (2مك 2:9) وشوشن (سوسا)نح 1:1= إس 2:1 واكبتانا (أحمثا) عز 2:6) وقد حكمت مملكة مادي وفارس شعب إسرائيل 207سنة من سنة 536 ق. م حين عاد الشعب لأورشليم وحتي سنة 332 حين إحتل الإسكندر كل أملاك مادي وفارس. وكان اليهود خاضعين كجزء من ولاية عبر النهر لوالي يعينه ملك فارس ليحكم اليهود/ سوريا/ فلسطين/ فينيقية/ قبرص.

 

ملوك الفرس:

1-  كورش: هو مؤسس دولة مادي وفارس. أصدر نداء بعودة الشعب لأورشليم سنة 536 ق. م (عز 2:1) فعاد الشعب وبدأوا في بناء الهيكل (عز 8:3-13) وكان ذلك سنة 535 ق. م. وبدأت مقاومة الأعداء (عز5:4) وتوفي كورش سنة 529 ق. م.

2-  قمبيز (أرتحشستا): هو ابن كورش وملك بعد وفاة كورش. وقد نجح الوشاة في إقناع الملك بوقف العمل في بناء المدينة والهيكل فأصدر أمراً بذلك (عز17:4-25) وظل العمل متوقفاً طوال مدة حكم هذا الملك وتوفي سنة 522 ق. م. أثناء حربه في مصر.

3-  داريوس هستاسب: كان لكورش ولدان قمبيز وسمردس. وذهب قمبيز ليحارب مصر وتولي أخوه سمردس الحكم أثناء غيابه. وجاء محتال يشبه سمردس وتملك بدلاً منه 7 شهور. ومات قمبيز في أثناء عودته من حملته علي مصر فجاء داريوس هستاسب هذا وكان صهراً لكورش وقتل هذا المحتال وملك هو علي العرش. وإغتني هذا الملك جداً وأمتد ملكه من الهند حتي الأرخبيل الإفريقي وحتي نهر الدانوب. وهو إستولي علي العرش سنة 521 ق. م. وفي أيامه بدأ البنيان حجي وزكريا يحثان الشعب للعمل في بناء الهيكل (عز 24:4). وقد حكم 36 سنة ومات سنة 486 ق. م.

4-  زركسيس الأول (أحشويرش): هو زوج إستير. ظل يجمع جيشا لمدة 4 سنين حتي صار جيشا عظيما قوامه نحو 2. 5 مليون جندي. وكان هذا العدد الضخم سبب في هزيمته حين حاول غزو اليونان وهُزم في معركة سلاميس سنة 480 (سبب الهزيمة أن الأوامر لا تصل للجند بسهولة) وكان ملكاً مستهتراً واٌغتيل سنة 465 ق. م.

5-  ارتحشستا لو نجيمانوس: أي طويل اليد. وهذا لاطف اليهود وسمح لعزرا بأن يعود بعدد من اليهود إلي أورشليم وسمح لنحميا بإعادة بناء أسوار المدينة (عز 11:7-13)+(نح 1:2-10). وتوفي سنة 424. وفي عهده سنة 457 صدر الأمر بإعادة أورشليم (دا 25:9)

6-  ثم تعاقب علي العرش عدد من الملوك كان أخرهم داريوس قدما نوس الذي تغلب عليه الإسكندر الأكبر سنة 331 ق. م. لتبدأ الإمبراطورية اليونانية حكم معظم العالم.

مقدمة في سفر عزرا

من هو عزرا

1-  هو عزرا بن سرايا من نسل هارون. إذاً هو كاهن. وهو كاتب ماهر في شريعة الرب وكان عمله ككاهن يقدم ذبائح معطل لأنهم في أرض السبي، فإهتم بدراسة الشريعة التي أحبها من كل قلبه وهيأ نفسه ليعلمها لشعبه. وسمي الكاتب لشهرته ومهارته في هذه الخدمة وهذا العمل. وكاتب لا تعني أنه ينسخ فقط الكتب المقدسة بل هو دارس لها يفسر ويشرح هذه الكتب. وهكذا كان الكتبة حتي أيام المسيح خبراء ودارسين للشريعة ولكن للأسف بسبب خطاياهم صار اسم الكاتب اسماً سيئاً “ويل لكم أيها الكتبة” وكان من يعرف الكتابة في القديم قليلين لذلك كان الكاتب يعتبر عالماً ومتقدماً بين الشعب. وكان عزرا كاتب ماهر (عز 6:7) أي ينسخ الناموس ويفسره ويعلمه (راجع2صم 17:8+ 2مل 18:18).

2-   الشخصيات الأساسية في هذه الفترة هم:

أ‌-   زربابل أو شيشبصر: وهذا كان واليا علي اليهود وهو الذي عاد بعدد 42. 000 منهم إلي أورشليم بإذن من كورش الملك سنة 536 ق. م. وعاد معه يهوشع الكاهن.

ب‌-  يهوشع بن يوصاداق: رئيس الكهنة الذي عمل مع زربابل علي إعادة بناء الهيكل.

ج- عزرا الكاتب: كان له تفويض بتنفيذ الشريعة وعقاب من يخالف الشريعة وله سلطة الإصلاح فعزل الوثنيات عن الشعب. ولكنه لم يحكم كوالي.

د- نحميا: هذا كان معيناً كوالٍ علي اليهود. وقد تزامن وجود نحميا مع عزرا في نفس الوقت في أثناء فترة ملك ارتحشستا لونجيمانوس. ولكن كان لكل منهما عمله.

3-   وظيفة عزرا الكاتب:

أ‌-   إعادة الشعب اليهودي كشعب له شريعة الله تحكمه. وهو وضع للشعب قوانين تحكمه بحسب ناموس موسي والأنبياء فهو كان مُفوضاً من ملك فارس بصلاحيات خاصة بذلك والصورة التي أعادها عزرا للشعب إستمرت حتي أيام المسيح.

ب‌-  ترتيب وتجميع الأسفار المقدسة. خصوصاً بعد أن ضاع كل شئ خلال السبي.

4-   عزرا والكتاب المقدس:

أ‌-   أعاد عزرا تجميع كل الكتاب المقدس (العهد القديم) واليهود والمسيحيين ينسبون له هذا الفضل. وهذا رأي كثير من الأباء أن عزرا هو الذي جمع أسفار العهد القديم مثل باسيليوس وترتليانوس وإيريناوس وغيرهم.

ب‌- هو جمع الأسفار وحذف ما هو غير قانوني وقسم الأسفار إلي 3 أقسام هي الناموس والأنبياء والكتب المقدسة (هاجيوجرافا). وإلي هذا التقسيم أشار السيد المسيح فقال ناموس موسي والأنبياء والمزامير، فكانت المزامير أول كتاب في قسم الكتب المقدسة ولشهرة المزامير سميت الكتب بالمزامير. (لو 44:24)

ج- عزرا الذي كتب سفره بإرشاد ووحي الروح القدس، وجمع الكتب القانونية بإرشاد الروح قام أيضاً بإرشاد الروح القدس بإضافة بعض الشروحات لما كان غامضاً مثل الإصحاح الأخير لسفر التثنية (+ تك 6:12+ 14:22+ 3:36+خر 35:15+ تث 12:2+11:3، 14+ أم 1:25). وهناك إضافات كثيرة توجد بين أقواس فهو كان يضيف ويشرح بوحي من الروح القدس.

د- هو أيضاً غير أسماء بعض الأماكن التي إشتهرت بأسماء جديدة وأزال الأسماء التي لم تعد تستخدم ليفهم الناس المعاصرين مثال : تك 14:14 كان لايش هو الإسم القديم للمنطقة التي سميت دان فيما بعد.

ه- هو جمع الأسفار المقدسة التي أستطاع أن يجمعها بعد السبي وقابلها بغاية الدقة وإعتمد النسخة الموجودة بين أيدينا الآن. وهو أضاف سفري أخبار الأيام والسفر المنسوب له أي سفر عزرا.

فهو صار كأثناسيوس الذي أعاد الدين لصحته بعد أن شوهه أريوس. وعزرا أعاد الكتاب المقدس بعد أن ضاع الكثير وأضاف الشعب الكثير من الأسفار المزورة.

5-  ولقد أحب الشعب عزرا لغيرته وتقواه. وإعتبروه في مقام موسي. بل هناك قول يهودي أن موسي لو لم يأخذ الناموس لكان عزرا هو الذي إستحق هذا عن جدارة.

6-   ينقسم سفر عزرا إلي قسمين:

أ‌-   رجوع بعض اليهود من بابل بقيادة زربابل وإقامة الخدمة الدينية في أورشليم وبناء الهيكل رغم مقاومة السامريين (ص 1- ص 6)

ب‌-  الخبر برجوع جماعة ثانية من المسبيين بقيادة عزرا وفصل النساء الوثنيات (ص 7-10)

7-  لغة هذا السفر هي اللغة الآرامية من (8:4- 18:6 + 12:7- 26) لأن في هذه الآيات خلاصة أوراق قانونية مختصة بالحكومة لأن اللغة الآرامية كانت اللغة الرسمية في المفاوضات السياسية بين مملكة فارس وعبر النهر أي ما كان إلي جهة الغرب من نهر الفرات. وباقي السفر كُتب باللغة العبرانية.

8-   كاتب السفر هو عزرا وهذا رأي اليهود والمسيحيين.

9-  هناك تشابه بين سفر عزرا وسفر أخبار الأيام فهويعتبر الطقوس الدينية والنظام والفرق الدينية كفرق الكهنة(18:6) وحفظ الأعياد (4:3، 19:6، 22) وآنية بيت الرب (7:1 –11) ويعتبر خدمة اللاويين (40:2+ 15:8-19+ 1:9+ 5:10) ويهتم عزرا بالأنساب كما يهتم بها كاتب سفري أخبار الأيام. ويري عزرا يد الرب في التاريخ ومجازاة الرب في كل ما يصيب الإنسان. وهذا إثبات أن كاتب سفر عزرا وكاتب سفري أخبار الأيام هو عزرا نفسه. بل أن الآيتين الأخيرتين من سفري أخبار الأيام والآيات الأولي من سفر عزرا تكاد تكون هي بعينها. وكأن سفر عزرا يكمل سفري الأيام.

10-أسفار عزرا ونحميا وإستير يعتبروا تحقيق لنبوات أرميا عن العودة من السبي من بابل. وهم يشرحون كيف تحقق وعد الله بالرجوع. وهما رمز لتحقيق نبوات سفر الرؤيا عن خروجنا ككنيسة من بابل هذا العالم.

11-تشبه لغة عزرا لغة دانيال لأنهما كان كلاهما في بابل وفي آخر زمان السبي. وفي كل منهما أجزاء باللغة الآرامية وفي كليهما ألفاظ فارسية.

12-معني اسم عزرا عون أو مساعدة وهذا هو دوره في مساعدة شعبه أن يعيد تذكيرهم بالشريعة التى نسوها.

13-نلاحظ أن الله يسمي نفسه إله إسرائيل وليس إله يهوذا. فالإنشقاق كان وضع استثنائي وقد عاد مع يهوذا كثير من أسباط إسرائيل (المملكة الشمالية) وعادوا كأمة واحدة.

14-عاد مع زربابل حوالي 42. 000 وعاد بعد حوالي 70 سنة مع عزرا 1700 فالله يوجه دعوته دائماً لأولاده بالرجوع لحضن الكنيسة ولكن من أراد أن يبقي خارجها فالله لا يرغمه علي العودة. الله يوجه الدعوة ومن يريد يرجع. ومن عاد مع عزرا أصحاب الساعة الحادية عشر.


 

مقدمة في سفر نحميا

1-  كان سفرا عزرا ونحميا سفراً واحداً بإسم عزرا في التوراة العبرانية. في السبعينية وفي الترجمة اللاتينية (الفولجاتا) وذلك حتي سنة 1563 م. ثم أنفصل الواحد عن الآخر في القرن السادس عشر بإسمي عزرا الأول وعزرا الثاني. ثم بإسمي عزرا ونحميا.

2-  هو أخر اسفار العهد القديم التاريخية فهو تكملة لتاريخ اليهود. ونجد في السفر أخبار تكملة أسوار أورشليم وتجديد وإصلاحات نحميا لأمور الشعب حسب الشريعة.

3-  كاتب السفر هو نحميا الذي كان مسبيا. ويدعي الترشاثا (9:8+1:10) وهي كلمة كلدانية تعني ساقي للملك إذ إختاره الملك ارتحشستا لونجيمانوس ليكون ساقياً له وهي وظيفة عظيمة عندهم للغاية. فالساقي يري وجه الملك دائماً ويحمل له الخمر الذي يطيب قلبه ويفرحه. وكان الساقي يطلب ما يريد من الملك وهو منشرح. وهكذا طلب الولاية علي أورشليم في وقت كهذا. وكان الساقي محل ثقة الملك فهو كان يقدم له الشراب والشراب ممكن أن يكون مسموماً (لذلك كان الساقي يتذوقه أولاً).

4-  كان نحميا غيوراً علي مدينة آبائه وطلب من الملك أن يذهب لإصلاح أسوارها فأرسله والياً علي أورشليم، ليبني أسوارها ويرتب أمور الولاية اليهودية. وكان ذهاب نحميا إلي أورشليم بعد صعود عزرا لأورشليم بثلاثة عشر عاماً. ولقد ترك نحميا كل نعيم قصر الملك الذي يتمتع به لأجل محبته لشعبه أولاً لله.

5-  لم تكن مهمة نحميا سهلة فقد ووجه بمقاومة شديدة من الأعداء الموآبيين والعمويين والسامريين وباقي الشعوب المجاورة. وكان الأعداء قد اغتصبوا الأرض بينما الشعب في السبي وبعد عودة الشعب خاف الأعداء أن يسترد الشعب أراضيه وأملاكه المغتصبة بل كانوا طامعين في الإستيلاء علي مزيد من الأراضي من الشعب لذلك خافوا من بناء أسوار أورشليم. وهؤلاء الأعداء لهم عداوة طبيعية مع شعب إسرائيل.

6-   أهتم نحميا بالعبادة وتلاوة سفر الشريعة. وكتابة عهد للإحتفاظ بوصايا الرب وقع عليه الرؤساء والكهنة واللاويين وكل الشعب.

7-  بعد أن تولي علي اليهود 12سنة (قارن 6:13، 7 مع 1:2-9) رجع إلي ارتحشستا ليقدم حساباً علي التفويض السابق ببناء السور والمدينة… الخ فكلفه أرتحشستا بأن يعود ثانيةً. وبذلك حصل علي تفويض ثانٍ بالولاية. وعاد ليحكم 14سنة بعد ذلك.

8-  في غياب نحميا زاد الشر في أورشليم فأهملوا السبت والتقدمات اليومية والعشور وتزوجوا بأجنبيات وثنيات. وعن هذه الفترة تنبأ ملاخي النبي. وبعد أن عاد نحميا لأورشليم ثانية بدأ إصلاحاته لإستئصال الشر من بينهم.

9-  شخصية نحميا شخصية رائعة ومضيئة في الكتاب المقدس ومثالاً لما ينبغي أن يكون عليه خدام الله. فهو في سبيه نجده مهتماً بحال شعبه وحال أورشليم ونجده باكياً مصلياً ليرفع الله غضبه عنهم ونجده يترك منصبه السامي في قصر الملك ويعرض نفسه للخطر ويذهب لأورشليم ليستنهض الهمم الفاترة، هو شخصية غيورة علي مجد الله وشخصيته قيادية. بني السور في أيام غير عابىء بمقاومات ومؤامرات الأعداء الخارجيين مصلحاً لأحوال شعبه، غير طالب حقه كوالي بل هو ينفق علي شعبه وهو في جهاده: يجاهد مع الله في صلاته ويجاهد مع الملك ويجاهد مع الشعب بإصلاح أحوالهم وتوحيدهم وتشجيعهم وجاهد ضد الأعداء. لذلك كلل الله عمله بالنجاح.

10-في فترة غيابه عُين نائبين له حناني وحنانيا ليحكموا أورشليم التي بنيت أسوارها.

11-في إختصار كان نحميا شخصاً عظيماً في إتكاله علي الرب وجهاده في خدمته وغيرته وشجاعته فكانت النعمة الإلهية التي ساندت جهاده فصار عمله ناجحاً.

12-نحميا يرمز للمسيح في أشياء عديدة.

أ‌-      هو ترك قصر الملك ليذهب لإخوته. والمسيح أخلي ذاته ليفتقد شعبه.

ب‌-  كان نحميا في قصر الملك لكن قلبه كان في أورشليم الخربة وهكذا كانت محبة المسيح لشعبه في الأرض.

ج‌- أشترك نحميا مع الشعب في العمل والبناء 23:4. ولم يثقل عليهم في الجزية بل أنفق هو عليهم. والمسيح يشترك معنا في آلامنا بل وفي كل عمل صالح.

د- شابه المسيح في غيرته علي الهيكل وتطهيره للهيكل ليكون بيت صلاة لا مغارة لصوص.

ه- هو أتي ليبني الأسوار المهدمة ليحمي شعبه والمسيح أتي ليبني الكنيسة ويحميها.

ح‌-   هو أتي ليعمر أورشليم الخربة والمسيح أتي ليعمر الكنيسة شعبه الذين كانوا في خراب هذا العالم الذي خُرب بالخطية.

و- مكث 3أيام ساكناً قبل أن يهب للعمل مشابهاً للمسيح الذي بقي 3أيام في القبر ساكناً قبل قيامته ليعطي حياة لكنيسته.

ز- وقف أمام معاندين ومقاومين، والمسيح وقف أمام الشيطان.

ع- هو بكت العظماء والرؤساء والمسيح بكت الكتبة والفريسيين.

ط- بكاء نحميا علي أورشليم يشبه بكاء السيد المسيح عليها.

ي- طهر الهيكل من طوبيا وطرده مثلما فعل السيد المسيح.


 مقدمة في سفر إستير

*المسرح التي تجري عليه حوادث سفر إستير يقع في قصر شوشن أو سوسا في عيلام. وشوشن هي إحدي العواصم الثلاثة للإمبراطورية الفارسية. وهو كأسفار دانيال وعزرا ونحميا يقدم لمحة عن تاريخ اليهود في بابل وفارس من وجهة نظر شخص صاحب نفوذ في القصر الملكي وخبير في تقاليده وممارساته.

*يُقال أن اسم إستير من أصل هندي قديم معناه ” سيدة صغيرة ” وإنتقل إلي الفارسية ليعني (كوكب) ويبدو أنها حملت هذا الإسم بعد أختيارها ملكة أما اسمها العبري فهو هدسة ويطلق علي شجرة الآس الجميلة. وربما صارت عادة عند اليهود من أيام السبي أن يتسمي الشخص بإسمين أحدهما يهودي والأخر أممي مثل يوحنا/مرقس، شاول/بولس، يسوع/يسطس.

*إستير يرجح أنها من سبط بنيامين وُلدت في أرض السبي وتبناها مردخاي ابن عمها ورباها في مدينة شوشن عاصمة فارس.

*هناك رأيان في كاتب هذا السفر. فقد جاء في التلمود أن كاتب هذا السفر هو المجمع العظيم الذي يرأسه عزرا. والقديس أغسطينوس يري أنه من وضع عزرا الكاتب. بينما يرجح الكثير من الآباء ما نادي به يوسيفوس المؤرخ اليهودي أنه من وضع مردخاي نفسه. ومن بين هؤلاء الأباء القديس إكليمنضس الإسكندري. وما يؤكد وجهة النظر الأخيرة أن كاتب السفر هو مردخاي نفسه الآية(20:9) وهي تنص علي أن مردخاي كتب هذه الأمور وأرسلها في رسائل إلي جميع اليهود في كل بلدان الملك أحشويرش. وهناك إثبات آخر فهذا السفر لم يذكر فيه اسم الله لأن كاتبه لم يفضل أن يتحدي مشاعر الملك وحاشيته، أو أن السفر كُتب في فترة كان من الخطر فيها ذكر إسم الرب (دا 7:6-17). ومن 2:10 نجد أن الأخبار سجلت في سجلات الحكومة وغالباً فكاتب السفر إستقي معلوماته من سجلات الحكومة أي من مستندات القصر الفارسي. والكاتب واضح أنه يهودي عاش في بلاد فارس وله إلمام تام بأسماء مستشاري الملك وتفاصيل القصر الملكي، كما إستخدم كلمات فارسية ويكتب بدقة عن تفاصيل خاصة بأثاثات القصر بشوشن فهو رأي القصر بنفسه وسجل هذه الأمور الدقيقة )وهذا القصر دمرته النيران بعد إغتيال الملك بأربعين عاماً أي سنة 425 ق. م.) كل هذه الأمور تشير أن كاتب السفر هو مردخاي الذي عينه الملك أحشويرش كرئيس لوزرائه وهو الذي كتب هذه الأمور ووزعها. وكمسؤل رسمي تحاشى أن يذكر اسم الله حتي لا يثير أعداؤه حوله. ولو كان عزرا هو كاتب السفر لما تردد وهو يكتب في أورشليم أن يذكر اسم الله في السفر. ولكن وإن لم يُذكر اسم الله في سفر إستير فإنه من الواضح أن الكاتب يشرح والأحداث تنطق بأن إصبع الله كان يحرك الأحداث ليخلص شعبه.

*السفر ينطق بأن الله يحرك الأمور ليخلص شعبه ويشهد لعناية الله بأولاده، بل أن الله يحول شرور أعدائهم ضدهم إلي خلاص ومجد لهم ومن أمثلة رعاية الله لهم في الأحداث

1-اختيار فتاة مسكينة لتصير ملكة ثم تنقذ هذه الملكة شعبها.

2-الملك يقدم القضيب الذهب لإستير عند دخولها عليه ولا يؤذيها بل يقبل طلباتها.

3-إكتشاف مردخاي مؤامرة ضد حياة الملك ويكشفها للملك وينقذ حياته.

4-قلق الملك وذهاب النوم من عينه. . . . . . الخ كل هذا ليس مصادفة بل نري يد الله وراء الأحداث “فكل الأمور تعمل معا للخير للذين يحبون الله”.

5-تحول قلب الملك فبعد أن كان صديقاً لهامان إنقلب ضده بل صار صديقاً لشعب الله.

 

*الملك الفارسي في سفر إستير.

هو أحشويرش (زركسيس) 486-465 ق. م. ويذكر التاريخ أن هذا الملك كان له زوجة اسمها أمستريس أشار إليها هيرودوت كملكة سنة 479 ق. م. أي في السنة السابعة لملكة. وكان معروفاً أن هذا الملك يتصف بحدة الطبع وهو متقلب في أهوائه يسلك في خلاعة مما يتطابق مع الأوصاف المذكورة عنه في سفر إستير.

ولكن كيف نوفق بين التاريخ الذي يذكر أن زوجة هذا الملك هي إمستريس وبين ما ذكره سفر إستير أن زوجته اسمها وشتى وقد تركها ليتزوج بإستير؟ يري كثير من الدارسين أن كلمة وشتي ليست اسم للملكة بل لقباً خاصاً بها بسبب جمالها الفائق وتعلق الملك بها. ولعل اسم الملكة الحقيقي يظل هو أمستريس أما وشتي فهو مجرد لقب. أما خلع الملكة وشتي فكان لفترة مؤقتة ملكت خلالها إستير (لتنفذ خطة الله لخلاص شعبه) ولعل إستير ماتت بعد هذا وأعاد الملك زوجته أمستريس (وشتي) بعد ذلك لملكها خصوصاً أنه كان يحبها بشدة، أي أن خلعها كان مؤقتاً. وملكت إستير أيضاً مؤقتاً لتنفيذ خطة إلهية. وكون إن التاريخ يذكر أمستريس كملكة لا ينفي وجود ملكة أخري. خصوصاً أن وشتي تركت الملك في السنة الثالثة للملك (3:1) وذلك قبيل ذهابه للحرب مع اليونان وملكت إستير بعد عودته في السنة السابعة (16:2) ونفهم من الكتاب أنها ظلت ملكة حتي السنة12 من ملكه (7:3+3:5). والكتاب لا يشير لما حدث خلال السنوات الثماني الأخيرة من ملك أحشويرش فربما عادت وشتي للملك كما ذكرنا بعد أن حققت إستير رسالتها. وكون أن المؤرخين يسجلون أن إمستريس كانت ملكة حتي السنة السابعة فلأن إستير لم تكن قد ملكت حتي السنة السابعة. ووشتي (أمستريس) لم تطرد من القصر بل رفض الملك أن يجعلها ملكة. وكان للملك بيت للنساء (نسائه وجواريه) تكون إحداهن ملكة ولا يعقل أن الملك حين يرفض وشتي يطردها خارج القصر ليتزوجها غيره، بل هي ظلت في القصر.

*المشكلة التي يثيرها نقاد الكتاب المقدس عدم ذكر اسم الله في السفر نهائياً كما لم تذكر فيه أي صلاة أو تطبيق لشريعة اليهود والرد علي ذلك كما قلنا أنه لا يمكن أن يكون كاتب السفر غير مؤمن بالله، بل أن من يقرأ السفر يزداد إيماناً بالله وبرعايته لشعبه حتي وهم في أرض السبي رافضين العودة إلي أورشليم. ولكن لأن الكاتب يأخذ من أوراق رسمية ويوزع ما كتبه علي كل اليهود في أنحاء المملكة وهو نفسه أي الكاتب له صفة رسمية فالكتابة أخذت الشكل الرسمي حتي لا تتعارض مع السياسة العامة للدولة الفارسية في ذلك الوقت. ولكن هناك تفسير روحي لذلك، أن الله قصد أن لا يُذكر إسمه في هذا السفر إعلاناً عن غضبه من مسلك شعبه الذي فضل البقاء في أرض السبي مفضلين الإهتمام بمصالحهم الخاصة وتجارتهم عن ذهابهم لأورشليم وإلي الهيكل فهو كأنه يحجب وجهه عنهم. ولكن هو ما زال يعتني بهم ويتدخل لخلاصهم حتي ولو كانوا في أرض السبي. فسفرا عزرا ونحميا نري فيهما عناية الله بشعبه العائد لأورشليم وسفر أستير نري فيه رعاية الله بشعبه في أرض السبي ولكن نلاحظ عدم رضا الله والكامل علي بقائهم في أرض السبي. فهم في أرض السبي لا يستطيعون المجاهرة بأسم الله وتسبيح الله (مزمور5، 4:137) لذلك لم يذكر اسم الله هنا.

 

*إعتراضات علي قانونية السفر

بالإضافة لما سبق من إعتراضات أى عدم ذكر إسم الله فى السفر والإعتراض التاريخى بأن إسم زوجة أحشويرش هو أمستريس هناك إعتراضات أخرى

1-  كيف لم يعرف الملك جنس أستير ؟ والإجابة سهلة أن مثل هذا الملك لا يهتم بجنسية المرأة بل بجمالها، وهى مولودة فى أرض السبى وتتكلم لغة فارس بطلاقة.

2-  كيف يصدر أمر بإبادة اليهود لينفذ بعد 11 شهراً ؟ كان قصد هامان أن تكون الضربة الموجهة لليهود فى كل المملكة وفى نفس الوقت ولأن المملكة متسعة جداً ووسائل الإنتقال غير سريعة فهو سأل العرافين ليحددوا له موعد يكون أمر الإبادة قد وصل لكل أنحاء المملكة ويكون أعداء اليهود قد إستعدوا فيه لإبادتهم.

3-  من أين يأتى هامان بمبلغ 10000 وزنة من الفضة ليعطيها للملك؟ وهذا المبلغ يمثل حوالى ثلثى إيراد المملكة الفارسية فى عام !! والإجابة أن هامان كان يأمل أن يغتصب ممتلكات اليهود ويجمع ثروتهم فيغتنى جداً ويقدم هذا المبلغ للإمبراطور ليعوضه عن خسائره فى حربه ضد اليونان.

 

دلائل قانونية السفر

1-  السفر يشير إلى تواريخ الأحداث ويؤيدها بتواريخ واضحة حسب التقويم الفارسى (23:2 + 1:6 + 2:10) فهى أحداث حقيقية وليست قصة رمزية كما يتخيل البعض.

2-  يقدم لنا السفر وصفاً دقيقاً وحياً للعادات الفارسية والأحوال السائدة فى شوشن (14، 10، 5:1 + 23، 21، 9:2 + 13، 12، 7:3 + 11، 6:4 + 4:5 + 8:8).

3-  أوصاف الملك فى السفر تتطابق مع ما يعرف عن اخلاق الملك أحشويرش. وجاءت وليمته فى السنة الثالثة من حكمهُ تطابق تاريخياً إعداده للحرب ضد اليونان، إذ كان من عادة ملوك الفرس أن يأخذوا مثل هذه القرارت فى وسط الولائم والخلاعة، كما جاء فى تاريخ هيرودوت. ثم إذ عاد فى ربيع السنة السابعة من حكمه من حملته ضد اليونان أقام الوليمة الخاصة بأستير.

4-  يقدم لنا السفر تفسيراً مقبولاً لنشأة عيد الفوريم الذى كان يمارس فى عصر يوسيفوس فى كل أنحاء العالم المعروف فى ذلك الحين، وقد عُرف هذا العيد فى أيام المكابين عام 160 ق. م (2 مك 36:15) ودعى بعيد مردخاى. فإن كان عيد الفوريم حقيقة واقعة لا يمكن إنكارها فما هو سر نشأته؟.

5-  يسرد السفر حوادث القصة بدقة فائقة مبيناً كل الظروف المحيطة ذاكراً أسماء رجال البلاط الفارسى وأمرائه (14، 10:1) فهى إذاً قصة حقيقية وليست رمزية.

6-   إكتشفت حديثاً نقوش فارسية ذكر فيها إسم مردخاى كأحد رجال البلاط الفارسى أثناء حكم زركيس مما يؤيد تاريخية السفر.

7-   السفر مقبول عند كلا اليهود والمسيحيين كسفر قانونى عبرالعصور.

8-   السفر يشهد لعناية الله ويمجد الله الذى يعتنى بشعبه فى كل مكان.

أقام الملك أحشويرش وليمتان الأولى قبل حربه مع اليونان ليخطط للحرب ضد اليونان وفيها طلب أن تأتى وشتى الملكة ورفضت وشتى الحضور فرفضها الملك من الملك. والوليمة الثانية كانت للإحتفال بأستير وكانت بعد عودة الملك من حرب اليونان وهزيمته فيها وعاد ليحيا فى الخلاعة وينسى أتعاب الحملة وخسائرها (راجع 3:1 + 18:2).

 

السفر يمكن فهمه بطريقتين او تفسيره بطريقتين

أولاً التفسير التاريخى

نرى فيه الملك كملك مستهتر يعطى خاتمه لشخص فاسد مثل هامان وهامان يستغل هذا فى تنفيذ مشوراته الشريرة، بينما الملك مستغرقاً فى خمره باحثاً عن ملذاته، غير مهتماً بآلام شعبه، لا مانع لديه أن يوقع على قرار لإبادة شعب بأكمله، يعد أستير أن تطلب أى شىء فيعطيها حتى نصف المملكة لأنه فرح بها وبجمالها ومن جهة أخرى نرى يد الله العجيبة التى تُسيَر مجرى الأحداث فهو هناك فى أورشليم مع عزرا ونحميا يساندهم فى رحلة سفر الشعب إلى أورشليم يحميهم فى الطريق ويساند عزرا فى تجميع الكتاب المقدس ووضع تشريعات للشعب وتعليم الشعب وإصلاح احواله الدينية ليصير شعباً مقدساً للرب ويساند نحميا فى بناء الأسوار ليحمى شعبه ويسانده فى تعمير أورشليم ويساند زربابل ويشوع قبلهما فى بناء الهيكل وقيادة المسيرة الأولى للعائدين من السبى ونراه فى بابل أو فى فارس مسانداً شعبه ويحميهم من مؤامرات أعدائهم مثل هامان حتى وإن كان غير راضٍ عن بقائهم فى السبى.

 

ثانياً:- التفسير الرمزي

تتكامل اسفار عزرا ونحميا وإستير لتعرض سورة للخلاص الذي قدمه السيد المسيح لكنيسته عروسه. ولنري المعاني الرمزية للاشخاص.

1-   عزرا يمثل المسيح الكاهن الذي قدم نفسه ذبيحة ليعيدنا الي أورشليم السماوية.

2-  نحميا يمثل المسيح الملك الذي حكم وملك علي شعبه وهو يمثل المسيح الذي اخلي ذاته لينزل الي شعبه في مذلته. فقد ترك قصر الملك ليذهب لاخوته في أورشليم الخربة مثل المسيح الذي اتي لنا في عالمنا الذي خربته الخطية.

3-  مردخاي يمثل المسيح الملك الذي بعد ان انقذ شعبه وخلصه صعد ليجلس عن يمين الآب فمردخاي بعد أن خلص شعبه من مؤامرة هامان رفعه الملك ليجلس في قصره بعد أن كان متضعاً جالساً علي باب الملك.

4-   إستير تمثل الكنيسة عروسة المسيح التي جعلها المسيح ملكة. بعد أن كانت بلا اب وبلا ام مولودة في ارض السبي (حز 16).

5-   وشتي تمثل شعب اليهود الذي رفض من اجل ان تصير الكنيسة عروس المسيح

6-  هامان بمؤامرته ضد شعب الله صار مثلا للشيطان الذي كان قتالاً للناس منذ البدء. والشيطان بخداعه للانسان سبب الموت للانسان لكن جاء المسيح ليخلصنا. وكل مؤامرات هامان ضد الشعب والعمونيين والمؤابيين… الخ ضد نحميا وعزرا والشعب ما هي الا صورة لمقاومة الشيطان الدائمة للكنيسة ومقاومة اليهود للمسيح وكنيسته، بل هي صورة لمقاومة الشيطان في كل زمان ومكان لكنيسة الله

7-  عزرا ونحميا +زربابل ويشوع:- يمثلان المسيح الملك والمسيح الكاهن الذي يقيم ويؤسس كنيسته ويبني اسوارها ويعيدها من ارض السبي بعد ان كانت خربة. ونلاحظ ان نبوة حجي وزكريا وهما من انبياء بعد السبي كانت عن بناء هيكل الله والمسيح هو الذي اقام هيكل جسده أي كنيسته وطهره وقدسه كما طهر نحميا الهيكل.

8-  الولائم الثلاث:- وليمة احشويرش الاولي تمثل فرح هذا العالم الزائل، ووليمة استير للملك تمثل وليمة الصليب المحطمة لابليس (هامان) ووليمة الفوريم تمثل وليمة القيامة العامة المفرحة.

ان مؤامرة هامان لابادة وقتل الشعب كله كانت رمزاً لمؤمرة وخطة ابليس لاهلاك آدم ونسله. ولقد سقط الانسان فعلاًً تحت حكم الموت. وكما صارت هناك مناحة عظيمة عند اليهود بسبب قرار هامان لابادتهم صار الجنس البشري كله في حزن عظيم بسبب ما آلت اليه احواله بسبب خطيته وبسبب انه أًسلم الي الباطل (رو12:5+20:8) وكانت آلام اليهود بسبب مؤامرة هامان صورة خفيفة للموت الذي سقطنا فيه بخداع الشيطان فصرنا جميعاً دون استثناء تحت حكم الموت، حتي ان كل من ينظر الي نفسه والي طبيعته الشريرة التي سقط فيها يصنع مناحة عظيمة ويبكي ليلاً ونهاراً. ولقد اعد هامان صليباً ليصلب مردخاي حاسباً انه بذلك يشهره ويبيده، ولكن حكم الموت والعار عاد اليه، وهكذا اعد الشيطان صليب ليصلب عليه رب المجد وفرح به. ولكن كما كان الصليب الذي اعده هامان لمردخاي سبباً ليدخل مردخاي الي قصر الملك ويتمجد هكذا صار صليب المسيح هزيمة لإبليس ومجداً للمسيح وكنيسته (كو 15، 14:2) كما تحول بكاء اليهود لافراح هكذا بصليب رب المجد تحولت احزان العالم الي افراح وامجاد.

وتتمة السفر في الترجمة السبعينية

جاء في الترجمة السبعينية تتمة للسفر لم ترد في النص العبري اغلبها نصوص صلوات ورسائل واحلام، وقد جعلها القديس جيروم كملحق في نهاية السفر في ترجمته اللاتينية.

فاصل

فهرس

تفسير سفر عزرا
القمص أنطونيوس فكري

تفسير عزرا 1
تفسير العهد القديم

 

 

 

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى