تفسير سفر عزرا ٣ للقس أنطونيوس فكري
الإصحاح الثالث
الآيات 1-7
” ولما استهل الشهر السابع وبنو اسرائيل في مدنهم اجتمع الشعب كرجل واحد الى اورشليم. وقام يشوع بن يوصاداق واخوته الكهنة وزربابل بن شالتئيل واخوته وبنوا مذبح اله اسرائيل ليصعدوا عليه محرقات كما هو مكتوب في شريعة موسى رجل الله. واقاموا المذبح في مكانه لانه كان عليهم رعب من شعوب الاراضي واصعدوا عليه محرقات للرب محرقات الصباح والمساء. وحفظوا عيد المظال كما هو مكتوب ومحرقة يوم فيوم بالعدد كالمرسوم امر اليوم بيومه. وبعد ذلك المحرقة الدائمة وللاهلة ولجميع مواسم الرب المقدسة ولكل من تبرع بمتبرع للرب. ابتداوا من اليوم الاول من الشهر السابع يصعدون محرقات للرب وهيكل الرب لم يكن قد تاسس. واعطوا فضة للنحاتين والنجارين وماكلا ومشربا وزيتا للصيدونيين والصوريين لياتوا بخشب ارز من لبنان الى بحر يافا حسب اذن كورش ملك فارس لهم.
الشهر السابع= (يوافق نصف سبتمبر الأخير ونصف أكتوبر الأول). فغالباً هم بدأوا رحلتهم في الربيع. ووقت الرحلة حوالي 3-4 أشهر. وكان الشهر السابع شهر الأعياد الهامة (هتاف البوق/الكفارة/عيد المظال). يشوع= رئيس الكهنة وهو أول رئيس كهنة بعد السبي. ويذكر اسمه هنا قبل زربابل. فالعمل هنا تقديم ذبائح وهو عمل كهنوتي صرف. أما في الآية (8) نجد اسم زربابل مذكوراً قبل يشوع فالعمل هنا هو بناء الهيكل وهو العمل الذي امر به الملك كورش وينفذه الأن زربابل. وأقامو المذبح في مكانه لأنه كان عليهم رعب= حينما شعروا بقوة أعدائهم إحتموا في قوة الله ونحن إذا وجدنا أن لنا أعداء كثيرين فليكن الله صديقاً لنا. ” إن لم يحرس الرب المدينة فباطلاً سهر الحراس” ولنلاحظ أنهم بنوا المذبح قبل بناء السور فالمذبح أهم وهم بنوا المذبح قبل الهيكل ليمارسوا شعائرهم وحفظوا عيد المظال= عيد المظال كان ليذكروا أنهم كانوا غرباء فيحيوا بروح الغربة. ولنلاحظ الآن أن العائدين من بابل (وهم يمثلون التائبين) عليهم أن يبنوا المذبح أولاً (أي عبادة) وان يحيوا بروح الغربة في هذا العالم (عيد المظال). محرقة يوم فيوم بالعدد= كان عيد المظال 7 أيام ثم يوم العيد الكبير وكان لكل يوم عدد معين من الذبائح عد 17، 13:29. وبعد ذلك= من ذلك اليوم فصاعداً كانوا يقدمون الذبائح يومياً وفي رأس كل شهر =الأهلة. ولجميع مواسم الرب= الأعياد المحددة. حسب إذن كورش= كورش لم يتسلط علي لبنان ولكنه أذن للإسرائيليين أن يتفاوضوا معهم للحصول علي الأخشاب.
الآيات 8-13
“وفي السنة الثانية من مجيئهم الى بيت الله الى اورشليم في الشهر الثاني شرع زربابل بن شالتئيل ويشوع بن يوصاداق وبقية اخوتهم الكهنة واللاويين وجميع القادمين من السبي الى اورشليم واقاموا اللاويين من ابن عشرين سنة فما فوق للمناظرة على عمل بيت الرب. ووقف يشوع مع بنيه واخوته قدميئيل وبنيه بني يهوذا معا للمناظرة على عاملي الشغل في بيت الله وبني حيناداد مع بنيهم واخوتهم اللاويين. ولما اسس البانون هيكل الرب اقاموا الكهنة بملابسهم بابواق واللاويين بني اساف بالصنوج لتسبيح الرب على ترتيب داود ملك اسرائيل. وغنوا بالتسبيح والحمد للرب لانه صالح لان الى الابد رحمته على اسرائيل وكل الشعب هتفوا هتافا عظيما بالتسبيح للرب لاجل تاسيس بيت الرب. وكثيرون من الكهنة واللاويين ورؤوس الاباء الشيوخ الذين راوا البيت الاول بكوا بصوت عظيم عند تاسيس هذا البيت امام اعينهم وكثيرون كانوا يرفعون اصواتهم بالهتاف بفرح. ولم يكن الشعب يميز هتاف الفرح من صوت بكاء الشعب لان الشعب كان يهتف هتافا عظيما حتى ان الصوت سمع من بعد.
للمناظرة = عينوا اللاويين كمسئولين عن البناء والإشراف علي العمال. إلي بيت الله = أي المكان المزمع أن يقام عليه بيت الله. حيناداد= لم يذكر في (ص2) فربما اتي من مكان آخر غير بابل أو كان مقيما في إسرائيل ولم يذهب للسبي. وفي (أية10) بملابسهم = كان البناء في الهيكل يتم وسط التسابيح والترانيم والكل بملابسه الكهنوتية والكهنة بأبواقهم. فكان البناء يتم وسط تسابيح الشكر والرجاء حتى يبارك الله العمل ويتممه.
بكوا بصوت عظيم = بين خراب الهيكل بيد البابليين وتجديده الآن حوالى 50 سنة فمن المؤكد أن كبار السن يذكرون الهيكل القديم وحينما رأوا الهيكل الجديد وأنه ليس فخماً مثل الهيكل السابق بكوا على مجدهم القديم الذى ضاع، وعلى يأسهم من أن يبنى هيكل عظيم مثل السابق إلا أن هذا ليس مقبولاً فالله الذى أسس الهيكل السابق قادر أن يعين فى بناء الهيكل الجديد. ونحن ليس من المقبول أن نيأس مهما كان حجم العمل أمامنا ضخماً فالله هو الذى يعين وما علينا إلا أن نبدأ والله يفرح ببداياتنا مهما كانت صغيرة (زك 6:4-10) ويجب أن نفرح ونسبح ونشكر الله على بدايات أعماله معنا فإذا بدأ الله فسيكمل. وإن كان هناك حزن وبكاء فليكن على خطايانا وإذا بكينا على خطايانا يتحول هذا لفرح (مز 5:30).
“عند المساء يبيت البكاء وعند الصباح ترنم” الذين يزرعون بالدموع يحصدون بالإبتهاج” (مز 6، 5:126).
فكان أولى بهؤلاء الباكين أن يبكوا على خطاياهم التى سببت خراب الهيكل الأول.
تفسير عزرا 2 |
تفسير سفر عزرا |
تفسير عزرا 4 |
تفسير العهد القديم |