الأنبا توماس أسقف المنيا والأشمونين

 

 دخل هذا الحبر الجليل دير اليرموس سنة ۱۸۹۲ وهو في الثامنة عشرة من عمره. ثم نال كرامة الكهنوت بعد خمس سنوات من رهبنته باسم القس عوض. وأقامه رئيس الدير في السنة عينها وكيلا عنه في إدارة شئون العزبة باتريس . ومع جمعه بين الكهنوت ووكالة الدير فقد التحق بمدرسة الرهبان التي كانت تحت رئاسة الأنبا يؤنس مطران البحيرة ووكيل الكرازة المرقسية ، ولمثابرته على الدراسة اختاره البابا كيرلس ضمن الرهبان الذين أوفدهم للتعلم في كلية اللاهوت بأثينا . وفي ۱۲ مارس سنة ۱۹۰۳ رسمه البابا الوقور أسقفا باسم توماس  
ولقد أثبت الأنبا توماس جدارته بثقة باباه فيه فأنشأ في عاصمة كرسيه مدرسة للبنين تتضمن المرحلتين الابتدائية والثانوية . فلما استكملهما أنشا ثلاث مدارس : واحدة في البياضية وواحدة في سمالوط وواحدة في الروضة . وكانت هذه المدارس الثلاث خاصة بتعليم البنين أما مدينة ملوى فقد نالت حظوة خاصة إذ أنشأ بها الأسقف الوقور مدرستين إحدهما للبنين وثانيتهما للبنات . ثم أخذ يتنقل في انحاء أيبارشيته ليعرف بنفسه مدى احتياجات شعبه . وفي هذه الجولة الراعوية وجد اثنتي عشرة قرية من غير كنائس فبني لكل منها كنيسة . كذلك وجد خمس كنائس في خمس قرى في حاجة إلى الترميم والتجديد قبل أن تنهار فرمها وجددها . واستشعر هذا الأسقف الجليل رضی شعبه لهذه المنشأت فأزال دار الأسقفية القديمة و شيد مكانها دارة جديدة فسيحة تتسع للكثير من الضيوف كما تتسع لمن قد يجتمعون لديه للتشاور والتداول في أمورهم الكنسية والمدنية . فلما أكمل هذا البناء أقام دارا للضيافة ضمن حديقة كنيسة مار مينا بمنهري. وبعدها دعاه رب المجد ليدخل الى فرجه قبل اندلاع الحرب العالمية الأولى.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى