تفسير سفر الملوك الثاني ٢٢ للقمص أنطونيوس فكري


 

الإصحاح الثانى والعشرون

الآيات 1-7:- كان يوشيا ابن ثمان سنين حين ملك وملك احدى وثلاثين سنة في اورشليم واسم امه يديدة بنت عداية من بصقة.و عمل المستقيم في عيني الرب وسار في جميع طريق داود ابيه ولم يحد يمينا ولا شمالا. وفي السنة الثامنة عشرة للملك يوشيا ارسل الملك شافان بن اصليا بن مشلام الكاتب الى بيت الرب قائلا. اصعد الى حلقيا الكاهن العظيم فيحسب الفضة المدخلة الى بيت الرب التي جمعها حارسو الباب من الشعب. فيدفعوها ليد عاملي الشغل الموكلين ببيت الرب ويدفعوها الى عاملي الشغل الذي في بيت الرب لترميم ثلم البيت.للنجارين والبنائين والنحاتين ولشراء اخشاب وحجارة منحوتة لاجل ترميم البيت.الا انهم لم يحاسبوا بالفضة المدفوعة لايديهم لانهم انما عملوا بامانة.

فى طريق داود أبيه = كان ملكاً قديساً مثل حزقيا وأسا. ونلاحظ أن الإنسان يصنع الظروف ولا تصنع الظروف الإنسان فيوشيا أبوه وجده كانوا أشراراً بل كل شعبه شرير لكنه هو كان متدين بل أصلح من حال شعبه وهو بدأ تدينه فى الثامنة من عمره (راجع 2اى 3:34). فى السنة الثامنة عشر = وحينما إشتد عوده بدأ يطهر يهوذا وأورشليم من المرتفعات والسوارى بل إمتدت إصلاحاته الدينية حتى مدن منسى وإفرايم وشمعون حتى نفتالى. وفى نفس الوقت بدأ أرمياء يتنبأ (أر 2:1) فكان بلا شك مساعداً ونشطاً للملك فى عمله المذكور. شافان = هو أبو أخيتام الذى خلص أرمياء من الذين طلبوا قتله (ار 24:26) وكان جدليا إبن أخيقام إبن شافان هو الموكل على الشعب الذين أبقاهم نبوخذ نصر بعد السبى. فيحسب الفضة = كان أمر الملك للكهنة أن يحسبوا الفضة إستعداداً لترميم الهيكل كما فعل يوأش (4:12-14) وكان الهيكل قد أُهمل أيام منسى وأمون. وكان حساب الفضة حتى يدفعه منها للعمال. لم يحاسبوا = الرؤساء المشرفين على العمل كانوا لاويين وهم لم يحاسبوا العمال أى كانوا واثقين من أمانتهم وغيرتهم وجديتهم فمن يقول عملت كذا وكذا يعطوه أجرته. ولكن كاتب الملوك لم يتحدث عن أمجاد عصر يوشيا لأن إصلاحاته هو أيضاً كانت ظاهرية. أما قلوب الشعب كانت قد إنحرفت جداً. وفى (5) ثُلَم = ثغرات ملحوظة: سقطت أشور فى السنة الثانية عشرة ليوشيا.

 

الآيات 8-13:- فقال حلقيا الكاهن العظيم لشافان الكاتب قد وجدت سفر الشريعة في بيت الرب وسلم حلقيا السفر لشافان فقراه.و جاء شافان الكاتب الى الملك ورد على الملك جوابا وقال قد افرغ عبيدك الفضة الموجودة في البيت ودفعوها الى يد عاملي الشغل وكلاء بيت الرب.و اخبر شافان الكاتب الملك قائلا قد اعطاني حلقيا الكاهن سفرا وقراه شافان امام الملك.فلما سمع المك كلام سفر الشريعة مزق ثيابه.و امر الملك حلقيا الكاهن واخيقام بن شافان وعكبور بن ميخا وشافان الكاتب وعسايا عبد الملك قائلا.اذهبوا اسالوا الرب لاجلي ولاجل الشعب ولاجل كل يهوذا من جهة كلام هذا السفر الذي وجد لانه عظيم هو غضب الرب الذي اشتعل علينا من اجل ان اباءنا لم يسمعوا لكلام هذا السفر ليعملوا حسب كل ما هو مكتوب علينا.

سفر الشريعة = أى سفر التثنية أو أسفار موسى الخمسة. وكانت نسخ الشريعة قليلة جداً. وفى زمان الملوك الأشرار أهملوها ولم يسأل أحد عنها. وغالباً مع عدم وجود سفر للشريعة قبل أن يكتشفوه كان الجميع يتبع تعليمات الكهنة. ومع كل هذه الظروف خرج ملك صالح كيوشيا وهذا قطعاً عمل من أعمال نعمة الله. ولنلاحظ انهم حين وجدوه قرأوه ولم يحتفظوا به كبركة بل قرأوا فإستفادوا وهذا تاثير الكتاب المقدس واهميته أن نلهج فى شريعة الله فكلمة الله حية وفعالة….عب 12:4. وفى الآية(9) قد أفرغ عبيد له الفضة = أى افرغوا الصندوق (9:12) الذى كانت الفضة توضع فيه وفى 10 نرى الجهل المتفشى !! أعطانى حلقياً الكاهن سفراً = أى كتاباً ولم يقل سفر الشريعة فهو لا يعرف ما هو هذا الكتاب. مزق ثيابه = هو صدق كلام التهديد المخيف (تث 28، لا 26) وهو شعر بخطاياه وخطايا الشعب بإهمالهم سفر الشريعة. إذهبوا إسألوا لأجلى = أى أبحثوا عن نبى وإسألوه ماذا نفعل ليرفع الله غضبه عنا.

ملحوظات:

  1. لقد أعطاهم الله هدية وأجراً صالحاً نظير إصلاحهم الهيكل وهو الكتاب المقدس، أعظم مكافأة.
  2. تمزيق الملابس كان حزناً على المصير الذى ينتظر هذا الشعب.
  3. رأى البعض أن ما وجدوه كان النسخة الأصلية التى كتبها موسى.

 

الايات 14-20:- فذهب حلقيا الكاهن واخيقام وعكبور وشافان وعسايا الى خلدة النبية امراة شلوم بن تقوة بن حرحس حارس الثياب وهي ساكنة في اورشليم في القسم الثاني وكلموها.فقالت لهم هكذا قال الرب اله اسرائيل قولوا للرجل الذي ارسلكم الي. هكذا قال الرب هانذا جالب شرا على هذا الموضع وعلى سكانه كل كلام السفر الذي قراه ملك يهوذا.من اجل انهم تركوني واوقدوا لالهة اخرى لكي يغيظوني بكل عمل ايديهم فيشتعل غضبي على هذا الموضع ولا ينطفئ.و اما ملك يهوذا الذي ارسلكم لتسالوا الرب فهكذا تقولون له هكذا قال الرب اله اسرائيل من جهة الكلام الذي سمعت.من اجل انه قد رق قلبك وتواضعت امام الرب حين سمعت ما تكلمت به على هذا الموضع وعلى سكانه انهم يصيرون دهشا ولعنة ومزقت ثيابك وبكيت امامي قد سمعت انا ايضا يقول الرب.لذلك هانذا اضمك الى ابائك فتضم الى قبرك بسلام ولا ترى عيناك كل الشر الذي انا جالبه على هذا الموضع فردوا على الملك جوابا.

خلدة البنية = ومن النبيات أيضاً مريم (خر 20:15) ودبورة (قض 4:4) وحنة (لو36:2) فالله إذن لم يقصر النبوة على الرجال. حارس الثياب = غالباً ثياب الخدمة التى يلبسها الكهنة فى بيت الرب. القسم الثانى = أى القسم الجديد من المدينة خارجاً عن مدينة داود القديمة (2اى 14:33 + صف 10:1). ويوشيا لن يرى هذه الآلام على شعبه فالله سينقله من هذا العالم فى وسط أيامه ليرتاح ويريحه من أن يرى هذه الضربات. تذهب لقبرك فى سلام = هذه لا تتحدث عن الطريقة التى مات بها فهو مات فى حرب بل تتحدث عن الوقت الذى يموت فيه وهو قبل أن تغزو بابل يهوذا. والسلام الذى يموت فيه هو سلام مع الله فهو قديس. وكان سلام فى بلده ولاحروب. والحرب التى مات فيها كانت بين مصر وأشور وهو أدخل نفسه فيها دون داعٍ. وربما كان المعنى بسبب قراره الخاطأ فى دخول الحرب خسر الوعد بالموت فى سلام. ولكن الله تركه يتخذ القرار الخاطىء ليريحه من التأديب الذى سيحدث لأورشليم.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى