تفسير سفر دانيال ٩ للقمص أنطونيوس فكري
الإصحاح التاسع
نجد هنا صلاة دانيال من أجل خلاص اليهود وعودتهم لبلادهم. وفيها يعترف بخطاياهم واستحقاقهم لكل هذه المآسي ولكن يطلب مراحم الله (1-19) ثم نجد إجابة فورية من الملاك لصلاته، وفيها يعلنه أن خلاصهم من السبي لهو سريع جداً (20-23). ثم أخبره بخلاص العالم كله بفداء يسوع المسيح، وأن خلاصهم من السبي لهو رمز للخلاص الذي بالمسيح. وأخبره بنوع هذا الفداء وتوقيته (24-27). وهذه هي أوضح نبوات العهد القديم وأكثرها إشراقاً عن المسيح.
الآيات (1-3): ” في السنة الأولى لداريوس بن أحشويروش من نسل الماديين الذي ملك على مملكة الكلدانيين. في السنة الأولى من ملكه أنا دانيال فهمت من الكتب عدد السنين التي كانت عنها كلمة الرب إلى إرميا النبي لكمالة سبعين سنة على خراب أورشليم. فوجهت وجهي إلى الله السيد طالباً بالصلاة والتضرعات بالصوم والمسح والرماد.”
انتهي الإصحاح السابق ونحن نجد دانيال يعمل عمله في قصر الملك. ولكن دانيال كان له عملاً أخر مقدس، فهو مهتم بشعبه ويصلي لأجلهم وبالرغم من أهمية مركزه فهو كرئيس للوزراء، لكنه يجد وقتاً للصلاة ولم يتحجج بمركزه ولا بمشاغله ولا بسنه. وهناك نقطة أخرى فهو كان يمكنه أن يقول “إذا كان قصد الله استرجاع شعبه فإنه لابد أن يتمم قصده بغض النظر عن صلاتي، وما حاجتي أن اشغل نفسي بهذه القضية” غير أنه كان يدرك أن الله قبل بدئه بالعمل، يبدأ بإنهاض نفوس شعبه ليردهم عن ضلالهم ويسترجعهم لنفسه بالتوبة فتكون البركة نتيجة لوصولهم إلى درجة روحية تسمح بذلك. وكان سفر أرمياء ونبواته عن مدة السبي هو مرجع دانيال لمعرفته موضوع الـ70 سنة (أر11:25 + 10:29) وحسبها دانيال من يوم سبيه، وكان الوعد في أرمياء “سأفتقدكم وأحسن إليكم بعد تمام السبعين سنة” وهو صدَّق هذه النبوات وبدأ يطالب الله بتنفيذها فوجهت وجهي إلى الله = هذا يعبر عن ثباته في الطلب واهتمامه به ليس خلال الصلوات فقط بل حتى في أثناء انشغاله في عمله. فهو كل اليوم كان رافعاً قلبه لله.
وواضح أن الله كشف لدانيال عن هذا الميعاد بسبب انشغاله بما جاء في الكتاب المقدس. فعلينا أن ننشغل به ونصادقه ففيه نبوات كثيرة سوف تنكشف في حينها حين يأذن الله بذلك، لكن علينا فقط أن نوجه وجهنا إلى الله ونقرأ يومياً وننشغل بما نقرأ ونطلب من الله الفهم. ولم يكن دانيال مصلياً فقط بل متذللاً بصوم في مسوح ورماد.
الآيات (4-19): “وصلّيت إلى الرب الهي واعترفت وقلت أيها الرب الإله العظيم المهوب حافظ العهد والرحمة لمحبيه وحافظي وصاياه. أخطأنا وأثمنا وعملنا الشر وتمردنا وحدنا عن وصاياك وعن أحكامك. وما سمعنا من عبيدك الأنبياء الذين باسمك كلموا ملوكنا ورؤساءنا وآباءنا وكل شعب الأرض. لك يا سيد البر.إما لنا فخزي الوجوه كما هو اليوم لرجال يهوذا ولسكان أورشليم ولكل إسرائيل القريبين والبعيدين في كل الأراضي التي طردتهم إليها من أجل خيانتهم التي خانوك إياها. يا سيد لنا خزي الوجوه لملوكنا لرؤسائنا ولآبائنا لأننا أخطأنا إليك. للرب إلهنا المراحم والمغفرة لأننا تمردنا عليه. وما سمعنا صوت الرب إلهنا لنسلك في شرائعه التي جعلها أمامنا عن يد عبيده الأنبياء. وكل إسرائيل قد تعدى على شريعتك وحادوا لئلا يسمعوا صوتك فسكبت علينا اللعنة والحلف المكتوب في شريعة موسى عبد الله لأننا أخطأنا إليه. وقد أقام كلماته التي تكلم بها علينا وعلى قضاتنا الذين قضوا لنا ليجلب علينا شراً عظيماً ما لم يجر تحت السموات كلها كما أجري على أورشليم. كما كتب في شريعة موسى قد جاء علينا كل هذا الشر ولم نتضرع إلى وجه الرب إلهنا لنرجع من آثامنا ونفطن بحقك. فسهر الرب على الشر وجلبه علينا لان الرب إلهنا بار في كل أعماله التي عملها إذ لم نسمع صوته. والآن أيها السيد إلهنا الذي أخرجت شعبك من أرض مصر بيد قوية وجعلت لنفسك اسماً كما هو هذا اليوم قد أخطأنا عملنا شراً. يا سيد حسب كل رحمتك اصرف سخطك وغضبك عن مدينتك أورشليم جبل قدسك إذ لخطايانا ولآثام آبائنا صارت أورشليم وشعبك عاراً عند جميع الذين حولنا. فاسمع الآن يا إلهنا صلاة عبدك وتضرعاته وأضئ بوجهك على مقدسك الخرب من أجل السيد. أمل آذنك يا إلهي واسمع افتح عينيك وانظر خربنا والمدينة التي دعي اسمك عليها لأنك لا لأجل برنا نطرح تضرعاتنا أما وجهك بل لأجل مراحمك العظيمة. يا سيد اسمع يا سيد اغفر يا سيد أصغ واصنع.لا تؤخر من أجل نفسك يا الهي لأن أسمك دعي على مدينتك وعلى شعبك.”
نجد هنا صلاة دانيال ولاحظ فيها الاعتراف بالخطية. وهذا ما نكرره في صلوات الأجبية في المزمور الخمسون. وهو اعترف بخطاياه وخطايا الشعب. ليس ليلقي الذنب على الشعب ويبرر نفسه والإ لما قال أخطأنا وأثمنا وعملنا الشر، لكنه يعترف بأن الله بار وعادل وهو لم يظلم شعبه، وهذا واضح في آية(7) لك يا سيد البر وهو يشعر أنهم لا يستحقون سوى هذا، إنما لا يطلب سوى مراحم الله (16) وهو ايضاً يعطي المجد لله فالله في عهد مع شعبه (4،15) إذا التزموا بالوصية تفيض عليهم بركاته، وإذا لم يلتزموا بها يتألمون. ولكن الله لا يعطينا بحسب ما نستحق بل بحسب مراحمه، لذلك تكرر الكنيسة كلمة إرحمنا.. كيريىليسون.. يا رب أرحم ويضاف عنصر آخر لصلاة دانيال وهو اللجاجة يا سيد أغفر يا سيد أصفح وأصنع وصلاة مثل هذه لا يرفضها الله.
بركات صلاة دانيال:
- ظهور المسيح له أكثر من مرة بل أن دانيال هو الذي أطلق اسم ابن الإنسان على المسيح وهو رآه في مجده على السحاب، وحدد موعد مجيئه الأول.
- صار دانيال صديقاً للملائكة جبرائيل وميخائيل وأسمته الملائكة ” الرجل المحبوب”.
- أعطاه الله نعمة أمام ملوك قساة القلوب سواء في بابل أو في فارس.
- في وسط شرور هذه الممالك حفظه الله في طهارة وقداسة.
- أعطاه الله حكمة غير عادية فكشف له الأحلام ورأى المستقبل حتى نهاية الأيام.
- سد الله أمامه أفواه الأسود.
قال أحد الأباء ” من يعرف أن يصلي حسناً يعرف أن يعيش حسناً”.
الآيات (20-23): “وبينما أن أتكلم وأصلّي وأعترف بخطيتي وخطية شعبي إسرائيل وأطرح تضرعي أمام الرب إلهي عن جبل قدس إلهي. وأنا متكلم بعد بالصلاة إذا بالرجل جبرائيل الذي رأيته في الرؤيا في الابتداء مطاراً وأغفاً لمسني عند وقت تقدمة المساء. وفهمني وتكلم معي وقال يا دانيال أني خرجت الآن لأعلمك الفهم. في ابتداء تضرعاتك خرج الأمر وأنا جئت لأخبرك لأنك أنت محبوب.فتأمل الكلام وافهم الرؤيا.”
هو كان يصلي ويتضرع عن شعبه وعن أورشليم = جبل قدس إلهي ويعترف بخطيته وخطية شعبه نيابة عنهم= خطيتي وخطية شعبي (أن كان دانيال البار المحبوب حز14:14+دا 23:9 يعترف بخطيته ويتضرع فماذا نفعل نحن ] وما اجمل أن نصلي لاخوتنا ونهتم بالآخرين ونصلي لأجل الكنيسة. وإذا تعلم كل واحد في الكنيسة إن لاحظ سلبيات موجودة أن يصلي حتى يرفعها الله عوضاً عن الإدانة وإلقاء اللوم على الآخرين، لامتلأت الكنيسة بالروح القدس، وأنعدمت السلبيات. لكن يبدو أن الطريق الأسهل هو ان القي اللوم على الآخرين ولا أعترف بانني أنا أيضا مخطئ. أما دانيال من اجل صلاته جاء له الملاك ويسميه إذا بالرجل جبرائيل= فهو اعتاد أن يراه لذلك عرفة فوراً مطاراً وأغفاً = أي طائراً برشاقة وسرعة. ولمسني = لينبهه إلى خطورة الموضوع الذي سيحدثه عنه عند وقت تقدمة المساء = كانت تقدمة المساء احد تقدمتين يوميتين فهناك ذبيحة صباحية وهناك ذبيحة مسائية. وكان دانيال في ذلك الحين مسبياً لمدة 70 سنة لم يري فيها تقدمة في الهيكل، لكن قلبه كان متعلقاً بالهيكل والعبادة. والله هنا يرفع قلبه لما هو أهم أي الخلاص بالمسيح. وربما كان دانيال في صلاته في هذه اللحظة وهو يفكر في أورشليم المحترقة بالنار والمخربة والمنعدمة يشتاق أن يراها وقد عاد لها المجد وعادت الذبائح تقدم في هيكلها (فأورشليم المحترقة أقرب إلى قلب دانيال من بابل وفارس وهم في مجدهم). ولانشغال قلبه بمجد الله ومجد أورشليم ظهر له الملاك ليفهمه أن مجد الله الحقيقي ليس في الذبائح الحيوانية ولكن في المسيح ذبيحة المساء الحقيقية وبه ستبطل الذبائح الحيوانية. ونلاحظ أن المسيح اسلم الروح وقت المساء علي الصليب. والمسيح قد قدم نفسه ذبيحة في مساء هذا العالم. والرد الآتي هو أوضح نبوات العهد القديم عن المسيح. فالإصحاح السابع كلمنا عن مملكة المسيح والإصحاح الثاني كلمنا عن الصخرة التي تقطع بغير يدين، وهذا الإصحاح يكلمنا عن ميعاد قطع هذه الصخرة أي ميعاد ولادة المسيح وميعاد صلبه أيضاً، وعملة الكفارى. وعلينا أن لا ننتظر ملاكاً كلما وقفنا لنصلي لكن علينا أن نثق بإيمان في استجابة الله لنا. ولاحظ قول الملاك في ابتداء تضرعاتك = هذا زمن رد الله في بدء الصلاة. إذاً فالله لم يستجب للكلمات التي قالها دانيال بل لقلبه المشتاق وخشوعه أمامه. واستجابة الله كانت سريعة، فالملاك جاء مطاراً واغفاً. وكلمة واغفاً تعني أنه يطير بسرعة لتنفيذ أوامر الله (حزقيال 1) ولماذا يخبره الله بأسراره؟ هو سبق واخبره بالآلام التي ستقع علي الشعب علي يدي أنطيوخس، وهذه الآلام هي نبوة ورمز عن ألام الكنيسة علي يد ضد المسيح في أواخر الأيام. وها هو يخبره بما هو اعظم، أي بمجيء المسيح، وهذا لأنه محبوب = فالله أظهر ليوحنا أسراره في الرؤيا فهو التلميذ المحبوب. حقاً أن الحب يفتح قلب الله ويجعله يكشف أسراره.. “هل أخفي عن عبدي إبراهيم ما أنا فاعله”.
الآيات (24-27) : “سبعون أسبوعاً قضيت على شعبك وعلى مدينتك المقدسة لتكميل المعصية وتتميم الخطايا ولكفارة الإثم وليؤتى بالبر الأبدي ولختم الرؤيا والنبوة ولمسح قدوس القدوسين. فأعلم وأفهم أنه من خروج الأمر لتجديد أورشليم وبنائها إلى المسيح الرئيس سبعة أسابيع واثنان وستون أسبوعاً يعود ويبنى سوق وخليج في ضيق الأزمنة. وبعد اثنين وستين أسبوعاً يقطع المسيح وليس له وشعب رئيس آت يخرب المدينة والقدس وانتهاؤه بغمارة وإلى النهاية حرب وخرب قضي بها. ويثبت عهداً مع كثيرين في أسبوع واحد وفي وسط الأسبوع يبطل الذبيحة والتقدمة وعلى جناح الأرجاس مخرب حتى يتم ويصبّ المقضي على المخرب.”
رؤيا السبعين أسبوعاً
كلمة أسبوع الأصلية هنا هي لا تعني أسبوع من سبعة أيام بل تعني وحدة من سبعة أو عدد سبعي “أي المعني سبعون وحدة كل وحدة مكونة من سبعة. إذاً هي سبعون سبعات أو سبعون وحدة سبعات أو سبعة مرات تكرار للسبعين فهي بالتالي = 70 × 7 = 490 سنة ولماذا نعتبر هذه الوحدات سنيناً ؟
- الكلام عن 70 سنة سبي والملاك يقول لدانيال انتظر 70 سبعة فيكون المعني 70× 7 سنين أي 490 سنة.
- لا يمكن أن تكون غير هذا فلو كانت هذه الوحدات ثواني لكانت المدة كلها 8.16 دقيقة ولو كانت شهور لصارت المدة كلها 41 سنة أي اقل من سنوات السبي السبعون.
- يقول دانيال في 2:10،3 أسابيع أيام ليميزها عن هذا الأسبوع.
إذاً فلا معني أن تكون أل2300 يوم في إصحاح “8” لها تطبيق نبوي علي أنها 2300 سنة خصوصاً إذا سمعنا قول الكتاب 2300 صباح ومساء أي يوم من 24 ساعة.
وكانت صلاة دانيال من اجل أن يخلص شعبه طالما ان السبعين سنة قد انتهت. وهنا الملاك يقول له أنت تتكلم عن 70 سنة لأجل خلاص اليهود، لكنني سوف أكلمك عن 70×7 سنة ليأتي المسيح الذي سيخلص العالم كله. وربما ظن دانيال أنه بانتهاء السبعين سنة يأتي المسيح لكن الملاك يقول له لا بل سبعين أسبوعا قضيت علي شعبك وعلي مدينتك المقدسة أي ما زال هناك قضاء مدة حتى يأتي المسيح. ولكن هذه الجملة تعني أن المدينة ستعود وبعد عودتها تنتظر المسيح. حقا إجابة الملاك علي دانيال كانت بأكثر مما يطلب أو يفتكر وهكذا عطايا الله دائما لنا. وهذه السبعين أسبوعاً في مقابل الـ70 سنة سبي، إذاً هم سيعودون لبلادهم ويستقرون فيها 490سنة في مقابل 70 سنة سبي، وهذا يظهر أن الله يُسَّر بإظهار مراحمه عن تنفيذ عقابه. وهذه النبوة هي أول نبوة تحدد ميعاد مجيء المسيح. فقبل ذلك كانت كل النبوات تشير لأنه سيجئ ولكن متي يجئ؟ فقد كانت النبوات تصمت. ولوضوح هذه النبوة كان أن إنتظر كثيرين مجيء المسيح (لو25:2،38). وبسببها كان كثيرين يعتقدون أن مملكة المسيح ستظهر حالاً (لو11:9) وقد يكون بسببها أيضا أنه جاء كثيرين لأورشليم (أع 5:2). وهذه النبوة تُفْحم وتسكت كل من من لا يزال ينتظر مسيحاً أخر. وهي تدين هؤلاء اليهود الذين لم يعترفوا بالمسيح حتى الآن. وفي آيه (25) يُذكر أن هناك أمر سيصدر بتجديد أورشليم وكان هذا لتعزية دانيال المؤقتة، ولتعزية الشعب بأن أورشليم ستعود. لكن هناك ما هو أهم، وهذا ما تشير له النبوة. واليهود كانوا ينتظرون مسيحاً يخلصهم من الرومان ويعطيهم ملكاً وغني، ولكن هنا يظهر أن المسيح سيأتي بغرض روحي فقط لتكميل المعصية = فاليهود بعد عودتهم من السبي تطهروا من عبادة الأوثان حقاً، لكنهم عادوا لخطايا كثيرة وارتدوا عن البر. وقد كملت معصيتهم بصلب المسيح ورفضوا الله وخلاصه منتظرين مسيحاً يعطيهم خلاصاً ومجداً زمنياً أرضياً. تتميم الخطايا = الخطية كانت سبباً للخصومة بين الله والإنسان. وهي جعلت الإنسان بعيداً عن الله. وهي أغاظت الله جداً. وبسببها عاش الإنسان في بؤس وفقد كرامته. وما كان لشيء أن يصلح هذا كله سوي نزع الخطية أو كبحها وكسر قوتها، بكسر رأس الحية، وهذا تم بالصليب. لذلك ورد تعبير تتميم الخطايا وفي الإنجليزية TO MAKE AN END OF SINS” وبالصليب أقام الله مملكة محبة وقداسة في قلوب البشر على خرائب مملكة الشيطان. وحين مات المسيح قال ” قد أكمل” فالخطية الآن لا تقف ضدنا فهو قد غفرها وأعطانا سلطانا أن لا تسود علينا (رو 14:6). كفارة الأثم = كلمة كفارة تعني ان دم المسيح يغطينا فنتبرر “هؤلاء غسلوا ثيابهم وبيضوا ثيابهم في دم الخروف (رؤ14:7). فذبيحة المسيح استوفت عدل الله. البر الأبدي = المسيح هو برنا فيه نصير أبراراً، هو يعطينا حياته فنخلص بحياته. هو كفر عن خطيتنا وأعطانا حياته وإمكانياته نحيا بها أبراراً.
لختم الرؤيا والنبوة = كلمة ختم تعني وضع خاتم على ورقة رسمية لإعطائها قوة فيصدقها الناس. وبالمسيح تحققت كل نبوات العهد القديم. فالعهد الجديد شاهد لصدق العهد القديم، والعكس صحيح فالعهد القديم شاهد واضح بنبواته عن المسيح. وقد تعني أن زمن النبوات قد انتهي بمجيء المسيح الذي تنباؤا عنه.
لمسح قدوس القدوسين = المسح تم بحلول الروح القدس على المسيح يوم العماد ليخصصه ليقوم بعمل رئيس كهنة ليقدم ذبيحة نفسه. وحلول الروح القدس علي المسيح كان لحساب الكنيسة وقوله قدوس القدوسين يترجم أيضا قدس الأقداس.
لكن متي يبدأ حساب السبعين اسبوعا
الإجابة في آيه (25) من خروج الأمر لتجديد أورشليم
وهناك عدة أوامر صدرت من ملوك الفرس وقد ذكرها الكتاب المقدس
الأول :- في السنة الأولي لكورش سنة 536 ق.م (عز1:1-3) ولكن هذا يخص بناء الهيكل.
الثاني :- في السنة السادسة لملك داريوس هستاسب (راجع صفحه 15) سنة 515 ق.م (عز6) ولكن هذا الأمر أيضا خاص ببناء الهيكل وليس بتجديد أورشليم
الثالث:- في السنة السابعة من ملك ارتحشستا سنة 457 ق.م (عز7:7). ثم توجه نحميا للإشراف على بناء المدينة والسور سنة 444 ق.م ولنقرأ سفر نحميا لنعرف حجم الضيقات التي صادفتهم في هذا البناء، حتى أنه قال “يد تبني ويد تمسك السلاح”. ولهذا نأخذ تاريخ الأمر الثالث ميعاداً لبدء السبعين أسبوعا أو أل 490سنة. وتأكيده أن أورشليم ستبني يعني أن الهيكل سيبني والذبائح الحيوانية ستعود حتى يجئ المسيح في منتصف الأسبوع الأخير ويكون هو الذبيحة الحقيقية التي تنهي الذبائح الحيوانية. بل تنهي الكهنوت اليهودي (شق حجاب الهيكل). وبنهاية الهيكل اليهودي يبدأ المسيح في تأسيس هيكل جسده أي الكنيسة. لذلك هو أشار لنفسه بأنه الهيكل (يو18:2-22) وهذا معني مسح قدوس القدوسين. أي تأسيس الكنيسة جسد المسيح بالروح القدس.
تقسيم السبعين أسبوعاً:
تقسم السبعين أسبوعاً إلى 7 أسابيع + 62 أسبوعاً + أسبوع.
وهذه النبوة تبدأ ببناء أورشليم أي الأمر الصادر بهذا سنة 457 وتنتهي بخراب أورشليم وقد تم خرابها بيد تيطس سنة 70م. فالمجيء الأول للمسيح صاحبه نهاية الكهنوت اليهودي وشق حجاب الهيكل ثم خراب أورشليم ذاتها فهي التي صلبت ملكها. والمجيء الثاني للمسيح أيضاً سيصاحبه نهاية العالم وأورشليم ضمناً، أو يسبقه خراب أورشليم لاستمرار رفضها للمسيح، بل أنهم سيكملون المعصية بقبولهم لضد المسيح. وحيثما يوجد الشيطان فهذا يعني الخراب. إذاً نهاية النبوة قد تتكرر مرتين بخراب أورشليم.
الفترة الأولي
هي فترة = 7 أسابيع أي 49 سنة من سنة 457 ق.م إلى 408 سنة ق.م وخلالها تم ترميم الأسوار وعمل السوق والخليج (في الإنجليزية شارع) إذا المقصود بناء المدينة ولماذا كانت المدة طويلة ؟ السبب أن البناء كان متقطعاً بسبب المضايقات والمؤامرات (راجع سفر نحميا) وهذا معني يعود ويبني سوق وخليج في ضيق الأزمنة.
الفترة الثانية
هي فترة = 62 أسبوعاً أي 434سنة من 408سنة ق.م. إلى 26سنة م. وبسبب أخطاء حسابية في تقويم السنين، اكتشف أن المسيح في سنة 26م كان عمره 30سنة، أي أن المسيح ولد فعلاً سنة 4ق.م. إذاً بدأ المسيح ظهوره وخدمته سنة26م. فهذه النبوة تحدد بالضبط ميعاد ميلاد المسيح وميعاد بدء خدمته لأن المعروف أن المسيح ككاهن والكاهن يبدأ خدمته في سن الثلاثين. ولو كنا موجودين أيام ميلاد المسيح لكنا نحسب ميعاد ولادته كالتالي. [1] نحدد ميعاد صدور الأمر بتجديد أورشليم. [2] نضيف عليه 49 + 434 فنحدد بهذا ميعاد بدء ظهوره. [3] نطرح 30سنة لنحدد ميعاد ولادته.
من أين حدثت الأخطاء الحسابية؟
كان الخبراء في الفلك قد يمأهم قدماء المصريين، وهم أول من أنشأ تقويم فلكي، لكنهم اعتمدوا على ظهور نجم في السماء، يظهر كل سنة يسمى نجم الشعرى اليمانية. وهم لاحظوا أن الدورة الشمسية تتطابق مع الفترة بين ظهورين متتاليين لهذه النجمة. فإفترضوا تساوي الفترة بين ظهورين متتاليين للنجم والسنة الشمسية. فقسموا هذه الفترة إلى شهور والشهور لأيام وكانت هذه السنة هي ما يسمى بالسنة النجمية لأنها تعتمد على نجم الشعرى اليمانية. وحينما أرادت روما عمل تقويم فلكي خاص بها استقدمت أحد الخبراء المصريين في علم الفلك الذي أتى إلى روما بمعتقداته المصرية، وأسس ما يسمى الآن بالتقويم الميلادي، ولكن على أساس النجوم لأنه إفترض أن السنة الشمسية تتطابق مع السنة النجمية. وكانت السنة الرومانية تبدأ من سنة تأسيس روما على يد رومولوس. وبعد أن دخلت المسيحية إلى روما غيروا هذه البداية لتصبح بداية التقويم الميلادي هي السنة التي ولد فيها المسيح.
في القرون الوسطى أتى أحد باباوات روما (غريغوريوس الكبير) وكان عالماً في الفلك وأكتشف خطأ في حسابات المصريين وأن السنة النجمية أطول من السنة الشمسية بـ11 دقيقة (هذه ما كان العلم أيام قدماء المصريين بقادر على اكتشافها) فأصلح التقويم الميلادي. ومن هنا جاء الخلاف بين الأقباط والغرب. فالغرب يعيدون عيد الميلاد يوم 25ديسمبر. أما الأقباط فيتبعون السنة النجمية ويحتفلون بعيد الميلاد يوم 29كيهك. فالغرب يتبع السنة الشمسية، أما السنة القبطية فهي تتبع السنة النجمية. المهم أنه بعد أن أصلح البابا غريغوريوس التقويم الميلادي بحوالي 200سنة اكتشفوا أنه أخطأ في حساباته بحوالي 4سنوات، ولم يصلح أحد هذا الخطأ فكانت ملايين الكتب قد طبعت وما كان ممكناً إصلاح هذا كله. وصار من المعروف الآن أن المسيح قد ولد سنة 4ق.م.
الفترة الثالثة:
هي فترة = أسبوع أي 7 سنين وهو ينقسم إلى نصفين كل منهم = 3 سنة بعد اثنين وستين أسبوعأً يقطع المسيح.. وفي وسط الأسبوع يبطل الذبيحة راجع هذا بالمقارنة مع (أش8:53،10) فالمسيح قيل عنه “قطع من أرض الأحياء، جعل نفسه ذبيحة إثم” إذاً معنى يقطع المسيح أي يموت ويصبح ذبيحة إثم من أجل ذنب الشعب. وبموت المسيح تبطل الذبائح الحيوانية (راجع عب9،10). وهذا معنى يبطل الذبيحة. وليس له= معناها ليس من أجل خطيته بل من أجل ذنب الشعب. على أنها تفهم أيضاً “أنه لم يقف أحد بجانبه” تأتي ساعة وهي الآن حين تتركونني وحدي” وقد شهد بيلاطس لبر المسيح وأنه وحده بلا ذنب. وكلمة يقطع تستخدم في الخروج واللاويين والعدد بمعنى قتل الشخص أو تنفيذ حكم القتل فيه. وبالنسبة للمسيح لم يكن له من يدافع عن قضيته. وإذا كانت النبوة حددت أنه في خلال الـ49 سنة الأولى يكون ضيق أزمنة فهي لم تحدد ماذا سوف يحدث خلال الـ434 سنة التالية لتستعد الأذهان في التفكير في المسيح وحده.
التفسير اليهودي للنبوة: هم يتلاعبون بالتواريخ لمحاولة إثبات أن الشخص المشار إليه هنا هو أونيا رئيس الكهنة وأنه اضطُهِد واستُشهِد بواسطة المضطهدين بمساعدة بعض اليهود المرتدين وسينجح هذا المضطهد في اضطهاده حتى يصب الله غضبه عليه. وهم يعتبرون أن هذا المضطهد هو أنطيوخس إبيفانيوس ولكن تلاعبهم في التواريخ بطريقة مكشوفة جداً. ومع هذا فهناك فرق 66سنة لا يجدون له حلاً.
تأمل في الفترة الأولى. هناك وعد ببناء المدينة ولكن في أثناء الضيق. وهكذا طول فترة وجودنا على الأرض فهناك ضيقات ” في العالم سيكون لكم ضيق” ولكن ما يعزينا أن الله سيكمل عمله ويحمي مدينته (كنيسته) بسور فهو سور من نار لنا ولكنيسته.
الأسبوع الأخير أو الأسبوع السبعين: فيه المسيح يثبت عهداً مع كثيرين = هذا هو العهد الجديد الذي أشار إليه أرمياء (31:31) واستمر المسيح 3 سنة هي مدة خدمته بالجسد على الأرض، يعمل ويخدم، ويجول يصنع خيراً، ويدعو الجميع للخلاص، ثم يؤسس سر الإفخارستيا (دم العهد الجديد) ثم في منتصف الأسبوع يصلب = وبدمه يتأسس العهد الجديد ويثبت، ويبطل الذبيحة الحيوانية.
وماذا عن النصف الثاني من الأسبوع؟ هناك تفسيرين:-
التفسير الأول: الثلاث سنين ونصف الثانية من الأسبوع الأخير هي من وقت صعود المسيح حتى وقت استشهاد اسطفانوس أي حين بدأ اليهود في اضطهاد كنيسة المسيح، وبذلك استحقوا ما حدث لهم على يد تيطس الروماني. وهو ما قيل عنه شعب رئيس آت يخرب المدينة والقدس = وهو قال رئيس آتٍ = لأنه في وقت هذه الرؤيا لم تكن الدولة الرومانية قد قامت بعد.
التفسير الثاني: يقول البعض أنه بعد صلب المسيح توقفت ساعة السبعون أسبوعاً النبوية، أي أن هذه الثلاثة سنين ونصف لم تأتي بعد خصوصاً أن 3 سنة = 42شهراً = 1260يوماً المذكورة في سفر الرؤيا. وبهذا يكون هذا الرأي يعني أن هذه المدة تشير للأيام الأخيرة حين يقبل اليهود ضد المسيح وبذلك يتم خرابهم النهائي كما تم خرابهم بيد تيطس من قبل.. وقد يصح كلا الرأيين.
الخراب على يد الرومان: يذكر يوسيفوس المؤرخ اليهودي أنه في ذلك اليوم كان بأورشليم 2مليون يهودي للاحتفال بعيد الفصح. وأتى تيطس وحاصر الأبواب كلها ليمنع الخروج والدخول فاشتدت المجاعة حتى أن رأس الحمار كانت تساوي 500دينار وأكلت الأمهات أولادهن. ومن تسلل من اليهود صلبه تيطس. وقد علَّقَ 120ألف على صلبان، وأخيراً أقتحم أورشليم وأهلك حوالي مليون ودك المدينة والهيكل وكان الاكتساح الروماني كالطوفان مما جعل اليهود يتشتتون تماماً في العالم. وكلمة غمارة (26) تعني الطوفان فهذا الشعب الآتي أي الرومان سيكتسح أورشليم كالطوفان. وبعد تشتتهم سيستمرون للنهاية في حرب وخرب قضى بها = جزاءً لهم على رفضهم للمسيح. وهذا ما حدث تاريخياً لليهود، فهم ظلوا مرفوضين يقتلهم كل أحد حوالي 2000سنة.
على جناح الأرجاس مخرَّبْ = كان الغيورين هم جماعة يهودية ظهرت بعد المسيح وقد نسب لهم يوسيفوس سبب خراب أورشليم. فهم في الحقيقة لم يكونوا غيورين على الدين بل كانوا قطاع طرق ولصوص وقتلة، ويصح تسميتهم بالمغتالين. وحاول هيرودس الكبير كبح جماحهم لأنه كانت لهم اليد الطويلة على تلال الجليل. لكنهم في الأيام الأخيرة تحدوا الرومان وأغلقوا مدناً أمامهم وحين رأوا اقتراب جيوش الرومان منهم لجأوا إلى أورشليم بقيادة من يسمى JOHN GISCHALA وبدأوا في إثارة ثورة ضد الرومان ثم دخلوا الهيكل وامتلكوه، وفيه بدأ طغيانهم ضد الشعب وكانوا يصدرون أوامرهم للشعب والكهنة ويقول المؤرخ “لا يمكن تخيل بشاعة وفظاعة أعمالهم” وهم في نجاستهم وخطيتهم بدا أنهم نجحوا بعض الوقت بل هم أزاحوا رئيس الكهنة وأتوا برجل أخرق ليقوم بدوره ليصنعوا ما يريدونه. وهذا جعل الكهنة يبكون بمرارة على ما يحدث وقال أحدهم “كنت أفضل أن أموت عن أن أرى الهيكل مدوساً بهؤلاء النجسين الذين يسكرون في الهيكل.ويصبح معنى على جناح الأرجاس مخَّرب = وهذه تترجم على جناح الأرجاس يقوم مخَّرب وجناح الأرجاس تترجم OVERSPREADING OF ABOMINATIONS أي المعنى أنه نظراً لإنتشار الرجاسات سيأتي الخراب على يد مخرّب. وهذا المخرب هو تيطس. وهم احتقروا النبوات، ولو تأملوا فيها لفهموا. والآن لنفهم كيف أشار المسيح لهذه النبوة.
- (مت15:24) فمتى نظرتم رجسة الخراب التي قال عنها دانيال النبي قائمة في المكان المقدس ليفهم القارئ فحينئذ ليهرب الذين في اليهودية إلى الجبال وكان هؤلاء المجرمين بوجودهم في الهيكل هم رجسة الخراب قائمة في المكان المقدس.
- (لو 20:21) “ومتى رأيتم أورشليم محاطة بجيوش فحينئذ أعلموا أنه اقترب خرابها حينئذ ليهرب الذين في اليهودية إلى الجبال…”.
فهؤلاء الثائرين النجسين نجسوا الهيكل. وهيجوا الرومان بثورتهم ضدهم. فأحاطت الجيوش الرومانية بأورشليم. وفي ليلة حاول الجنود الرومان التسلل إلى الهيكل عبر الأسوار ووضعوا على الهيكل النسر الروماني، إلا أن اليهود تنبهوا وقتلوا الجنود الرومان المتسللين. فيأس تيطس من حصار أورشليم وأنسحب معتقداً أنها كمدينة صغيرة لا تستحق هذا العناء من الجيش الروماني العظيم. إلا أنه بعد مسيرة ساعات تقابل مع نجدة آتية من روما مع أوامر من أبيه الإمبراطور فاسباسيان، بسحق أورشليم فعاد أدراجه إلى أورشليم إلا أن المؤمنين من المسيحيين من الذين كانوا داخل أورشليم حينما رأوا هذه العلامات :
النسر الروماني على الهيكل.
هؤلاء المجرمين في الهيكل.
جيوش محيطة بأورشليم.
وقارنوا هذا مع ما قاله السيد المسيح ففهموا أن أورشليم ستخرب فهربوا إلى الجبال فوراً. أما اليهود فبدأوا في احتفالاتهم بالانتصار وانسحاب الجيوش الرومانية. وما هي إلا ساعات إلا وعاد الجيش الروماني بقيادة تيطس وحاصر أورشليم هذا الحصار البشع الذي سجله يوسيفوس وقال عنه أكلت الأم أبنائها فيه، لكن كان المسيحيين المؤمنين كلهم قد هربوا (هذه فائدة النبوات، أنها تكون غير مفهومة ولكنها تفهم في الوقت المناسب فيكون لها فائدة) فالنبوات يجب أن تظل غامضة حتى يحين موعدها لئلا تتعطل خطط الله. وهذا الحصار انتهى بخراب أورشليم الخراب النهائي.
ملحوظة: هؤلاء الغيورين احتلوا الهيكل المدة 3سنوات قبل خراب أورشليم.
هل تتكرر هذه النبوة؟ (راجع 2تس3:2-12) وفيها نجد أن ضد المسيح سيأتي ويدخل هيكل الله، بل أنه سيظهر نفسه أنه إله. وهو سيأتي بعمل الشيطان وبأيات وعجائب كاذبة. ولأنهم لم يقبلوا محبة الحق حتى يخلصوا سيرسل الله لهم عمل الضلال حتى يصدقوا الكذب. فنحن أمام صورة أخرى لإنتشار الرجاسات وحيثما وُجِد الشيطان يوجد الخراب. وغالباً حين يظهر هذا الأثيم سيعقب هذا إنتشار بدعته في العالم وتنتشر الأرجاس. ويكون هذا علامة على خراب نهائي للعالم ولأورشليم. وسيأتي هذا الخراب مثل الفيضان أي بغمارة أيضاً. ولكن الغمارة الأخيرة ستكون الدينونة حيث يُلقي هذا الأثيم ومن تبعه في البحيرة المتقدة بالنار حيث يصب المقضُّى على المخرّب = فالله قضى بخراب أورشليم لصلبها المسيح واضطهادها الكنيسة مبتدئة بقتل الشماس اسطفانوس. وقضى بدينونة هذا العالم النهائية لأنه أحب الخطية فضلَّ وراء ضد المسيح تاركاً المسيح الحقيقي ولذلك سيصب الله قضاؤه على هذا الُمخرّبْ الذي خرَّب العالم.
الآية (27) الذبيحة والتقدمة: الذبيحة تعنى الذبائح الدموية والتقدمة مثل الدقيق واللبان.
كيف نحدد موعد ميلاد المسيح:
- (لو 1:3،2) في السنة الخامسة عشرة لطيباريوس قيصر. وهذا يحدد سنة ميلاد المسيح لأن يوحنا المعمدان يكبر المسيح بستة أشهر. والمسيح بدأ وله 30سنة (لو23:3).
- وُلد المسيح أيام هيرودس الكبير وغالباً في نهاية حكمه، قارن مع (مت19:2،20) وقد مات هيرودس سنة 4ق.م لذلك تكون سنة 26م، فيها سن المخلص = 30سنة.
- من تحديد عُمر الهيكل وتجديده بـ46 سنة، وبمعرفة أن هيرودوس بدأ البناء سنة 20ق.م نأتي ثالثة لسنة 26ق.م.
كيف نحسب مدة خدمة المسيح قبل صلبه.
يذكر القديس يوحنا 3 مرات أن المسيح أكل الفصح مع تلاميذه (13:2 + 4:6 + 1:12) والأخير هو الذي بدأت معه ألام المسيح ويمكن إثبات أن المسيح قضى فصحاً آخر بين الثاني والثالث من حساب مواعيد الزراعة فتكون خدمة المسيح 3 بين بدء خدمته وصلبه.
سفر دانيال: 1 – 2 – 3 – 4 – 5 – 6 – 7 – 8 – 9 – 10 – 11 – 12 – 13 – 14
تفسير سفر دانيال: مقدمة – 1 – 2 – 3 – 4 – 5 – 6 – 7 – 8 – 9 – 10 – 11 – 12