ما هي صورة الله التي يجب أن يعرفها الطفل؟

 

عزيزى .. دعنا نرى الآن قصة نحكيها ونسمعها كثيرًا ولكن من منظور تربوى مسيحى.. إنها قصة الابن الضال.. لنقرأها مدققين الآن : (لو 11:15-32)..

وَقَالَ: إِنْسَانٌ كَانَ لَهُ ابْنَانِ. فَقَالَ أَصْغَرُهُمَا لأَبِيهِ: يَا أَبِى أَعْطِنِى الْقِسْمَ الَّذِى يُصِيبُنِى مِنَ الْمَـالِ. فَقَسَمَ لَهُمَا مَعِيشَتَهُ. وَبَعْدَ أَيَّامٍ لَيْسَتْ بِكَثِيرَةٍ جَمَعَ الاِبْنُ الأَصْغَرُ كُلَّ شَىْءٍ وَسَافَرَ إِلَى كُـورَةٍ بَعِيـدَةٍ وَهُنَاكَ بَذَّرَ مَالَهُ بِعَيْشٍ مُسْرِفٍ. فَلَمَّا أَنْفَقَ كُلَّ شَىْءٍ حَدَثَ جُوعٌ شَدِيدٌ فِى تِلْكَ الْكُورَةِ فَابْتـَدَأَ يَحْتَـاجُ. فَمَضَى وَالْتَصَقَ بِوَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ تِلْكَ الْكُورَةِ فَأَرْسَلَهُ إِلَى حُقُولِهِ لِيَرْعَى خَنَازِيرَ. وَكَانَ يَشْتَهِى أَنْ يَمْلأَ بَطْنَهُ مِنَ الْخُرْنُوبِ الَّذِى كَانَتِ الْخَنَازِيرُ تَأْكُلُهُ فَلَمْ يُعْطِهِ أَحَدٌ. فَرَجَعَ إِلَى نَفْسِهِ وَقَالَ: كَمْ مِنْ أَجِيرٍ لأَبِى يَفْضُلُ عَنْهُ الْخُبْزُ وَأَنَا أَهْلِكُ جُوعًا! أَقُومُ وَأَذْهَبُ إِلَى أَبِى وَأَقُولُ لَهُ: يَا أَبِى أَخْطَأْتُ إِلَى السَّمَاءِ وَقُدَّامَكَ. وَلَسْتُ مُسْتَحِقًّا بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ابْنًا. اِجْعَلْنِى كَأَحَدِ أَجْرَاكَ. فَقَامَ وَجَاءَ إِلَى أَبِيهِ. وَإِذْ كَانَ لَمْ يَزَلْ بَعِيدًا رَآهُ أَبُوهُ فَتَحَنَّنَ وَرَكَضَ وَوَقَعَ عَلَى عُنُقِهِ وَقَبَّلَهُ. فَقَالَ لَهُ الاِبْنُ: يَا أَبِى أَخْطَأْتُ إِلَى السَّمَاءِ وَقُدَّامَكَ وَلَسْتُ مُسْتَحِقًّا بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ابْنًا. 2فَقَالَ الأَبُ لِعَبِيدِهِ: أَخْرِجُوا الْحُلَّةَ الأُولَى وَأَلْبِسُوهُ وَاجْعَلُوا خَاتَمًا فِى يَدِهِ وَحِذَاءً فِى رِجْلَيْهِ. وَقَدِّمُوا الْعِجْلَ الْمُسَمَّنَ وَاذْبَحُوهُ فَنَأْكُلَ وَنَفْرَحَ. لأَنَّ ابْنِى هَذَا كَانَ مَيِّتًا فَعَاشَ وَكَانَ ضَالاًّ فَوُجِدَ. فَابْتَدَأُوا يَفْرَحُونَ.  وَكَانَ ابْنُهُ الأَكْبَرُ فِى الْحَقْلِ. فَلَمَّا جَاءَ وَقَرُبَ مِنَ الْبَيْتِ سَمِعَ صَوْتَ آلاَتِ طَرَبٍ وَرَقْصًا. فَدَعَا وَاحِدًا مِنَ الْغِلْمَانِ وَسَأَلَهُ: مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ هَذَا؟ فَقَالَ لَهُ: أَخُوكَ جَاءَ فَذَبَحَ أَبُوكَ الْعِجْلَ الْمُسَمَّنَ لأَنَّهُ قَبِلَهُ سَالِمًا. فَغَضِبَ وَلَمْ يُرِدْ أَنْ يَدْخُلَ. فَخَرَجَ أَبُوهُ يَطْلُبُ إِلَيْهِ. فَقَالَ لأَبِيهِ: هَا أَنَا أَخْدِمُكَ سِنِينَ هَذَا عَدَدُهَا وَقَطُّ لَمْ أَتَجَاوَزْ وَصِيَّتَكَ وَجَدْيًا لَمْ تُعْطِنِى قَطُّ لأَفْرَحَ مَعَ أَصْدِقَائِى. وَلَكِنْ لَمَّا جَاءَ ابْنُكَ هَذَا الَّذِى أَكَلَ مَعِيشَتَكَ مَعَ الزَّوَانِى ذَبَحْتَ لَهُ الْعِجْلَ الْمُسَمَّنَ. فَقَالَ لَهُ: يَا بُنَىَّ أَنْتَ مَعِى فِى كُلِّ حِينٍ وَكُلُّ مَا لِى فَهُوَ لَكَ. وَلَكِنْ كَانَ يَنْبَغِى أَنْ نَفْرَحَ وَنُسَرَّ لأَنَّ أَخَاكَ هَذَا كَانَ مَيِّتًا فَعَاشَ وَكَانَ ضَالاًّ فَوُجِدَ“.

الآن .. حان موعد أن نسأل أنفسنا :

1- ما أوجه الشبه بين هذا الأب والله ؟

2- ترجم الأفعال الآتية: (قسم لهما) مباشرة بعد.. طلب الإبن للمال

(تحنن ثم ركض ثم وقع على عنقه وقبله)

بعد أن جلست تفكر فى إجابات هذه الأسئلة.. أترى أننا نوصل صورة الآب (والطفل يترجم الأب أى أب لديه) كما فهمناها هنا !!!

لا أود أن أصدمك.. ولكن كثير من الدراسات أكدت أن صورة الله لدى الكثير صورة مشوهة نتيجة أخطاء فى التنشئة والتربية.. وهذا سبب رئيسى فى عدم نمو العلاقة مع الله

فمن هم الذين يقدمون صورة الله التى يجب أن يعرفها الطفل؟:

1- البيت.           2- المدرسون.       3- المجتمع والإعلام.        4- الخدام.

ونتيجة لبعض الأخطاء يرى الطفل الله الحنين بصورة غير صحيحة، وإليك أشهر الأخطاء وتأثيراتها السلبية على صورة الله التى تتكون لدى الأطفال :

 

صورة الله السلبية

السبب

النتيجة

الصورة الحقيقية (العلاج)

 

1- صعب إرضاؤه.

2- ماسك العصا

 

3-قاس

 

 

 

 

4- ظالم

 

 

 

1- ترديد كلمة “بابا يسوع هيزعل منك..”

2- ترديد كلمة “علشان عملت كذا بابا يسوع عمل كذا“..

3- تعليل سبب (مرضه – عدم نجاحه.. وغيرها من المواقف التى يتعرض لها) بأنه نتيجة ما عمله خطأ فى حق الله..

4- ذكر كلمة “ربنا أخده عنده” حينما ينتقل للسماء أحد الأشخاص الذين يعزهم..

تبدأ نتيجة تكون هذه الصورة عند الطفل تدريجيًا مرورًا بالمراحل الآتية: (من الممكن أن يمر بعدة مراحل أو يتوقف عند واحدة فقط)..

1- خوف شديد من الله..

2- خوف من الله يرد عليه الطفل بعند..

3- لا مبالاة من الطفل (ما هو بابا يسوع قاعد فى السما علشان يزعل مننا)..

4- عدم الثقة فى الله.

الله يحب الإنسان حتى لو أخطأ لأنه هو خليقته.. ولكنه لا يحب الخطأ.

– “لأَنَّ اللَّهَ غَيْرُ مُجَرَّبٍ بِالشُّرُورِ وَهُوَ لاَ يُجَرِّبُ أَحَدًا” (يع 13:1).

– الإنتقال للسماء ليس “ربنا أخده” وإنما هو انتقال لحياة جميلة أعدها الله لمحبيه.. لكن كل واحد له وقت محدد يسافر فيه للسماء..

 

صورة الله

السبب

النتيجة

الصورة الحقيقية (العلاج)

 

صورة

الله القريب منى

يراها الطفل

الله البعيد

(موجود

وغير موجود)

1- لو صليت ربنا هيعمل كذا حالاً.. ولكن لم يحدث هذا!

2- ربنا ماحدش بيشوفه هو فى السما بس!

3- عندما يطلب الطفل طلب من ربنا ويسألك على عدم تنفيذه وتكون الإجابة (أصل ربنا عنده ناس كتير قوى فبيحقق طلباتهم.. وهيجى عليك الدور)..

1- يفقد الطفل هويته كونه (ابن لله) فكيف يكون ابنًا لأب لا يشعر بوجوده..

2- يشعر بالدونية وصغر النفس (خصوصًا كلما كان سنه صغيرًا) فيشعر أنه عند الله قيمة ضئيلة مهملة..

3- يشعر بوجود هوة عظيمة بينه وبين الله.. حيث أنه هو على الأرض والله فى السماء فقط.

– درب طفلك على أنواع إستجابات الصلاة.. ولا تقل أن طلبه سيتحقق حالاً (فهناك استجابة بعدم الاستجابة).

الله فى كل مكان.. أما فكرة الله فى السماء فقط فهذا الفكر غير مسيحى!

– انظر مثل الابن الضال لتعرف قيمة النفس الواحدة عند ربنا..

 

صورة

الله حاسس بىّ يراها الطفل الله لا يفرح لفرحى

(لا يشعر بما أمر به)

1- عدم مبالاة الخادم بأى نجاح يمر به الطفل ويجعل الطفل سعيدًا..

 

2- عدم تذكير الطفل بفرح ربنا بما فعله.

– يتكون لدى الطفل صورة عن أن الله لا يهمه أى حدث يمر به..

– فرحك بتميز مخدوميك يجعله يشعر أيضًا بفرح السماء..

– وقولك ربنا بيحبك على طول، ودائمًا فرحان بك، ويفرح أكثر بما تفعله من أمور كويسة.

 

صورة الله

السبب

النتيجة

الصورة الحقيقية (العلاج)

صورة

الله مفرح القلوب

يراها الطفل

الله الذى

يحب الحزن والكآبة

1- إحنا فى بيت ربنا.. ماتضحكش!

 

 

2- طالما عملت حاجة غلط لازم تزعل وتشعر بالذنب!

 

 

3- بكآبة الوجه يصلح القلب..

1- تكوّن صورة خاطئة لدى الطفلة عن كوننا نحن (المسيحيين) دائمًا نكون مكشرين ومبوزين..

 

 

2- شعور بالذنب لأقل شىء.. يليه شعور بالنقص..

 

 

3- ينفر من الكنيسة..!!

1- إحترام بيت ربنا وقدسيته لا يلغى أبدًا كينونة الطفل.. وإحترام بيت ربنا ينبع من مشاهدته لسلوك الخدام.

2- الشعب كيف يسلك داخل الكنيسة (أتعجب جدًا من الذي ينتهر الأطفال بسبب الكلام فى الكنيسة، وفى نفس اللحظة يلتفت لزميل له ويتحدث ويضحك معه)..

3- الخطأ وارد لأننا بشر، ولكل خطأ مقداره، فلا تضيف على طفلك عبئًا بلومه على أخطاء لم يرتكبها قصدًا (تزحلق كوب من يد الطفل لا يعنى أنه السبب فى ذلك!!).

– إلهنا إله فرح.. وكنيستنا مسكن الفرح.. شارك طفلك فى كل مناسباته السعيدة.. وأذكر له (أن السماء أيضًا فرحة وهى مكان الفرح)..

– يكفى أن ندربه من صغره على كلمة “آسف” دون طلبات إضافية.. أو أن نلومه ونذكره أن ما حدث نتيجة خطأه (لا نكسر نظرته لنفسه)..

صورة

الله الذى يحبنى بلا شروط يراه الله الذى يحب محبة مشروطة

– لو عملت.. ربنا هيحبك..

– علشان أنت ولد.. (صفة حلوة) ربنا بيحبك.

– تكون أخطر صورة عن الله (يحبنى بمزاجه أو فى الوقت اللى أكون فيه كذا)..

– ربنا بيحب (الحلوين – اللى بيسمعوا الكلام..) فقط.

الله لا يشترط عملاً ما لكى يحبك.. فهو مَنْ صنعك..

– انظر فى مثل الابن الضال.

هل الإبن الأصغر كان حلو علشان كده باباه بيحبه!!

لنرجع لقصتنا مرة أخرى بعد كل هذا لنرى صفات هذا الأب فهو :

  1.  يحترم إرادتى : لم يرفض طلب ابنه أو يغلق الباب بالمفتاح !!!
  2. ينتظر رجوعى : ليس فقط ينتظر أن أرجع وأقرع الباب إنما هو من ينتظرنى.. هذا المشهد سبب فى توبة كثيرين.. فقط حينما يشعروا أنه واقف منتظرًا إياهم.
  3.  يجرى إلى : لا ينتظرنى ليعاقبنى.. بل يجرى ويحضننى..
  4. قبول غير مشروط : لم يجعل الابن يفقد هويته كونه ابنًا.. ويجعله عبدًا.. بل فورًا أعاده لمرتبته وأشعره بهويته..
  5.  غنى : يعطى وبسخاء.. انظر ماذا فعل لرجوع ابنه !!
  6.  يقدر قيمة النفس : فرح برجوع ابنه الأصغر.. لم يترك الابن الأكبر غاضبًا..

هذه هى صورة الله أوصلها لنا فى مثل لكى نعرفه عن قرب.. فالله يريدك أن تعرف عنه أنه:

– يهتم بك قبل ولادتك : “نَسَجْتَنِى فِى بَطْنِ أُمِّىأَحْمَدُكَ مِنْ أَجْلِ أَنِّى قَدِ امْتَزْتُ عَجَبًالَمْ تَخْتَفِ عَنْكَ عِظَامِى” (مز 13:139-15).

– يهتم بك منذ ولادتك : “عَلَيْكَ اسْتَنَدْتُ مِنَ الْبَطْنِ وَأَنْتَ مُخْرِجِى مِنْ أَحْشَاءِ أُمِّى(مز 6:71)..

– يعرفك بأسمك : “يَدْعُو خِرَافَهُ الْخَاصَّةَ بِأَسْمَاءٍ” (يو 10).

– يهتم من البداية حتى نهاية أيامك : “وَإِلَى الشَّيْخُوخَةِ أَنَا هُوَ، وَإِلَى الشَّيْبَةِ أَنَا أَحْمِلُوَأَنَا أَحْمِلُ وَأُنَجِّى” (إش 4:46).

– يقدر الاحتياج : “يُعْطِى الْمُعْيِىَ قُدْرَةً” (إش 29:40)..

عزيزى .. احذر أن تجعل من طفلك كما قيل فى: (مرا 3:5) “صِرْنَا أَيْتَامًا  بِلاَ أَبٍ“..

شارك هذه الرؤية مع أسرتك.. أحكى عن الله من الكتاب المقدس وأنت مسرور فرح.. اشعر أنت بالله لتُشعر طفلك به.. من فضلك.. صحح نظارتك التى ترى بها الله قبل أن تعطيها لطفلك فيروا الله بصور مشوهة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى