سر فرحنا
خلق الله الإنسان منذ البدء للفرح… لذلك وضعه في جنة عدن (تك 2).
وأحاطة بكل وسائل الراحة, فمن أجله خلق كل شئ: (السماء والأنوار والأنهار والثمار والأزهار) وفي الأبدية يعد له أفراحاً أخرى لا يعبر عنها: “ما لم تر عين ولم تسمع أذن ولم يخطر على بال إنسان” (1كو 9:2).
الفرح الروحي بالمسيح في حياتنا
هو الفرح بالرب, وفرح بالوجود في حضرته , وفي عشرته وفرح الإلتقاء به:
– “كما قيل عن التلاميذ “أنهم فرحوا لما رأوا الرب” (يو 20:20 ) وتحقق بهذا وعده لهم: “ولكني سأراكم أيضا فتفرح قلوبكم ولا ينزغ أحد فرحكم منكم” (يو16: 22) “إفرحوا في الرب كل حين وأقول أيضاً افرحوا” (في 4:4).
فرج بالتوبة وبالتخلص من الخطية:
– كما فرح الرب يسوع المسيح بخلاص زكا العشار وقال: “اليوم حصل خلاص لهذا البيت” (لو 9:19).
– فرح إنسان أمكنه أن يعترف بخطاياه, وينال المغفرة. وفرح الابن الضال بعودته إلى أبيه (لو 15).
– فرح إنسان يتخلص من عادة كانت مسيطرة عليه, أو من خطية كان يضعف أمامها, وتتكرر في كل إعتراف… مثل فرح إنسان تخلص من التدخين أو الإدمان, أو سيطرة الأفكار الشريرة والأحلام النجسة.
فرح بالإنتصار على النفس:
– صراعنا للنمو في الشركة مع الرب يسوع, وفي تحطيم قوى إبليس تضف لحياتنا رصيداً مستمرة من السعادة الحقيقية.. إننا لا نخاف الخطية حتى إن سقطنا فيها عن ضعف, مادمنا في أحضان إلهنا الذي يقيمنا منها: “مالك روحه خير ممن يأخذ مدينة (أم 32:16 ).
فرح برجوع الخطاة:
– هو ليس فرحاً في الأرض بل أيضا في السماء, كما قال لنا السيد المسيح:”إنه هكذا يكون فرح في السماء بخاطئ واحد يتوب (لو 7:15). ينبغي أن نفرح ونسر لأن أخاك هذا كان ميتاً فعاش، وكان ضالاً فوجد” (لو 32:15).
فرح عظيم بالترفق بالخطاة :
– كما كان السيد المسيح مترفقاً بكل الخطاة والعشارين والزناة, ويغفر لهم ولا يدينهم, بل أيضا يذهب إلى بيوتهم ويشاركهم طعامهم.
فرح بإسعاد الآخرين:
– المسيح هو مصدر حقیقی ودائم للسعادة “أبي يعمل حتى الآن وأنا أعمل” (يو 17:5 ) فكان يجول يصنع خيراً بمعجزاته, ونحن بالمسيح الساكن فينا نتحول إلى مصدر فرح وسعادة لكثيرين (فرح بدفع العشور والإهتمام بأحباء المسيح والإهتمام بمن ليس لهم أحد يذكرهم, وصغار النفوس).
فرح بكل عمل خير تعمله ويشاركك فيه المسيح:
– تفرّح المساكين وتعزى الحزانی, وتشارك أفراح أخوك (كما فعل السيد المسيح).
– تريح التعابي وتنصف المظلومين, وتفرح بنجاح الآخرين.
فرح الآباء والمرشدون الروحيين:
– كما فرح الله بتلاميذه هكذا فرح تلاميذه بمن تلمذوهم بتعاليم السيد المسيح.
– “أيها الحبيب، في كل شيء أروم أن تكون ناجحة وصحيحاً، كما أن نفسك ناجحة.. ليس لي فرح أعظم من هذا: أن أسمع عن أولادي أنهم يسلكون بالحق” (3يو 2, 4).
هذا هو فرح الخدمة والرعاية والخدام, على رعيتهم ونجاح رسالتهم.
هناك درجة عالية من الفرح
أن نفرح بالتجارب واثقين من بركاتها وأكاليلها:
– يقول يعقوب الرسول: “إحسبوه كل فرح يا إخوتي حينما تقعون في تجارب متنوعة” (يع 2:1).
– لسنا فقط نحتملها بل نفرح بها, نفرح بالصليب كما فرحنا المسيح المصلوب بالفداء, ونفرح بالباب الضيق وبكل الآلام والاضطهادات, نفرح بالرب وبـ “شركة آلامه” (في 10:3 ).
– واثقين “إن كنا نتألم معه لكي نتمجد أيضا معه” (رو 17:8 ).
– وبالإيمان نرى أن “كل الأشياء تعمل معا للخير” (رو 28:8 ).
– “فرحين في الرجاء” (رو 12:12 ). رجاؤنا هو المسيح الذي ينتظرنا فی الفردوس.
– أولاد الله يفرحون دائما بيسوع المسيح ذاته, وليس مجرد عطاياه .
– فتسلك نحن “كحزاني ونحن دائما فرحون” (2كو 10:6 )
– “افرح في آلامي لأجلكم” (كو 24:1 ).
* الفرح لفرح الغير: “فرحاً مع الفرحين” (رو 15:12 ).
كما أن الموت هو سبب فرح
هو سبب فرح روحي للذين يثقون بمصيرهم بعد الموت, مثل القديس بولس الرسول الذي إشتهي الموت قائلا: “لى اشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح. ذاك أفضل جدا” (في 23:1 )
من يقتنى المسيح في قلبه هو دائما سعید وفرحان
– ارجع إلى نفسك مما هو خارج عنك, وأعد نفسك لخالقك فإنه هو رصيد سعادتنا.
– إذ تتبع المسيح تشتاق إلى السعادة, وتبلغ إليه فالسعادة فيه.
- أيها الأحباء إن فرح كل الأفراح يتحقق بالبهجة في الثالوث، الذي خلقنا على صورته.
القديس أغسطينوس