القمص بيشوي كامل
القمص بيشوى كامل (1931-1979)
الاسم قبل الكهنوت: سامى كامل اسحق أسعد.
تـاريخ ميلاده: 6 ديسمبر 1931 فـى دمنهور – البحيرة – مصر.
خدمته: بدأ خدمته سنة 1948 وهو فى السابعة عشر من عمره وهو مازال طالبًا فى الجامعة بخدمة التربية الكنسية بكنيسة السيدة العذراء بمحرم بك، واستمر فى خدمته مع دراسته بنجاح.
ويقول أحد تلاميذ أستاذ سامى والذى أصبح فيما بعد كاهنًا “كنا بنشوف الأستاذ سامى موجود فى الكنيسة كل يوم خميس وجمعة بصفة دائمة، وفى الصوم الكبير كان يذهب إلى فراش الكنيسة – عم بولس – ويأكل معه وجبة الغذاء، كان طاحونة لا تتوقف أبدًا عن العمل، ينتظر الأطفال ويتابع كل شئ لدرجة أننا كنا نراه فى أوقات من شدة الإرهاق جالسًا على سلم الكنيسة الرخام وهو نائم، وكنا نشفق عليه ولكن لا ندرى ما يمكننا عمله لكى نريحه ولو قليلاً وهو استأذنا الكبير، فقد كان لا يعطى نفسه راحة ولا يشفق على نفسه أبدًا، كل هذا قبل سيامته كاهناً!!
كما خدم الأستاذ سامى الشباب الجامعى حتى أصبح أمينًا عامًا للخدمة رغم صغر سنه..
فكر الرهبنة: فى آخر أيام شهر ديسمبر عام 1954 ومع فترة صوم الميلاد اشتاقت نفسه إلى طريق الرهبنة، ووقع اختياره على دير السريان بوادى النطرون، وبدأ يعد نفسه لذلك، إلا أن مشيئة الله كان لها رأى، ففى خلال استعداده للسفر إلى الدير مرض والده بجلطة دموية فأجل الفكرة لوقت آخر، ولكن اشتياقه ظل داخله فكان يذهب فى رحلات إلى الدير، وحدث أثناء إحدى تلك الزيارات أن دخل إلى المقصورة حيث جسد القديس الأنبا بيشوى فى ديره وأخذ يناجيه “ياريت أتشرف باسمك يا أنبا بيشوى” فقد كان يتمنى أن يصبح راهبًا باسم بيشوى، ولكن إرادة الله كانت أن يصبح كاهنًا باسم القس بيشوى لتتلاقى الإرادتين معا كما سنرى فيما بعد…
دعوته للكهنوت: حدث مساء الأربعاء 18 نوفمبر سنة 1959 أن الأستاذ سامى كامل أخذ فصله لمدارس التربية إلى الدار البابوية بالإسكندرية لنوال بركة البابا كيرلس السادس، وما أن قبل يديه حتى فوجئ بالبابا وهو يخبره بأنه سيرسمه كاهنًا بعد أربعة أيام.. فقد كان البابا قبل دخول الأستاذ سامى جالسًا مع أب كاهن ذى حساسية روحية عميقة هو القمص مينا اسكندر وكانا يتناقشان حول قطعة أرض اشترتها البطريركية القبطية بالإسكندرية على خط الترام فى اسبورتنج لإقامة كنيسة باسم مارجرجس، وقال البابا: “لن نستطيع البدء فى بناء الكنيسة قبل رسامة كاهن خاص بها” وما كاد ينتهى من القول حتى دخل الأستاذ سامى بأولاده فى التربية الكنسية، فهتف أبونا مينا على الفور “ها هو الشاب الذى يصلح لأن يرعى شعب كنيسة مارجرجس” وبعد أسئلة قليلة وضع البابا الصليب على رأس سامى كامل ويقول: “أنها علامة معطاة من الله أن تصبح كاهنا وسأرسمك الأحد المقبل”، ذهل الخادم سامى من وقع المفاجأة واستجمع شجاعته وقال: “ولكنى لست متزوجًا!” فأجابه قداسة البابا “الروح القدس الذى ألهمنى إلى أتخاذ هذا القرار هو يختار لك العروس”، ومنحه فرصة يومين، فذهب لتوه إلى مقصورة السيدة العذراء وأخذ يصلى مرارًا ليظهر له الرب إرادته، وهكذا حدث أن الروح القدس أرشد سامى كامل إلى أن يطلب يد “أنجيل باسيلى” أخت زميليه فى الخدمة فايز وجورج باسيلى واللذان فرحا به جدًا وقالا لأبويهما إن سامى كامل ذو نقاء ملائكى، ولكن العجيب فى الأمر أن العروس لم توافق لرغبتها هى الأخرى فى الرهبنة، إلا أن أبونا مينا أسكندر تدخل وأقنعها وتمت الإرادة السماوية لتتم صلوات الإكليل والطريف أن أهل العريس لم يروا العروس إلا ليلة الإكليل!!
سيامته كاهنًا: وتمت سيامته كاهنًا باسم القس بيشوى كامل يوم الأربعاء الموافق 2 ديسمبر عام 1959 على مذبح كنيسة الشهيد العظيم مارجرجس باسبورتنج، كانت الكنيسة فى ذلك الوقت عبارة عن مبنى صغير من الطوب الأحمر دون طلاء والسقف من قطع الخيام وتم تجهيز مذبح ليرشم عليه أبونا بيشوى. ثم قصد بعد ذلك دير السيدة العذراء السريان حيث قضى فترة الأربعين يومًا التى يقضيها الكاهن بعد رسامته… وعاد من الدير ليبدأ فى بناء كنيسته والتى أتم بناءها وتم تكريسها سنة 1968 وبعد ذلك قام بتأسيس كنائس كثيرة بالإسكندرية.
خدمات أخرى:
? أول من فكر فى إنشاء حضانة لأطفال الأمهات العاملات بكنيسة مارجرجس باسبورتنج والتى أخذتها عنه كنائس الإسكندرية ثم ما لبثت أن عمت الفكرة كنائس مصر كلها.
? أول من أحيا التقليد الكنسى القديم الخاص بالسهر فى الكنيسة ليلة رأس السنة القبطية “عيد النيروز“، ورأس السنة الميلادية وسارت فى دربه كل الكنائس فيما بعد.
بعض من أقواله:
? يا أبتاه.. كل المشاكل، كل التفكير فى هموم العالم.. كل ما يسبب لى شرودًا فى الصلاة، أعطنى أن أضعه بين يديك وأقول: “لتكن مشيئتك”.
? الذى يصلى لأنه يؤدى واجبًا عليه نحو الله، فليعلم أن الله ليس بمحتاج إلى هذا الواجب، ولكن الصلاة أمر خاص به هو.
? يا رب اكشف عن عينى لكى أسهر وأصلى لأن عدوى أسد زائر يريد أن يفترسنى أسندنى فأخلص.
بعد 14 عاما من الخدمة كتب أبونا بيشوى فى مذكراته “ويل لى من أجل النفوس التى كان من الممكن أن أربحها ولم افعل”.
تنيح أبونا بيشوى كامل فى 21 مارس 1979 بعد صراعه مع أصعب الأمراض، ولكنه كان شاكرًا ولم يتضجر يومًا أو غضب حتى مع أشد الآلام.. وتنيح وكان عمره 48 عامًا.
بركة صلواته فلتكن معنا جميعًا، آمين.