وأنا أريك بأعمالي إيماني

 

 “وأنا أريك بأعمالي إيماني” (يع ۱۸:۲)

قوة الإيمان وحرارته وصحته لا يمكن الحكم عليها من منطوق الإنسان ولا من أفكاره أو كتاباته ، ولكن من أعماله وسلوكه.

الرسول يعقوب يقول إن الذي يكتفي بالحقيقة الشاعة أن ” الله موجود” فلا فضل له في ذلك ؛ لأن الشياطين تؤمن بذلك أيضا بل تعترف وتقشعر من وجوده.

أما كيف يبرهن الإنسان عن إيمانه ؟ ذلك بعلاقته مع الناس بمقتضى أوامر الله ووصاياه ، وأن يكون تصرفه في الشدائد يعلن بوضوح الثقة والمحبة الشديدة له .

وكيف يمكن التعبير عن محبتنا لله ؟ ذلك لن يكون إلا بتتميم وصاياه حتى أصغرها : « الذي يحبني يحفظ وصاياي » ، ” إن أحبني أحد يحفظ وصاياي” ، “الذي لا يحبني لا يحفظ كلامي” ( يو 14: 24) .

مقياس الإيمان تظهر دقته وصلاحيته في استعداد الإنسان لرفض الحياة الأرضية كلها والتنازل عنها بكل مجدها الكاذب إذا تعارضت مع أصغر وصية للمسيح . ودائماً أبداً سيضغط عليك الشيطان بكل حيلة لكي تتساهل في التمسك بالحق ، ويخيفك حتى تتنازل عن وصية المسيح . ولكن في كل مرة تعرض عليك فرصة الخيانة للأمانة سينظر إليك المسيح نظرة تخترق ضميرك عساك ترجع عن عزمك .

طوبى للذي يختار الخسارة والتعب والمحقرة والمرض بل والموت على أن الا يتنازل عن أمانته لله ، إنه سوف ينال قوة تعوضه عن كل خسارة ، قوة ما كان يعرفها وما كان ينتظرها. 

فاصل

من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى